Atwasat

الدباشي عن 17 فبراير: ثورة شعبية عفوية أسقطت نظاماً .. لكنها فشلت في بناء الدولة

سبها - بوابة الوسط: رمضان كرنفودة السبت 19 فبراير 2022, 04:55 مساء
WTV_Frequency

في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، أعلن السفير إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا الأسبق لدى الأمم المتحدة، ترشحه لرئاسة البلاد، خلال الانتخابات التي كانت مقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي، لكنها لم تتم.

لكن كيف يرى الدباشي، المرشح الرئاسي، والمندوب السابق، ثورة 17 فبراير 2011، التي أتاحت له ولغيره فرصة الترشح لرئاسة البلاد للمرة الأولى في تاريخ ليبيا.. وهل اعتبرها البلوماسي المستقل، ثورة ناجحة أم فاشلة؟ التفاصيل في نص الحوار..

• ما الوصف الموضوعي لما حدث في ليبيا منذ 17 فبراير 2011؟
الواقع أنها ثورة شعبية عفوية أسقطت نظاماً كان يجب أن يتغير، ولكنها فشلت في بناء الدولة، وانزلقت إلى فوضى جلبت التطرف والدمار وسفك الدماء وغياباً كاملاً للمحاسبة وحكم القانون.

• ماذا بقي من ثورة فبراير في الشارع الليبي بعد كل هذه السنوات؟
الثورة حدث يستهدف التغيير إلى الأفضل وليست كائناً حياً، ومن ثم فالثورة تنتهي بتغيير النظام وإقامة نظام جديد يأخذ على عاتقه تحقيق أهداف الثورة التي عجز عن تحقيقها النظام السابق أو لم يكن يرغب في تحقيقها، ولكن للأسف الثورة فشلت في إقامة نظام حكم ديمقراطي، وتم استبعاد الخبراء المهنيين، وجرى دهس القانون وتدمير كل المؤسسات المتهالكة أصلاً وتقاسم السلطة بين من يملكون السلاح. ولم يبقَ من فبراير إلا تغيير النظام الذي عاد الكثير من مسؤوليه للحكم كشركاء لأصحاب المصالح الخاصة ومن يملكون القوة، ودخلت البلاد في مرحلة لا تقل سوءاً عن حقبة النظام السابق.

• ما سبب الانتكاسة بعد نجاح انتخابات 7 - 7 - 2012 التي استبشر بها الجميع خيراً؟
لا يوجد سبب واحد أدى إلى انتكاسة الثورة وعدم تحقيقها طموحات الشعب، فهناك مجموعة من الأسباب المتسلسلة التي عززت بعضها البعض لتصل بنا إلى الوضع المأساوي الحالي، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - عدم كفاءة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الذين انضموا إلى عضوية المجلس دون أي شروط أو معايير.
2 - عدم فصل السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية، وعدم الفصل بين سلطات رئيس الدولة وسلطات رئيس السلطة التشريعية، واغتصاب السلطة التشريعية لصلاحيات السلطة التنفيذية خلال فترتي «المجلس الانتقالي» و«المؤتمر الوطني».
3 - منح مكافآت للثوار وتضخيم العدد من ثلاثين ألفاً تقريباً إلى نحو مئتي ألف، والتعامل معهم كقوات أمن، الأمر الذي زاد عدد المجموعات المسلحة واستحال معه نزع سلاحها ودمجها في مؤسسات الدولة.
4 - استقطاب ما يسمى بـ«الإسلام السياسي» لجل أعضاء «المؤتمر الوطني العام» من المستقلين، وسيطرته على مراكز اتخاذ القرارات لخدمة أجندات أيديولوجية وأجنبية.
5 - تهاون بعثة الأمم المتحدة في تطبيق بنود الاتفاق السياسي، واتخاذ موقف المتفرج في أغلب الحالات بدعوى الملكية الوطنية وأن الحل يجب أن يكون ليبياً.
6 - رفض تيار «الإسلام السياسي» نتائج انتخابات مجلس النواب بسبب النتائج الهزيلة التي حققها، وإشعال فتيل الحرب الأهلية من خلال عملية «فجر ليبيا»، وطرد الحكومة الشرعية من العاصمة والسيطرة على مؤسسات الدولة عبر حكومة موازية.
7 - ممارسة «العزل السياسي»، الذي أفرغ مؤسسات الدولة من كل الخبراء المهنيين وتعيين أشخاص غير أكفاء في أغلب مفاصل الدولة، وأغلبهم يحملون جنسيات أجنبية وتقيم أسرهم خارج البلاد ولا يربطهم بليبيا إلا ما يدخل جيوبهم من أموالها.
8 - تحالف جماعة الإخوان المسلمين مع التنظيمات المتطرفة مثل «القاعدة» و«داعش» لاستدامة السيطرة على موارد البلاد، وهو ما أدى إلى سفك الدماء وتدمير المدن ونهب موارد الدولة واستدامة الفوضى المؤسساتية والأمنية، وتردي الخدمات العامة وزيادة معاناة المواطنين.

