مع حلول اليوم، الحادي عشر من شهر يونيو 2023، يكون قد مرت 53 سنة عن جلاء القواعد الأميركية من الأراضي الليبية، وأهمها قاعدة «هويلس» الجوية القريبة من العاصمة طرابلس، والتي عرفت باسم قاعدة «الملاحة»، ثم «عقبة بن نافع»، قبل أن يطلق عليها اسم «امعيتيقة»، نسبة لفتاة قضت نحبها إثر سقوط طائرة عسكرية أميركية على منزل عائلتها المجاور للقاعدة.
وأقامت الولايات المتحدة قواعدها في ليبيا رسميا بموجب اتفاقية وقعتها حكومتها في 9 سبتمبر 1954، بعد مفاوضات بدأت في السنة الأولى من الاستقلال، ممثلة في سفيرها لدى ليبيا أندرو جي لنش مع حكومة محمود المنتصر، أول حكومة ليبية تشكّل بعيد إعلان استقلال، ثم صادق عليها مجلس النواب الليبي في 30 أكتوبر 1954.
جدل بين الحكومة ومجلس النواب في العهد الملكي
وأثارت الاتفاقية، في وقت لاحق، كثيرا من الجدل بين الحكومة ومجلس النواب الليبي جراء عمليات التوسع التي قامت بها القوات الجوية الأميركية على حساب أراضي مواطنين مجاورة للقاعدة، ثم أصبح إجلاء هذه القاعدة وغيرها مطلبا سياسيا نادى به العديد من النواب، وغيرهم من الأصوات الوطنية الليبية.
- مرور 51 عاما على إنهاء معاهدة وجود القواعد العسكرية الأميركية في ليبيا
وفي العام 1966، وأمام الضغط الشعبي المتزايد الرافض وجود القواعد الأجنبية في ليبيا، قاد وزير الخارجية الليبي -آنذاك- حسين مازق مفاوضات مع الجانبين البريطاني والأميركي بشأن جلاء قواعدهما من ليبيا، لكن المفاوضات لم تستمر.
وفي العام 1970، وعقب إطاحة النظام الملكي، دخل النظام الجديد، ووسط ضغط شعبي كبير، في مفاوضات مع الطرف الأميركي بشأن إنهاء معاهدة الوجود الأميركي في هذه القاعدة، وما تبعها على الأراضي الليبية، أسفرت عن موافقة الجانب الأميركي على الانسحاب من القاعدة، وتسليمها إلى الحكومة الليبية، وجرى تنفيذ ذلك في 11 يونيو 1970، وهو اليوم الذي صار يعرف بذكرى جلاء القواعد الأميركية عن الأراضي الليبية.
تعليقات