Atwasat

الصحافة البريطانية تفتح ملف زيارة باشاغا بريطانيا في يونيو الماضي

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 19 أكتوبر 2022, 05:34 مساء
WTV_Frequency

بعد مرور نحو أربعة أشهر من زيارة رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، بريطانيا، من حملته الدولية لتأكيد شرعية حكومته، فتحت صحف بريطانية ملف هذه الزيارة، ودور لوبي بريطاني في ترتيبها، وتمكين باشاغا من لقاء مسؤولين بريطانيين.

وأشارت إلى أن رئيس موظفي «داونينغ ستريت» أو مكتب رئيس وزراء بريطانيا مارك فولبروك، كان وراء ترتيب الزيارة، ويواجه اتهامًا بالسعي لتغيير سياسة لندن الخارجية في الملف الليبي لصالح رئيس الحكومة «الموازية» كما وصفته جريدة «غارديان» البريطانية.
وفي يوليو الماضي، تحدث باشاغا خلال جلسة مناقشة مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، وشن هجومًا على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وقال إن ليبيا لاتزال تعاني الفوضى بعد أكثر من عقد من الثورة.

أصابع الاتهام لرئيس طاقم «داونينغ ستريت»
ولا تزال تداعيات هذا الموضوع تثير جدلًا واسعًا، ذهب بالمعارضة إلى اعتبار استمرار وجود رئيس طاقم «داونينغ ستريت» مارك فولبروك في منصبه لا يشكل خطرًا أمنيًا محتملًا فحسب، بل يمثل تهديدًا مستمرًا لمصداقية وآفاق دبلوماسية المملكة المتحدة والمعايير الأخلاقية في الحكومة. وحسب «غارديان» فإن فولبروك يواجه مشاكل تهدد وضعه، وسط مزاعم تورطه في عمليات «لوبي»، بحسب ما يقول حزب العمال البريطاني المعارض.

ونقلت، عن حزب العمال، أن فولبروك لا يمكن استمراره في موقعه كمدير للطاقم الحكومي لفترة طويلة، على خلفية ترتيب قبل تعيينه لقاء مع وزيرين في الحكومة وفتحي باشاغا، السياسي الليبي الذي يزعم حزب العمال أن له علاقات مع شركة التعهدات الأمنية الروسية، «فاغنر».

وبعد تكليف باشاغا من مجلس النواب رئيسًا للحكومة في مارس الماضي منافسًا للدبيبة، لجأ الأول إلى فولبروك الذي قام بعمليات ضغط بصفته مديرًا لشركة العلاقات العامة «فولبروك ستراتيجيز» بالإنابة عن باشاغا.

وخاضت جريدة «صاندي تايمز» البريطانية في التفاصيل على نحو أوسع، حين كشفت أن باشاغا حضر إلى لندن، حيث التقى وزير التجارة في حينه كواسي كوارتينغ، ووزير التعليم في حينه ناظم زهاوي، بينما لم يسجل هذان الوزيرين اللقاءات التي كان الغرض منها إقناع الحكومة البريطانية بتبني سياسة حياد واسعة ودعم باشاغا.

واستغرب سياسيون بريطانيون من ظهور باشاغا في «لقاء نادر» عبر الفيديو مع اللجنة المختارة للشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، نظرًا لأن اللجنة لم تكن في حالة تحقيق حول ليبيا في ذلك الوقت. كما أنه لم يكن للقاء أية علاقة بعملها ومنح باشاغا منبرًا للضغط من أجل الحصول على دعم بريطانيا، ولم يتحد أي من أعضاء اللجنة الذين شاركوا في اللقاء مزاعم باشاغا بأنه رئيس الوزراء الشرعي لليبيا.

تفاصيل زيارة باشاغا إلى لندن
وفي يونيو الماضي، رتب فولبروك زيارة إلى لندن لباشاغا، والتي لم تتم الموافقة عليها من قبل مكتب رئاسة الوزراء أو وزارة الخارجية، وأدى ذلك إلى تدخل السفير البريطاني، الذي قال إن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب لم يكن ضيفًا على الحكومة البريطانية، واتصل فولبروك أيضًا بالحكومة بينما كانت طائرة باشاغا تحلق في نمط الانتظار فوق مطار لندن وسط مشاكل ورقية غير محددة.  وجاء فولبروك بباشاغا إلى لندن عندما قدم موكله إلى ناظم الزهاوي، وهو صديق قديم أدار حملته القيادية لاحقًا، وكواسي كوارتينغ، الذي استضاف الاجتماع في مكتبه البرلماني.

وحاول فولبروك، اللوبي المخضرم الذي عمل مع مارغريت تاتشر في مقر حزب المحافظين وأدار حملة جونسون القيادية لسنة 2019، الضغط على ليز تراس، وزيرة الخارجية آنذاك، وبريتي باتيل، وزيرة الداخلية آنذاك، وأبلغ الوزراء بأن موكله يمكن أن يمنح حق الوصول إلى حقول النفط، ويوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل الاعتراف به، لكن يبدو أن أيًا منهما لم يستجب لمناشداته.

- باشاغا يتطلع لدعم بريطانيا لحكومته ويحذر من خطورة الوضع في ليبيا على أوروبا
- باشاغا يوضح سبب اجتماعه مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني
- سفيرة المملكة المتحدة تعلق على زيارة باشاغا لمجلس العموم البريطاني

وفي رده على اتصال «صنداي تايمز»، قال فولبروك إنه نأى بنفسه عن جميع قرارات السياسة الخارجية والأمنية التي تؤثر على البلاد، وقال الناطق باسمه: «السيد فولبروك لم ولن يشارك في قرارات الحكومة المتعلقة بليبيا». كما رفضت لندن الاعتراف بباشاغا، بل فرضت قبلها عقوبات على قائد مجموعة «فاغنر» الروسية النشطة في ليبيا، وصرحت سفارة المملكة المتحدة في ليبيا، التي أُعيد فتحها في طرابلس في يونيو الماضي، مرارًا وتكرارًا بأنها لا تؤيد إنشاء حكومات أو مؤسسات موازية.

فولبروك تحدث عن «ضغوط باشاغا»
ووصف فولبروك باشاغا للوزراء بأنه كان يمارس الضغط عليهم باعتباره «رئيس الوزراء الشرعي» لليبيا وعرض المساعدة في شؤون الطاقة والأمن والهجرة. علمًا بأن باشاغا قال خلال زيارته إنه ناقش «خارطة الطريق للتعافي»، وهي خطته للحصول على اعتراف دولي يتضمن منح بريطانيا حق الوصول إلى حقول النفط الليبية والمساعدة في منع المهاجرين من العبور إلى أوروبا.

وشارك في الترتيب للقاء الليبي، رئيس لجنة الدفاع توبياس إلوود، الذي وقف معه حاملًا كتيبًا يشرح بالتفصيل «خارطة الطريق للتعافي»، ومن جهته، يقول إلوود إنه التقى باشاغا بصفته الشخصية. في المقابل كشف مكتب مسجل جماعات الضغط الاستشارية، وهي هيئة مراقبة الضغط التي أُنشئت تحت قيادة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، إن فولبروك أعلن أنه قد ضغط على الوزراء نيابة عن مجلس النواب الليبي في فترة ما بين أبريل و يونيو.

لا نقاش عن الحقول النفطية
من جانبه، قال ناطق باسم الزهاوي: «التقى السيد الزهاوي بالسيد باشاغا في مكتب البرلمان، كشخص له اهتمام طويل بالشؤون الخارجية في الشرق الأوسط، لا سيما بالنظر إلى معاناته ومعاناة عائلته في عهد صدام حسين. وقد علمت وزارة التعليم أنه لم يكن هناك شيء مخفي، ولم يكن هناك نقاش حول أي حقول نفطية على الإطلاق».

