أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أنها «ستنهي أنشطتها الطبية في طرابلس اليوم الخميس»، حيث توفر الرعاية الصحية للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء المعتقلين في مراكز الاحتجاز وللسكان الذي يقاسون ظروفًا صعبة في المناطق الحضرية، منوهة بأنها «ستواصل العمل في مستشفى مصراتة للأمراض الصدرية».

ونوهت منظمة أطباء بلا حدود في بيان نشرته عبر موقعها على الإنترنت، بأن «دعمها للبرنامج الوطني لمكافحة الدرن (السل) في طرابلس ومستشفى أبو ستة للأمراض الصدرية وجراحة الصدر سيتوقف في نهاية هذا العام».

سبب إنهاء الأنشطة الطبية في طرابلس
وأوضحت المنظمة أن قرار إنهاء أنشطتها الطبية في طرابلس الذي وصفته بـ«الصعب» «جاء بعد مراجعة شاملة لاستجاباتها الإنسانية في مختلف بلدان العالم وإعادةً لترتيب الأولويات المالية». وكذلك على خلفية التحديات التي واجهتها في الوصول إلى الفئات المستهدفة والتي أثرت على أنشطة المنظمة الطبية في طرابلس وفي ظل مناخ يزداد صعوبة على المنظمات الدولية في البلاد.

وقال مدير العمليات في أطباء بلا حدود في أمستردام جون بيسيلينك «يؤسفنا أننا اضطررنا إلى اتخاذ القرار الصعب بإنهاء أنشطتنا الطبية في طرابلس؛ إذ نعلم أنه سيكون لهذا القرار أثر على فرص وصول السكان إلى الرعاية الطبية، ولهذا لم نتّخذه بسهولة».

- «أطباء بلا حدود» تستعجل فتح ممرات إنسانية لإجلاء مهاجرين من ليبيا
- «أطباء بلا حدود» تستنكر إهمال إيطاليا ومالطا بعد وفاة مهاجرين وإعادة 130 آخرين إلى ليبيا
- 5 سنوات على توقيع الاتفاقية.. «أطباء بلا حدود» تتهم الاتحاد الأوروبي بدعم الانتهاكات في ليبيا

وأضاف بيسيلينك «سنبقى ملتزمين بتوفير الخدمات الصحية المجانية وعالية الجودة في ليبيا. وستستمر أنشطتنا في مصراتة وزوارة حيث نوفّر الرعاية الصحية الأساسية واستشارات الصحة النفسية ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية في المرافق الصحية العامة ومراكز الاحتجاز والسجون والمناطق الحضرية».

أنشطة أطباء بلا حدود في طرابلس
وأضاف البيان أنها مع انتهاء الأنشطة الطبية لأطباء بلا حدود، ستنتهي المساعدة التي توفرها المنظمة للأشخاص في مراكز الاحتجاز في طرابلس منذ عام 2016 والتي تشمل الرعاية الطبية الأساسية، بما في ذلك الدعم النفسي، وتنظيم الإحالات للمرضى الذين يعانون من أمراض مهددة للحياة إلى مرافق الرعاية الصحية المتخصصة، وتسهيل الوصول إلى خدمات الحماية.

وفرت أطباء بلا حدود كذلك الرعاية الأساسية عبر عيادات متنقلة في المناطق الحضرية ودعمت مرفقَين للرعاية الصحية الأساسية عبر خدمات التوعية الصحية والصحة النفسية والرعاية الجنسية والإنجابية. كما دعمت البرنامج الوطني لمكافحة الدرن ومستشفى أبو ستة للأمراض الصدرية وجراحة الصدر في طرابلس لتحسين الاستجابة الطبية للسل، بما في ذلك السل المقاوم للأدوية، في مجتمعات الليبيين وغير الليبيين.

التزام متواصل بتوفير الرعاية الطبية في ليبيا
وجددت منظمة أطباء بلا حدود، في البيان، التزامها بمواصلة توفير الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية في ليبيا، مسترشدةً بالأخلاقيات الطبية الدولية ومبادئ الحياد والاستقلالية وعدم التحيّز.

كما تواصل المنظمة أنشطة البحث والإنقاذ لمساعدة طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم في وسط البحر الأبيض المتوسط، داعية إلى تأمين مسارات آمنة للأشخاص الذين يلتمسون الحماية، وفق بيان المنظمة.

بدأت أطباء بلا حدود العمل في ليبيا منذ العام 2011 عبر توفير المساعدة للمتضررين من النزاع ودعم المرافق الطبية العامة بالتعاون مع وزارة الصحة. ووفرت في عام 2022، الرعاية الطبية لأكثر من 50 ألف شخص في طرابلس ومصراتة والزاوية وزوارة وبني وليد ونسمة وزليتن والخمس. وقدمت فرق المنظمة الرعاية الصحية الأساسية واستشارات الصحة النفسية ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية في المرافق الصحية العامة ومراكز الاحتجاز والسجون والمناطق الحضرية، بحسب بيان المنظمة.