طالب رئيس المجلس الرئاسي النائب الثاني لرئيس الاتحاد الأفريقي، محمد المنفي، بضرورة إجراء انتخابات لهيئة مكتب جديدة للبرلمان الأفريقي قبل دورة المجلس التنفيذي المقبلة في يوليو المقبل، مؤكدًا أهمية التناوب الجغرافي بين أقاليم القارة «بما يمكِّن وبشكل عادل ومنصف كافة الأقاليم من تولي رئاسة أجهزة صنع السياسة، ومشاركة خبراتها، بما يسهم في تعزيز أواصر التكامل القاري».

جاء ذلك في كلمته خلال اجتماع هيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي، التي شارك فيها مساء اليوم الثلاثاء، عبر تقنية «الفيديو»، التي حضرها رئيس الاتحاد الأفريقي رئيس السنغال ماكي سال، وأعضاء هيئة مكتب الرئاسة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وخصصت لمناقشة عديد القضايا والملفات التي تهم بلدان القارة الأفريقية، وفق المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.

انتخابات هيئة مكتب البرلمان الأفريقي
وأكد المنفي، في كلمته حول انتخابات البرلمان الأفريقي، «أهمية أن تتولى كافة المؤسسات الأفريقية أداء مهامها، وتنفيذ ولايتها بالصورة الصحيحة، لما يخدم شعوب القارة ويلبي تطلعاتها»، مبينًا أن البرلمان الأفريقي «من المؤسسات التي يُعوَّل عليها كثيرًا» في مؤسسات الاتحاد الأفريقي.

- المنفي يشارك في اجتماعات هيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي
- رسميا.. ليبيا النائب الثاني في هيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي

كما شدد المنفي على أهمية أن يكون للبرلمان الأفريقي «دور في تنفيذ سياسات وأهداف الاتحاد الأفريقي، من خلال التنسيق والتكامل مع باقي أجهزة الاتحاد»، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه البرلمان الأفريقي، خاصة انتخاب هيئة مكتب جديدة».

تحديات وتداعيات الأزمة الروسية-الأوكرانية على أفريقيا
واستعرض المنفي، في كلمته، التحديات والتداعيات الناجمة عن الأزمة الروسية-الأوكرانية على القارة الأفريقية، معتبرًا أن «التحديات والتداعيات التي تواجهها القارة، جزء من شبكة معقدة من التحديات العالمية؛ جراء الوضع الراهن في القارة الأوروبية، وعلى وجه الخصوص الأزمة الروسية-الأوكرانية».

ودعا المفني إلى «العمل على تغليب الحلول الدبلوماسية والحوار والمفاوضات، والنظر إلى التداعيات بعيدة المدى، سواء على المستوى الإنساني، أو الأمن الغذائي، بما يسهم في ترسيخ ركائز الاستقرار والأمن، والعمل على إيجاد بدائل وحلول مستدامة للاكتفاء والاستقلال القاري، وذلك من خلال تنفيذ أجندة التنمية وما تتضمنه من أولويات ملحة في التجارة، والاقتصاد، والطاقة، والأمن الغذائي، والخدمات الطبية».

وأكد المنفي رؤية القارة وخططها الاستراتيجية، ومقررات أجهزة الاتحاد الأفريقي، الخاصة بجعل موضوع العام 2022 بناء القدرة على الصمود في مجال الأمن الغذائي والتغذية في القارة الأفريقية، مطالبًا بضرورة «الإسراع في تنفيذ التزامات البرنامج الأفريقي الشامل للتنمية الزراعية، والاستفادة من الاستراتيجيات والخبرات والخطط، سواء على المستوى الوطني، أو الإقليمي، أو القاري، من خلال الشراكات الاستراتيجية».

تمكين الدول الأفريقية من الوصول إلى تكنولوجيا اللقاحات
أما فيما يتعلق باللقاحات المصنعة في أفريقيا، فقد هنأ المنفي الدول الأعضاء، التي جرى اختيارها ضمن الدول المصنعة للقاحات من قبل منظمة الصحة العالمية، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي عُقدت في فبراير الماضي.

وأعرب المنفي عن دعمه الكامل لكافة الجهود التي ستمكِّن أفريقيا من الحصول على حقها في المعرفة والتكنولوجيا المصنعة للقاحات والأدوية، الأمر الذي من شأنه تمهيد الطريق للجانب الأفريقي، سواء في مشاركة خبراته السابقة، أو في اكتساب خبرات جديدة، وكذلك في تعزيز الصناعات الدوائية ودعم المؤسسات الصحية والطبية الأفريقية، المستحدثة لهذه الأغراض، ولمواكبة التطورات المتلاحقة لانتشار الأوبئة، التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية والأمنية.

ونبه المنفي، في كلمته، إلى خطر الاعتماد على عدد قليل من الشركات التي تحتكر إنتاج اللقاحات وتوفيرها في السوق العالمية، معتبرًا أن ذلك «أمر غير مقبول»، مشددًا على «ضرورة السماح للدول الأفريقية بالوصول إلى تكنولوجيا إنتاج اللقاحات، وأن تسهم بفاعلية في الإنتاج والتوزيع، بما يمكن من تحقيق الأمن الصحي في العالم، ونقل الصناعات الدوائية واللقاحات المصنعة في أفريقيا إلى الأسواق الدولية، ويقلل من احتكار وسائل التعامل والمعالجة والتوزيع عند انتشار الأوبئة والأمراض».