ولم تغب مواقف كوارتينغ السابقة من قوات القيادة العامة للجيش الليبي، حيث كتب منشورًا دعا فيه بريطانيا لتغيير موقفها والوقوف مع الرجل العسكري. لكن فولبروك أوضح أنه «أبعد نفسه عن أي مسؤولية عن السياسة في ليبيا، إلا أن هناك تسعة دول» من بينها، إيطاليا وفرنسا والإمارات العربية وتركيا وروسيا وألمانيا وتونس، لها مصالح مباشرة في تدويل النزاع على السلطة في ليبيا.

رسالة إلى ليز تراس
وتلقت رئيسة الوزراء ليز تراس رسالة مشتركة من نائبة زعيم العمال، أنجيلا رينر، ومسؤول السياسات الخارجية ديفيد لامي، تحذرها من أن «استمرار عمل فولبروك في منصبه يشكل تهديدًا مستمرًا لمصداقية ومنظور الدبلوماسية البريطانية والمعايير الأخلاقية في الحكومة». وتابعت الرسالة: «لم يعد هناك مكان لفولبروك في داونينغ ستريت». كما دعا حزب العمال إلى القيام بتحقيق مستقل وشامل في الأمر وتداعياته على الدبلوماسية البريطانية، وكذا الأخلاق واللياقة في الحكومة.

ويشمل هذا دور المسؤولين والوزراء في تسهيل زيارة باشاغا ولقاءاته اللاحقة، في خرق واضح للموقف الدبلوماسي البريطاني. وجاء في الرسالة أيضًا أن الأمر «يثير أسئلة خطيرة حول تورط مدير طاقم رئيسة الوزراء في الجهود الغامضة المدفوعة الثمن من زبائن أجانب». وفي نظرهم قد تم القيام بهذا العمل من أجل تغيير الموقف الدبلوماسي البريطاني نيابة عن كيان أجنبي من خلال زيارات لم توافق عليها وزارة الخارجية أو «داونينغ ستريت» ولقاءات مع وزراء لم يعلن عنها.

وباءت محاولات باشاغا قبل زيارته لندن، بالفشل لدخول طرابلس، وكان يتوقع أن يؤدي وصوله إلى هناك لانتفاضة تدعمه، لكنه أجبر على الانسحاب بسرعة عندما لم تظهر الميليشيات دعمًا له. ورأت الصحف البريطانية أن باشاغا أقام تحالف مصلحة غريبًا ليس مع رئيس البرلمان عقيلة صالح، ولكن مع الرجل القوي في الشرق، خليفة حفتر. 

ويبرر مجلس النواب أن مدة الدبيبة في الحكومة انتهت بعد الفشل في عقد انتخابات برلمانية ورئاسية كانت مقررة نهاية العام الماضي. والتقت سفيرة بريطانيا في ليبيا، كاثرين هيرندال مع باشاغا، إلا أن حكومة بريطانيا تبنت موقفًا محايدًا يركز على حاجة الطرفين للتوافق على شروط الانتخابات الوطنية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تحذير من رياح نشطة على معظم الساحل الليبي
تحذير من رياح نشطة على معظم الساحل الليبي
بقيمة 3.6 مليار دولار.. تفاصيل الاعتمادات المستندية خلال 4 أشهر
بقيمة 3.6 مليار دولار.. تفاصيل الاعتمادات المستندية خلال 4 أشهر
إحباط تهريب 33 مهاجرا غرب البريقة
إحباط تهريب 33 مهاجرا غرب البريقة
6 ملفات على طاولة الكبير والسفير البريطاني
6 ملفات على طاولة الكبير والسفير البريطاني
جريدة إيطالية: مباحثات الدبيبة وميلوني تطرقت إلى الهجوم الإلكتروني على «مليتة»
جريدة إيطالية: مباحثات الدبيبة وميلوني تطرقت إلى الهجوم ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم