Atwasat

تباين مواقف دول المغرب العربي من «صفقة القرن»

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني السبت 01 فبراير 2020, 06:12 مساء
WTV_Frequency

غاب صوت حكومة الوفاق أو الحكومة الموقتة، في التعليق على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل القضية الفلسطينية- الإسرائيلية، التي عرفت بـ«صفقة القرن»، ليمثل الموقف الليبي الضبابية الأكثر في المشهد المغاربي في التعليق على الصفقة.

خروج «صفقة القرن» التي وضعتها الإدارة الأميركية، لم يترك مجالًا للحكومات المغاربية لإظهار مواقف ضبابية باستثناء ليبيا، التي التزمت الصمت حتى الساعة، فيما كانت محل رفض تونس والجزائر، وعبرت المغرب عن تقديرها جهود السلام لحل النزاع.

وفي ليبيا انشغل الطرفان بتطورات الحرب على تخوم طرابلس في فورة ردود الفعل العربية والدولية والشعبية من الخطة، بينما كانت الحناجر تصدح قرب سفارة فلسطين قي ليبيا، اليوم السبت، في وقفة احتجاجية على هذه الخطة، ورفع المحتجون راية فلسطين، مؤكدين أنه لا أحد في الأمة العربية يستطيع أن يفرط في القدس وفلسطين، «بل هي فرصة لتوحيد الصفوف ولإسقاط الخطة الأميركية - الصهيونية».

وفور إعلان ترامب، الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحفي بواشنطن خطته لحل القضية الفلسطينية- الإسرائيلية، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، تفجرت ردود فعل متأرجحة بين المعارضة والتأييد والتأني في دراستها.

تونس تصفها بـ«مظلمة القرن»
وأظهر الرئيس التونسي قيس سعيد، موقفًا حازمًا من خطة السلام الأميركية المزعومة للشرق الأوسط، ووصفها بأنها «مظلمة القرن».

وقال في مقابلة أجراها مع التلفزيون الرسمي التونسي، لمناسبة مرور 100 يوم على توليه الرئاسة: «لا يمكن أن أتراجع عما قلته سابقًا، فالتطبيع مفهوم دخيل، دخل اللغة العربية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ولذلك فإن القضية اليوم لا تعتبر تطبيعًا، فالوضع الطبيعي مع هذا الكيان المغتصب أن نعمل لإنهاء هذا الاغتصاب وتشريد الشعب الفلسطيني».

وتابع: «فلسطين ليست ضيعة ولا بستانًا حتى تكون موضوعًا لصفقة، فحق فلسطين لا يمكن أن يسقط بالتقادم، مَن له علاقة بالكيان المغتصب هو خائن، والتطبيع خيانة»، مضيفًا أن «مَن له علاقة مع الكيان المغتصب فهو خائن، وخيانته خيانة عظمى.. القضية الفلسطينية ستبقى في وجداننا ما دام هناك نفس يتردد وقلب ينبض».

الجزائر تتمسك بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
بدورها وصفت الجزائر الصفقة على أنها حل موجه ضد الفلسطينيين، مؤكدة تمسكها بمبادرة السلام العربية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: «إن الجزائر تجدد على إثر الإعلان عما يسمى بصفقة القرن، دعمها القوي والدائم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو السقوط بالتقادم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية».

وأضافت: «لا سبيل للحل من دون إشراك الفلسطينيين، ناهيك إذا كان هذا الحل موجهًا ضدهم».

وجددت الجزائر تمسكها بمبادرة السلام العربية المعتمدة خلال القمة العربية ببيروت والمبنية على «مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة – كل الأراضي العربية – مقابل السلام في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لاسيما القرارين رقم 242 و338».

ترحيب مغربي
على العكس جاء الموقف المغاربي، بعدما شدد على أن حل القضية هو مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفًا: «لهذا السبب تقدر المملكة المغربية جهود السلام البناءة التي تقوم بها إدارة ترامب؛ بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومنصف لهذا الصراع»، بحسب بيان لوزارة الخارجية المغربية.

وتوقفت صحف إسرائيلية عند دعوة المغرب إلى ما اعتبرتها «حلًا عادلًا في فلسطين بما يتماشى مع القانون الدولي في أعقاب خطة ترامب في الشرق الأوسط»، مشددة على أن «المغرب تقدر جهود السلام التي بذلتها إدارة ترامب وتتمنى إطلاق عملية سلام بناءة».

وفي موريتانيا أعلن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم رفضه التام «لما يعرف بصفقة القرن، ولكل مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو النيل من مقدسات الأمة وحقوق الشعب الفلسطيني الأبي».

وقال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إن موقفهم ثابت وداعم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأضاف الغزواني، لدى لقائه بقصر الرئاسة في العاصمة نواكشوط، قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، أن هذا الموقف سيبقى كما هو أبد الدهر، وأن موريتانيا حكومة وشعبًا لن تدخر جهدًا من أجل الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة في كل المحافل الدولية.

تتضمن 80 صفحة ووصفها بالأشمل.. ترامب يعلن خطته للسلام في الشرق الأوسط رسميًّا

يذكر أن صفقة القرن التي أعلنها ترامب تنص على إعطاء الحق لإسرائيل بالاحتفاظ فورًا بالقدس كاملة وضم غور الأردن والمستوطنات الموجودة في الضفة الغربية وشمال فلسطين، مع الحق للفلسطينيين بإقامة دولة مقطعة الأوصال، علمًا بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد بالمباشرة بتطبيق المبادرة اعتبارًا من الأحد 2 فبراير.

كما تضمنت صفقة ترامب تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث لن يكون هناك أي حق في العودة أو استيعاب أي لاجئ فلسطيني في المناطق التي أُنشئت عليها إسرائيل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باتيلي قبل تسليم مهامه: أثق في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم
باتيلي قبل تسليم مهامه: أثق في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم
«يورو نيوز»: وقوع ليبيا في فلك التأثير الروسي يهدد أمن «ناتو»
«يورو نيوز»: وقوع ليبيا في فلك التأثير الروسي يهدد أمن «ناتو»
نورلاند: الاهتمام الأميركي «مستمر» بدعم المصالحة في ليبيا
نورلاند: الاهتمام الأميركي «مستمر» بدعم المصالحة في ليبيا
وزير النفط: ليبيا تتطلع لدور رئيسي في تشكيل مستقبل الطاقة العالمي
وزير النفط: ليبيا تتطلع لدور رئيسي في تشكيل مستقبل الطاقة العالمي
«الدولية للهجرة» تساعد 34 امرأة وطفلًا سودانيًا في طرابلس
«الدولية للهجرة» تساعد 34 امرأة وطفلًا سودانيًا في طرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم