رجحت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس» الأميركية تأثر نقل النفط الليبي بحالة عدم اليقين بشأن إعادة فتح الممر المائي لقناة السويس في أقرب وقت على خلفية تعطل اكبر طريق يستحوذ على 15 بالمائة من حركة التجارة البحرية العالمية.

توقعت الوكالة، الجمعة، أن يتأثر النفط الخام من ليبيا وأذربيجان وكازاخستان والجزائر أكثر من غيره؛ حيث يتجه جزء كبير من النفط إلى الشرق عبر قناة السويس. وعلقت سفينة «إيفر غيفن» اليابانية في قناة السويس، منذ الثلاثاء الماضي، والتي جنحت في الممر المائي لقناة السويس فيما تكدست عشرات السفن من قافلتي الشمال والجنوب في انتظار تحريرها.

التدفقات التجارية
وقبل أن يؤثر وباء «كورونا» على التدفقات التجارية، نقل عبر القناة حوالي 5 ملايين برميل في اليوم من النفط الخام والمنتجات النفطية و 31 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام 2019 ، وفقًا لمصادر «غلوبال بلاتس» وبيانات من هيئة قناة السويس.

وتاثر توجه إحدى ناقلات النفط قبل توجهها الى ميناء الزويتينة في ليبيا والتي كانت مبرمجة لتحميل الشحنات إلى شرق آسيا في الفترة من 26 إلى 28 مارس الجاري.

وكانت أسعار النفط قفزت الأربعاء بنحو 6 بالمئة، بعد جنوح السفينة لتهبط يوم الخميس قبل أن يعاود خام برنت الجمعة الارتفاع 2.62 دولار بما يعادل 4.2 بالمائة ليبلغ سعر التسوية 64.57 دولار للبرميل.

تكلفة الشحن البحري
ومع تواصل أزمة السفينة يطرح خبراء ومتعاملون اقتصاديون تساؤلات حول تكلفة إغلاق قناة السويس على العالم ماليا في ظل طرح بدائل أخرى لوصول السفن التجارية إلى وجهتها. وأوضحت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية الجمعة، صعوبة التوصل إلى رقم واحد يغطي كل شيء، حيث ستعتمد التكلفة على المدة التي تظل فيها سفينة الشحن الضخمة عالقة في الممر المائي.

-  هيئة قناة السويس: الأحوال الجوية ليست السبب الرئيسي لجنوح السفينة
-  الشركة المالكة للسفينة الجانحة بالسويس: نواجه «صعوبة قصوى» في تعويمها

ولكن استندت إلى بيانات تقول إن تكلفة الشحن البحري زادت عدة مرات على خلفية إغلاق قناة السويس. وبينت أن هذا التوقف يمنع مرور ما تكلفته 10 مليارات دولار من النفط والسلع المبحرة عبر الممر في يوم عادي.

وكشفت على ارتفاع أسعار الشحن بعد توقف القناة وأخرى لأرباح مرتبطة بإغلاق قناة السويس. موضحة «ارتفاع تكلفة شحن حاوية 40 قدما من الصين إلى أوروبا إلى حوالي 8000 دولار، أي ما يقرب من أربعة أضعاف الرقم قبل عام». أما أرباح ناقلات النفط الخام الكبيرة جداً، التي تنقل النفط من الشرق الأوسط إلى الصين فقد ارتفعت إلى 1371 دولاراً في اليوم، مسجلة ربحاً لليوم الثاني فقط في أكثر من سبعة أسابيع.

الإبحار حول رأس الرجاء الصالح
و هذا الطريق لناقلات النفط الكبيرة يحمل تأثيرات على شحن النفط الدولي. وتحصل سفن «سويزماكس»، التي تحمل عادةً مليون برميل من النفط الآن على حوالي 17 ألف دولار في اليوم ، وهو أكبر رقم منذ يونيو 2020. ومع احتمال توقف القناة عن العمل لأسابيع، يتحدث أصحاب الشحن الآن عن تكلفة توجيه سفنهم نحو أفريقيا.

وتوضح «بلومبيرغ» إن هذا القرار ليس سهلاً. لافتة الى ان الإبحار حول رأس الرجاء الصالح يضيف 6000 ميل (9650 كيلومتراً) للرحلة، وتكاليف الوقود وحدها ستبلغ حوالي 300 ألف دولار لناقلة عملاقة تنقل نفط الشرق الأوسط إلى أوروبا.

وبخصوص جهود إزاحة سفينة الحاويات العملاقة في قناة السويس قالت شركة «برنارد شولت شيب مانجمنت» المٌشغلة الفنية لها الجمعة، إن فرق الإنقاذ التي تعمل بعين المكان فشلت في محاولة أخرى لإعادة تعويم السفينة، حيث من المتوقع جلب المزيد من المعدات للمساعدة في هذه الجهود.

فريق شركة هولندية
وأشارت الشركة في بيان، إلى أن فريق شركة هولندية للإنقاذ، الموجود على متن السفينة، أكد أنه ستكون هناك قاطرتان إضافيتان بحلول الأحد المقبل للمساعدة في إعادة تعويم السفينة.

وواصل البيان: «ينصب التركيز الآن على التجريف لإزالة الرمل والطين من حول جانب الميناء من مقدمة السفينة»، مُتابعا أنه سيتم استخدام كراكة شفط خاصة لتحريك 2000 متر مكعب حول السفينة في كل ساعة.

وتابعت الشركة «يتم إجراء الترتيبات أيضًا لمضخات عالية السعة لتقليل مستويات المياه في الفراغ الأمامي للسفينة وغرفة الدفع القوسية». وقال العضو المنتدب لشركة الشحن اليابانية شوي كيسن كيه كيه، لشبكة «سي ان ان» إن «الهدف هو إعادة تعويم الحاوية بحلول ليلة السبت».

خيارات محاولة إطلاق سراح الناقلة
و تتوقع البحرية الأميركية في الشرق الأوسط إرسال فريق تقييم من خبراء التجريف إلى قناة السويس في أقرب وقت يوم السبت، لتقديم المشورة للسلطات على الأرض بشأن خيارات محاولة إطلاق سراح الناقلة، وفقًا لما قاله مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية للشبكة.

ويأتي نقل فريق التقييم إلى قناة السويس بعد موافقة الحكومة المصرية على قبول عرض مساعدة تم نقله عن طريق السفارة الأميركية بالقاهرة. وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن السفينة إيفر غيفن جنحت صباح الثلاثاء وهو ما «يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها».