دافع وزير الخارجية المالطي، إيان بورغ، في مقابلة صحفية عن علاقات بلاده مع ليبيا والتعاون المشترك في قضية الهجرة غير النظامية رغم الظروف السياسية والأمنية الراهنة التي تمر بها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، مؤكدًا دعم بلاده جهود الأمم المتحدة والممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة، عبدالله باتيلي، الرامية لمساعدة الليبيين في الوصول إلى الانتخابات.

علاقات مالطا مع ليبيا
ورد بورغ في مقابلة مع جريدة «مالطا إندبندنت» نُشرت اليوم الأحد، على سؤال بشأن علاقات مالطا الوثيقة مع ليبيا وتعاون البلدين في قضية الهجرة، وانتقاد منظمات غير حكومية غياب الأمن في ليبيا بالنسبة للمهاجرين، قائلًا «لا أعتقد أن موقفنا بعيد كل البعد عن من يقول إن هناك جوانب غير آمنة بشأن ليبيا. لكن دعنا نتحدث عن الحقائق. العاصمة الأقرب لنا جغرافيًا هي طرابلس، أقرب من روما. لقد ولدنا هنا، في مالطا. نحن قريبون من ليبيا ويحاول المرء أن يكون لديه أفضل علاقة مع جيرانه».

وأكد بورغ أن حكومته «تعمل بشكل جيد لمواصلة تعزيز علاقتها مع من يمكن أن يساهم في استقرار ليبيا»، مشيرًا إلى غياب الاستقرار السياسي ووجود حكومة انتقالية يتعين أن تعمل على قيادة البلاد إلى الانتخابات.

وتساءل بورغ قائلًا: «هل من الحكمة تشكيل حكومة انتقالية أخرى؟ (...) نحن بحاجة إلى دفع هذه الحكومة الحالية التي كان المجتمع الدولي يثق بها لإجراء انتخابات كان من المفترض إجراؤها منذ أكثر من عام. وهذا ما نصر عليه لكن في الوقت الحالي لا يمكننا عدم التعاون».

التعاون مع ليبيا بشأن الهجرة
وردًا على سؤال حول ما إذا كان ينبغي على مالطا أن تتعاون مع ليبيا بشأن الهجرة إذا كان هو نفسه قد تساءل عن سلامة المنطقة، تساءل أيضًا الوزير المالطي: «لكن ماذا يمكنك أن تفعل؟ إذا كانت القوات المسلحة المالطية، وإذا كانت وزارة الشؤون الداخلية لا تعمل مع نظيراتها في ليبيا، مع من يجب أن يعملوا؟ نحن لا نقترح أن تأتي حكومة أخرى وتقود ليبيا. نحن نريد أن يتفق الليبيون على الدستور، ويتفقوا على المشروع السياسي الذي يريدون المضي قدمًا فيه، وبعد القيام بذلك، التوجه لإجراء انتخابات».

- استقرار ليبيا ضمن مناقشات بين تركيا ومالطا
- في اجتماعين منفصلين ببرشلونة.. المنقوش تلتقي وزيري خارجية مالطا وسلوفينيا
- «أطباء بلا حدود» تروي واقعة صادمة عن تعامل مالطا وإيطاليا مع لاجئة حامل

ويرى بورغ أن «هناك دولًا وشركات لها مصلحة في ما يحدث في ليبيا لأنها بلد ضخم ولديه ثروة من الموارد»، لافتًا إلى أن «الليبيين يحترموننا ليس فقط لأننا جيرانهم، ولكن لأنهم يعرفون أننا لسنا من النوع الذي يخبرهم بما يجب عليهم فعله (...) نحن لا نتدخل في عمليتهم الديمقراطية، ولمن يمنحون عقود النفط أو البناء».

أكد بورغ أن مالطا تعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك مع الممثل الخاص رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، لتشجيع الليبيين على إجراء الانتخابات.

العلاقات الحالية بين مالطا وإيطاليا بشأن الهجرة
وردًا على سؤال حول العلاقات الحالية بين مالطا وإيطاليا بشأن قضية الهجرة، قال الوزير إنه بمجرد تعيين أنطونيو تاياني وزيرًا للخارجية ونائبًا لرئيس الوزراء، «طلبت أن أكون من أوائل الوزراء الذين التقوا به في روما»، مشيرًا إلى أنه عمل مع تاياني عندما كان مسؤولاً عن رئاسة مالطا للاتحاد الأوروبي حيث كان الأخير رئيسًا للبرلمان الأوروبي في ذلك الوقت». كما يلتقيه في عدة مناسبات.

وقال بورغ إن تاياني «كان لديه أفكاره الخاصة بشأن مالطا. لكنه اليوم يقدر التغييرات التي أجريناها. وتربطني به علاقة جيدة للغاية»، مشيرًا إلى أن وزارات الشؤون الخارجية والداخلية في البلدين «تعمل معا بشكل جيد».

وزير الخارجية المالطي: التحديات التي يواجهها الإيطاليون هي نفسها تحدياتنا
وقال بورغ إن «مالطا وإيطاليا على نفس الصفحة في ثلاث نقاط. أولًا، لا يمكن ترك مالطا وإيطاليا للتعامل مع هذه القضية وحدهما. ثانيًا، هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في ليبيا، من أجل جعل البلاد أكثر أمنًا، وثالثًا أن الدول الأخرى بحاجة إلى المساعدة في تحمل عبء الهجرة».

وأضاف أنه منذ وصول حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث كان هناك تاياني وزيرًا للخارجية، ووزير داخلية جديد، «نحن نعمل بشكل جيد للغاية حتى نتمكن من جلب أصدقائنا من الاتحاد الأوروبي للتعاون».