حددت قمة الهجرة والتنمية التي عقدت أمس الأحد في روما، الخطوط العريضة لصندوق تمويل للمشاريع الاستثمارية، ومراقبة الحدود بهدف التنظيم المعزز لعمليات تدفق المهاجرين على المدى المتوسط.

وشاركت ليبيا بوفد ترأّسه رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي رفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، حيث قال رئيس المجلس الرئاسي في كلمة أمام المؤتمر إن «المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لحل معضلة الهجرة غير النظامية»، موضحا أن «هذه الظاهرة المرتبطة بالاتجار بالبشر لا يمكن التصدي لها كدولة بمقدورنا»، وحث على «العمل من أجل التنمية في القارة الأفريقية واستغلال الموارد الطبيعية».

واستضافت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في العاصمة الإيطالية قادة دول حوض البحر المتوسط، بهدف تعميم أساليب تعاون جديدة بين البلدان التي ينطلق منها المهاجرون والبلدان المُضيفة، على غرار الاتفاق النموذجي الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتونس بهدف الحد من وصول المهاجرين إلى القارة، وفق وكالة فرانس برس. في ختام محادثات استمرت ساعات أعلنت رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة إنشاء صندوق سيجري تمويله في مؤتمر أول للجهات المانحة لم يحدد موعده بعد، في مبادرة سبق أن ساهمت فيها الإمارات بمئة مليون يورو.

إطلاق عملية روما
وفي حين لم يرشح عن المؤتمر أي تدبير ملموس آخر، اعتبرت ميلوني أن الخطوة تعد «بداية عمل طويل الأمد»، مع إطلاق «عملية روما» التي حددت أولوياتها. وحسب البيان الختامي، فإن «عملية روما» على أساس الفهم المشترك بضرورة وجود استجابة ملتزمة ومتماسكة وشاملة لدعم الاستقرار السياسي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري، والإسهام بشكل كبير في تعزيز الهجرة القانونية، ومنع ومعالجة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوسع، والشرق الأوسط وأفريقيا، مسترشدة باحترام السيادة الوطنية بما في ذلك احترام القانون المحلي، والمسؤولية المشتركة، والتضامن، والشراكة بين أنداد، وسلامة المهاجرين وكرامتهم، والاحترام الكامل للقانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان والقانون الإنساني وقانون اللاجئين.

محاربة الهجرة غير النظامية
وأوضحت ميلوني أن أولويات العملية تشمل «محاربة الهجرة غير النظامية، وإدارة تدفقات الهجرة القانونية، ودعم اللاجئين، وخصوصاً التعاون الواسع النطاق لدعم تنمية أفريقيا وخصوصاً بلدان مغادرة (المهاجرين)، إذ بدونها سيبقى أي عمل غير كاف». وشددت على وجوب إعطاء الأولوية في التمويل لـ«الاستثمارات الاستراتيجية والبنى التحتية لأن هذه هي الطريقة الأكثر استدامة للتعاون».

- مباحثات سياسية بين الدبيبة وبن زايد على هامش مؤتمر روما
- الدبيبة ورئيس وزراء مالطا يبحثان قضايا الهجرة وتعزيز التعاون الثنائي

وحضر المؤتمر قادة من المنطقة والاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية، ومن بينهم الرئيس التونسي قيس سعيّد، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي. ووقعت بروكسل وروما الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم مع الرئيس التونسي، تنص خصوصا على مساعدة أوروبية بقيمة 105 ملايين يورو، تهدف إلى منع مغادرة قوارب المهاجرين ومحاربة المهربين. كذلك، تنص الاتفاقية على عودة مزيد من التونسيين الذين هم في وضع غير نظامي في الاتحاد الأوروبي.

وأكد مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي، طالبا عدم كشف هويته، أن الاتحاد الأوروبي حريص على التفاوض بشأن شراكات مماثلة مع مصر والمغرب. بحسب ميلوني، من الأهمية بمكان دعم الدول الأفريقية بعدما أوقفت موسكو العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مئة ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا في الأشهر الستة الأولى من 2023 عن طريق البحر من سواحل شمال أفريقيا وتركيا ولبنان. وكان عددهم يزيد قليلاً عن 189 ألفا لمجمل 2022.