تحقق السلطات في إسلام آباد في حادثة غرق قارب قبالة السواحل اليونانية انطلق من سواحل طبرق، وعلى متنه 124 باكستانيا، فيما أعلن الأمن في أثينا توقيف مصريين مشتبه فيهم في الواقعة.

وأثار الحادث غضبا في باكستان، وحدادا وطنيا وتحركا حكوميا لقمع مهربي البشر، حيث أعلنت وكالة التحقيقات الفدرالية في البلاد القبض على 22 شخصا يشتبه في أنهم أرسلوا الضحايا إلى ليبيا في رحلة غير مشروعة. بدوره وجه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، أمس الأربعاء، وزيرة الداخلية لصياغة توصيات تتعلق بالتشريعات اللازمة لمنع الاتجار بالبشر.

ويأتي بيان الحكومة الباكستانية بعد أيام من غرق قارب صيد طوله 20-30 مترا ومليئا بمئات المهاجرين- بما في ذلك عدد كبير من الباكستانيين- قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليونان يومي 12 و13 يونيو، وذلك في رحلة بدأت من طبرق وكان من المفترض أن تنتهي في إيطاليا. وحتى الآن تأكد مقتل 81 شخصا، في حين جرى إنقاذ 104 آخرين.

رئيس الحكومة الباكستاني «مستاء» من الحادث
وذكر راديو باكستان، اليوم الخميس، أن رئيس الحكومة أعرب عن «استيائه من عدم اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب لكبح تهريب البشر، واتخاذ خطوات ملموسة رغم تكرار مثل هذه الحوادث».

في غضون ذلك، قالت مصالح الأمن الباكستانية في بيان لها، إنها ألقت القبض على مهربين للبشر يُزعم أنهم متورطون في تهريب الأشخاص إلى ليبيا، بما في ذلك أولئك الذين لقوا حتفهم في غرق سفينة في وقت سابق من هذا العام.

كما كشفت التحقيقات إن 90% من الأشخاص الذين حددوا أنهم كانوا على متن القارب الذي انقلب سافروا بشكل قانوني إلى ليبيا أولا، وأضافت: «وفقا لسجلاتنا، فإن الغالبية العظمى من هؤلاء الأشخاص حصلوا إما على تصريح عمل أو تأشيرة سفر إلى ليبيا، وسافروا إلى هناك من كراتشي عبر دبي، ودفعوا مقابلها أموالا للوكلاء الذين سهّلوا معاملاتهم الورقية».

توقيف مصريين في اليونان مشتبه بضلوعهم في الواقعة
وفي أثينا، أودعت السلطات اليونانية تسعة مصريين قيد الاحتجاز الاحتياطي، ووجهت لهم تهم «تهريب البشر والقتل عن طريق الإهمال، وتنظيمهم لرحلة عبور انطلقت من سواحل طبرق».

«ذا غارديان»: مأساة قارب اليونان تعكس خطورة فراغ السلطة في ليبيا
جريدة يونانية: دعوات إلى «يوروبول» للمساعدة في تفكيك شبكة لتهريب المهاجرين تعمل في ليبيا
توقيف تسعة مصريين يشتبه بأنهم مهربون بعد مأساة المهاجرين في اليونان
قدموا من ليبيا.. مصرع 78 مهاجرا جراء غرق زورقهم قبالة اليونان
أبحر من ليبيا.. ارتفاع حصيلة قتلى زورق المهاجرين المنكوب قبالة اليونان
بعد إبحاره من ليبيا.. انقلاب قارب مهاجرين قبالة السواحل اليونانية

وأفاد مصدر قضائي وكالة «رويترز»، الثلاثاء، بأن السلطات أودعتهم الحبس الاحتياطي، بعدما أوقفتهم في ميناء «كالاماتا»، الخميس الماضي، 15 يونيو الجاري. ونفى الموقوفون التهم الموجهة إليهم أمام قاضي التحقيق خلال جلسة استماع استمرت لأكثر من عشر ساعات.

جنسيات المهاجرين ضحايا انقلاب القارب
وينحدر أغلب المهاجرين من سورية ومصر وباكستان، وحسب حصيلة السلطات اليونانية، فإن من بين الناجين الـ104، هناك 47 سوريا و43 مصريا و12 باكستانيا وفلسطينيين اثنين.

وحسب تقديرات المنظمات الحقوقية، يمكن أن يصل عدد المهاجرين الذين كانوا على متن القارب إلى 750 مهاجرا بينهم نساء وأطفال، أي أن عدد الوفيات الناجم عن هذه الحادثة قد يتجاوز الـ500 شخص.

وجرى التشكيك في دور خفر السواحل اليوناني في حادثة الغرق، لا سيما أن وكالة حرس الحدود الأوروبية «فرونتكس» رصدت القارب منذ يوم الثلاثاء قبل الماضي، لكن السلطات اليونانية لم تتدخل حتى فجر الأربعاء حين انقلب المركب.

اليونان: المهاجرون رفضوا الحصول على مساعدة
وكررت السلطات اليونانية، في موقف دفاعي، أن المهاجرين رفضوا الحصول على مساعدة لأنهم أرادوا إكمال طريقهم إلى إيطاليا، لكن المنظمات غير الحكومية أكدت أنه كان ينبغي على السلطات التدخل حتى في حالة الرفض، لأن القارب المحمل فوق طاقته، كان في محنة.

وطلبت الأمم المتحدة إجراء تحقيق، وأعرب الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين شابيا مانتو، الثلاثاء، عن أسفه، قائلا: «نحن لا نعرف الظروف الدقيقة لهذا الحادث المروع». فيما أمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب الحادثة.

وفي بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي تخصيص 15 مليار يورو كجزء من ميزانيته 2024-2027 لتعزيز سياسات الهجرة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الأموال ستستخدم من بين أمور أخرى، لتعزيز الشراكات مع دول ثالثة، وتقديم المساعدة للاجئين في الشرق الأوسط، والاستجابة للأزمات الإنسانية. وقالت فون دير لاين عندما سُئلت عن حطام السفينة «إنه أمر مروع، والأكثر إلحاحا أن نتحرك».