صدر، اليوم الخميس، العدد 53 من جريدة «الوسط»، متضمنًا كثيرًا من الحوارات الحصرية والتحقيقات الميدانية والتقارير المهمة التي تغطي القضايا الليبية كافة، بما يهم المواطن الليبي في الداخل والخارج.

وألقت القصة الرئيسة للجريدة الضوء على تطورات الداخل الدرامية وتحركات وتصريحات الخارج، التي أعادت الحديث والجدل بشدة عن تفاعلات وتعقيدات الأزمة الليبية، وفرضت هذه التطورات نفسها على الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية، وعلى اللاعبين الإقليميين والدوليين ذوي العلاقة الوثيقة بهذه الأزمة.

تعزيز الأجواء
وأدى تفجير الوضع هذا الأسبوع إلى تعزيز هذه الأجواء بشكل ملفت في مناطق البلاد الرئيسية الثلاث، بنغازي وطرابلس وسبها، ما جعل كثيرين يصفون هذا الأسبوع بـ«الأسبوع الدامي»، من تفجير السيارة المفخخة أمام مستشفى الجلاء في بنغازي، إلى حرب الأيام الستة بين أبناء قبيلتي «أولاد سليمان» و«القذاذفة» في سبها، إلى توتر الوضع الأمني في طرابلس بعد إعلان مقتل عضو هيئة علماء دار الإفتاء بطرابلس الشيخ نادر العمراني وتداعياته، وعلى رأسها إعلان حالة الاستنفار في صفوف عدد من المجموعات المسلحة المنتشرة في العاصمة طرابلس.

وعن تطورات الوضع في بنغازي رصدت «الوسط» أول رد فعل أوروبي على تقدم الجيش في مدينة بنغازي، عندما دعا الاتحاد الأوروبي الليبيين إلى الوحدة ضد الإرهاب، وتقدَّم بتعازيه لضحايا الإرهاب من عناصر الجيش، الذي وصفه للمرة الأولى بـ«الجيش الوطني الليبي»، في إشادة واضحة بالدور الذي يلعبه الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في دحر الإرهاب.
في المقابل، لجأت العناصر الإرهابية إلى «التفخيخ» بعد أن ضيق الجيش عليها الخناق، حينما عمدت إلى تحويل دفة المواجهة معه من ساحة القتال في القوارشة وقنفودة إلى عمق المدينة، ولتمرير غرضها فجرت مركبة مفخخة أمام مستشفى الجلاء.

للاطلاع على العدد (53) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

قتال شرس
وفي سرت، تقدمت قوات «البنيان المرصوص» بعد ستة أشهر من القتال الشرس في عمق مدينة سرت الاستراتيجية حتى أضحى بإمكانهم الآن تمييز لهجات عناصر مسلحي تنظيم «داعش» على جبهة القتال. وفيما باتت المدينة الساحلية على أعتاب التحرير، والتخلص من التنظيم الإرهابي، حذر عديدون من احتمال «تكيف» داعش، والبحث عن بدائل أخرى خارج سرت، ولاسيما أن ذلك بدا واضحًا من تصريحات قيادات التنظيم، بالإضافة إلى حديث عما يعرف بـ«كتائب الصحراء»، التي شُكلت حديثًا، وتتألف من مقاتلين أجانب، ومستعدة لشن هجوم للسيطرة على مزيد من الأراضي، لكنها تتفادى الظهور حاليًّا.

ورصدت «الوسط» أيام «الدم» في سبها، من «الصدمة» إلى «الهدنة»، إذ عاشت المدينة ستة أيام دموية بسبب تواصل الاشتباكات بين قبيلتي «أولاد سليمان» و«القذاذفة»، على الرغم من المحاولات المبكرة والمتكررة لوقف إطلاق النار بينهما، حيث عايشنا أيام سبها الصعبة وسجلناها بالتفاصيل، حتى تم التوصل، أمس الأربعاء، إلى اتفاق هدنة لمدة ثلاثة أيام.

وتنشر «الوسط» ترتيب ليبيا التي جاءت عاشرًا في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال العام 2015، إذ رصد المؤشر العالمي للإرهاب زيادة ثابتة في وتيرة العمليات الإرهابية في ليبيا، بعدما راح ضحيتها نحو 454 شخصًا وأُصيب 600 آخرون، واستنزفت نحو 5.7% من إجمالي الناتج المحلي.

العملة المحلية
وفي الملف الاقتصادي رصدت «الوسط» تراجع قيمة العملة المحلية الليبية بنسبة 50% في مقابل العملة الأميركية في السوق السوداء خلال ثمانية أشهر، بعدما تخطى الدولار حاجز 7 دينارات مقارنة بـ3.6 دينار نهاية مارس الماضي، فيما صعدت العملة الأميركية مقابل العملة المحلية بنسبة 38% خلال الشهرين الأخيرين فقط. وتباينت آراء المحللين حول مَن يقع على عاتقه مسؤولية هذا الارتفاع الجنوني، سواء مصرف ليبيا المركزي أو الجهات التنفيذية الأخرى ممثلة في الحكومات الثلاث في البلاد، أم الأطراف الثلاثة مجتمعة، فيما قدم المراقبون عدة حلول للأزمة.

وفي فصل جديد من كتاب «الثورة الليبية وتداعياتها» لمؤلفيه: بيتركول وبرين ماكين، نستعرض خلاله ملف بني وليد بعنوان «الولاء في زمن الثورة»، حيث نبهت أحداث فبراير المدن الموالية للثورة إلى تدبر وتأمل روايات تاريخهم تعزيزًا للروح المعنوية، وتفسير أحداث العام 2011. وبني وليد واحدة من هذه المدن التي تواصل قتالها للثوار حتى موت القذافي، أما لماذا بقوا موالين للنظام؟ فذلك أمر يتطلب معرفة وفهم قصتهم.

وتتناول صفحات الثقافة والفن محاورة المبدعين الليبيين، كما تلاحق صفحات الرياضة إنجازات الرياضيين الليبيين في الداخل والخارج.