أكد مسؤول تشادي أن المجموعات المسلحة اتخذت منطقة جبلية وعرة ملاجئ لعناصرها منذ فترة طويلة، وهي خارج السيطرة الأمنية الليبية والتشادية، معتبرا العملية العسكرية التي أطلقتها القيادة العامة بالجنوب «قرارا ليبيا».

وقال نائب وزير الداخلية التشادي إبراهيم الأصيل: «هذه المجموعات تكونت في فترات الفوضى السياسية في ليبيا، إذ شارك بعضهم في النزاعات الليبية - الليبية، وبعضهم أصبحوا مرتزقة»، وفق ما صرح به إلى وكالة «سبوتنيك» الروسية مساء أمس السبت.

أطلقت «القيادة العامة»، يوم الجمعة، عملية عسكرية موسعة، لتأمين الحدود الجنوبية. وأعلن الناطق باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، أن العملية تستهدف بسط السيطرة وسط ما تمر به دول جنوب الصحراء والساحل الأفريقي من توترات سياسية وأمنية واسعة طيلة الأشهر الماضية.

تمركزات المجموعات المسلحة التشادية
أشار المسؤول التشادي إلى تمركز المجموعات المسلحة هذه منذ فترة طويلة في منطقة جبلية وعرة أقصى الجنوب الليبي والشمال التشادي، حيث اتخذت منها ملاجئ لعناصرها، وهي خارج السيطرة الأمنية الليبية والتشادية «بالنظر لطبيعة المكان الذي لا يتطلب الوجود الأمني إلا في حالات الضرورة».

كما كشف نائب الوزير أن البعض منهم أعلنوا أنفسهم ضمن المعارضة الليبية، واتخذوا من الأماكن النائية والوعرة مأوى لهم على الحدود بين البلدين داخل الأراضي الليبية. لكنه أكد أن «الحكومة التشادية لم تتخذ أي خطوات تصعيدية ضد هذه المجموعات منذ رفضها التوقيع على اتفاق المصالحة السابق، نظرا لحرص السلطة في تشاد على السلام، وتسوية الأوضاع عبر الحوار».

- ديبي: المنطقة الحدودية مع ليبيا والنيجر تتطلب المزيد من اليقظة 
- حكومة حماد: متابعة مستمرة للعملية العسكرية في الجنوب 
- ديبي يزور إقليم تيبستي بعد ساعات من إعلان «القيادة العامة» إطلاق عملية عسكرية قرب الحدود مع تشاد

وبخصوص التوترات الأمنية الأخيرة على الحدود المشتركة، لفت نائب الوزير إلى أن المجموعات المسلحة اعتدت على وحدة أمنية صغيرة تشادية مكلفة بحماية المهندسين المعنيين بنزع الألغام في منطقة داخل الأراضي التشادية، واختطفت بعض المهندسين، لكن القوات الأمنية تمكنت من تحريرهم لاحقا.

العملية العسكرية في الجنوب «قرار ليبي»
بشأن الطلعات الجوية التي نفذتها القوات التشادية، أوضح المسؤول: «كانت بهدف تمشيط المنطقة وتأمينها، ونفذت بعض الغارات ضد هذه المجموعات للتأمين»، مشيرا إلى أن «العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي، لتأمين أراضيه، هو قرار ليبي ضد مجموعات توجد على أراضيه، ويحق له اتخاذ الإجراءات اللازمة لتمشيط المنطقة». وتابع: «حتى هذه اللحظة لا نرى خطورة من فرار المجموعات إلى الأراضي التشادية، إذ تسكن هذه المجموعات داخل الأراضي الليبية».