• هل كنت تتوقع أن يصل الوضع في ليبيا إلى هذا الحد عندما كنت تدافع عن الثورة في أروقة الأمم المتحدة؟
لم أتوقع أن يصل الوضع في ليبيا إلى ما هو عليه الآن؛ لأنني كنت أتصور أن الخبرات والكفاءات الليبية هي من ستتولى السلطة على كل المستويات، ولم أتصور أن يحكمنا الأجانب من أصل ليبي، وأصحاب السوابق، ويصبح قضاء فترة في سجن أبوسليم أهم من الشهادات التي تصدرها أرقى الجامعات وأهم من سنوات الخبرة الطويلة في مؤسسات الدولة عند التعيين في المناصب العليا.

• من واقع اطلاعك على الأمم المتحدة.. هل يمكن التعويل عليها؟
لا يمكن التعويل على الأمم المتحدة في حل النزاعات، فهي تدير الصراعات ولا تحلها، وتبقى الإرادة السياسية للفاعلين الليبيين هي العنصر الأساسي في حل الخلافات.

للاطلاع على العدد 326 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

• اليوم ليبيا دولة شبه منهارة.. ما الطريقة التي يمكن بها استعادة الدولة الليبية؟
لا يمكن استعادة هيبة الدولة وسيادتها وبناء مؤسسات قوية وفاعلة إلا بتوحيد القوات المسلحة، ونزع سلاح المجموعات المسلحة ودمجها في مؤسسات الدولة، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومكافحة الفساد، واحترام سيادة القانون، وضمان حقوق المواطنين دون تمييز.

• ماذا يريد المجتمع الدولي من ليبيا خاصة الولايات المتحدة الأميركية؟
المجتمع الدولي يخشى من انعكاس الوضع غير المستقر في ليبيا على مصالحه، والدول الكبرى في منافسة مفتوحة على الأرض الليبية، وكل منها يسعى لاستغلال ضعف السلطات الليبية وعدم خبرتها السياسية للحصول على تعهدات تخدم مصالحها على المدى الطويل، وهذا أدخلها في مماحكات سياسية ومواجهات غير مباشرة تهدد بانقسام البلاد، وهو ما قوض دور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وأساء إلى سمعتها.

• هناك صراع أوروبي واضح في ليبيا بين إيطاليا وفرنسا.. كيف سينتهي هذا الصراع؟
سينتهي الصراع الدولي في ليبيا سواء كان أوروبياً أو إقليمياً بمجرد تشكيل حكومة ليبية قوية من المهنيين، تتضمن وزير خارجية خبيراً في العلاقات الدولية وعلى وفاق تام مع رئيس الوزراء ورئيس الدولة، وقادر على إعادة بناء وتوجيه الدبلوماسية الليبية على أساس مهني فعال، وتكون حاضرة في كل اتصالاتنا بمسؤولي وممثلي الدول الأجنبية، وآمل أن ينطبق هذا الكلام على حكومة «الاستقرار الوطني» المنتظرة برئاسة السيد فتحي باشاغا.

• ما تقييمك للتقارب بين الخصوم الإقليميين في ليبيا «مصر - الإمارات وتركيا – قطر».. وما تأثيره على الوضع في ليبيا؟
دائماً المصالح الخاصة للدول هي السبب في الخلاف، وهي السبب في التقارب، وكلما رأت أن التقارب يخدم مصالحها أكثر ستعمل عليه، فالدول لديها استراتيجيات ثابتة لحماية مصالحها، ولكنها قد تغير التكتيك من حين إلى آخر لتحقيقها، وعلينا أن نضع في حسباننا دائماً أنه لا توجد دولة يمكن أن تقدم مصالحنا على مصالحها، وعلينا أن نتابع تحركات كل الدول المهتمة بليبيا مهما كانت درجة علاقاتنا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الدبيبة يناقش مع الزياني تفعيل اللجنة العليا الليبية - البحرينية وإبرام مذكرات تفاهم
الدبيبة يناقش مع الزياني تفعيل اللجنة العليا الليبية - البحرينية ...
المنفي وتكالة يناقشان آليات تفعيل اللجنة المالية العليا
المنفي وتكالة يناقشان آليات تفعيل اللجنة المالية العليا
العقوري يناقش مع السفير الأوروبي عمل البعثة الأممية في ليبيا
العقوري يناقش مع السفير الأوروبي عمل البعثة الأممية في ليبيا
التعرف على هوية 4 من مفقودي 2011 ومقابر ترهونة
التعرف على هوية 4 من مفقودي 2011 ومقابر ترهونة
بعد إطلاق منصة مشتركة مع ليبيا وتونس.. إيطاليا تعلن «تحركا عالميا» لوقف تدفقات الهجرة
بعد إطلاق منصة مشتركة مع ليبيا وتونس.. إيطاليا تعلن «تحركا ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم