أبرزت الصحافة العربية، الصادرة اليوم الأحد، آخر المستجدات على الساحة الليبية خاصة سير المعارك العسكرية في مدينة سرت ضد تنظيم «داعش».

مقاومة شرسة في سرت
تابعت جريدة «الخليج» الإماراتية سير العمليات العسكرية في مدينة سرت، ولفتت إلى تقدم قوات «البنيان المرصوص»، مع وقوع خمسة قتلى وإصابة 20 آخرين بين صفوفها جراء هجوم انتحاري لـ«داعش» بسيارة ملغومة بمنطقة الجيزة البحرية.

ونقلت الجريدة عن مسؤولين ليبيين أن قوات «البنيان المرصوص» تواجه مقاومة شرسة من جانب مقاتلي «داعش» الذين يدافعون عن آخر شريط لهم على الأرض في معقلهم السابق سرت.

وجاء في بيان لـ«البنيان المرصوص» أنها نجحت في السيطرة على منازل جديدة في منطقة الجيزة البحرية، لكنها واجهت انتحارييْن أحدهما كان يرتدي حزامًا ناسفًا، فيما كان يحمل الثاني قنابل يدوية، وأن امرأة تابعة للتنظيم خدعت جنودًا كانوا يحاولون فتح ممر آمن لها للمرور وفتحت النار عليهم.

وفي بنغازي، قال آمر التحريات بالقوات الخاصة «الصاعقة»، فضل الحاسي، إنهم قتلوا مسلحيْن اثنيْن وأصابوا ثلاثة في كمين أقاموه في منطقة بوصنيب غرب المدينة.

وعلى صعيد آخر، نقلت الجريدة الإماراتية أن رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، محمد المبشر، دعا إلى تشكيل قوة محلية لحفظ السلام، تكون مهمتها الوحيدة فض النزاعات وتثبيت السلام والتهدئة بين المدن والقبائل، وتجميد الأجسام القائمة المختلف على شرعيتها، وإجراء استفتاء على القضايا الخلافية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة وبإشراف الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
تأخر الحسم
ومن جانبها قالت جريدة «العرب» اللندنية إن قوات «البنيان المرصوص» تكبدت خسائر فادحة وسط غياب مؤشرات الحسم في مدينة سرت رغم التصريحات المتفائلة.

ونقلت الجريدة عن قائد لواء «المحجوب» التابع لقوات «البنيان المرصوص» أن خسائر القوات البشرية منذ بدء الحرب على «داعش» تجاوزت الـ600 قتيل والـ3 آلاف جريح، فيما بلغت خسائر التنظيم نحو 1500 قتيل.

وأضاف: «في الأشهر الأولى من القتال لم نكن نجد جثثهم (عناصر داعش)، كانوا حريصين على سحبها، لكن الآن أصبحوا يتركونها للانسحاب بسرعة، نظرًا لقصر المسافات بين الطرفين».

وكانت «البنيان المرصوص» قد انتشلت الأسبوع الماضي أكثر من 30 جثة لعناصر التنظيم من حي الجيزة البحرية بعد غارات مكثفة للطائرات الأميركية على المنطقة.

وأحرزت قوات «البنيان المرصوص» تقدمًا واضحًا داخل سرت في الأسابيع الأولى من الهجوم وسيطرت على معظم المدينة قبل أن يتباطأ تقدمها بشكل أثار العديد من التساؤلات، خاصة أن عناصر «داعش» لم يعد يسيطرون سوى على ثلاثة كيلومترات من مساحة سرت وتحديدًا في منطقة الجيزة البحرية.

وعزت القيادات العسكرية هذا التباطؤ إلى الألغام والمفخخات التي زرعها التنظيم، واستخدامه مدنيين دروعًا بشرية، بينما يرى كثير من المتابعين أن ذلك مرتبط بالأزمة السياسية المتفاقمة.
عصيان مدني في العاصمة
أما جريدة «البيان» الإماراتية فأبرزت دعوات ناشطين وجمعيات حقوقية تدشين عصيان مدني في العاصمة طرابلس، بداية من اليوم الأحد إلى أجل غير مسمى، احتجاجًا على انهيار المنظومة الأمنية والخدمية.

وجاءت تلك الدعوات في ظل تراجع سعر الدينار الليبي وزيادة وطأة أزمة السيولة بشكل غير مسبوق، إضافة إلى استمرار المأزق السياسي وغياب أي حلول جذرية للأزمة المتفاقمة.
ونقلت الجريدة عن مصادر لم تذكرها أن هناك استجابة واضحة لدعوات العصيان المدني من قبل جانب كبير من المؤسسات العامة والخاصة في العاصمة وضواحيها.

وأضافت المصادر نفسها: «سيتم اليوم إغلاق المحلات التجارية ومراكز الخدمات والمرافق العامة»، فيما أعلن مكتب رئيس جامعة طرابلس انضمام الجامعة للعصيان المدني، مبررًا ذلك بأنه يأتي ضمن دور الجامعة في الشأن العام، حيث بلغ الوضع «حدًّا لا يمكن الصمت عليه».

وذكر المكتب في بيان أن جامعة طرابلس وجامعة ناصر ستدخلان في عصيان مدني بالرغم من حرصهما على مسار العملية التعليمية، إلا أن الوضع لم يعد يحتمل السكوت عليه، مؤكدًا سلمية العصيان المدني الذي سيشمل نواب وأعضاء هيئة التدريس، لكن دون تحديد موعد لعودة الدراسة والعمل وتعليق العصيان.

كما أعلنت مكتبة طرابلس العلمية العالمية استجابتها لنداء العصيان المدني احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية وحالات الانفلات الأمني. وقالت مديرة المكتبة، فاطمة حقيق، إن المكتبة ستقفل أبوابها تضامنًا مع نداء العصيان المدني، متمنية أن يأتي العصيان بنتائج إيجابية.

في المقابل، نفى المكتب الإعلامي بوزارة التعليم التابعة لحكومة الوفاق الوطني، توقف الدراسة، داعيًا إلى عدم الالتفات لدعوات العصيان المدني، التي من شأنها عرقلة سير العملية التعليمية. كما حذر عميد المجلس البلدي لوسط طرابلس عبدالرؤوف بيت المال من دعوات العصيان المدني معتبرًا أنها تسبب شللاً كاملاً لأجهزة الدولة، ويترك آثارًا سلبية على المواطن.
هدنة في سبها
وإلى جريدة «الأهرام» المصرية التي أبرزت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النيران في سبها بين قبيلتي القذاذفة وأولاد سليمان.

وبينت لجنة المصالحة في بيان أن جهود اللجنة والخيرين من القبيلتين (طرفي النزاع)، والمساعي الاجتماعية التي شارك فيها أعيان ومشايخ المنطقة الجنوبية، وقبائل ورفلة بني وليد، وأعيان وقبائل الجفرة إضافة لوفد قبائل المنطقة الشرقية، أفضت للتوصل إلى اتفاق نهائي مكمل لاتفاق الهدنة القاضي بإيقاف إطلاق النار.

وعلى صعيد آخر، أبرزت الجريدة المصرية تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، التي ناشد فيها الليبيين وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، مشيرًا إلى أن النساء بحاجة إلى مؤسسات أمنية فاعلة لحمايتهن وإلى نظام قضائي فعال لتمكينهن من الوصول إلى العدالة.

وعلى الصعيد الميداني، قدر قائد عسكري في عمليات «البنيان المرصوص» خسائر القوات البشرية منذ بدء الحرب على «داعش»، في مدينة سرت بأكثر من 600 قتيل وثلاثة آلاف جريح.