ستبدأ الولايات المتحدة في سحب معداتها العسكرية خارج النيجر، بعد انتظار دام أشهرا حتى حصلت على موافقة المجلس العسكري الحاكم في البلاد على السماح للطائرات العسكرية الأميركية بدخول البلاد.
وأشارت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أمس السبت، إلى أن التحرك الأميركي يأتي قبل أشهر من موعد الانسحاب المتفق عليه بين واشنطن والمجلس العسكري الحاكم في نيامي في الخامس عشر من سبتمبر المقبل.
غير أن مصدرا عسكريا مطلعا قال لـ«سي إن إن»: «الأولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو نقل المعدات العسكرية الحساسة خارج النيجر».
وأظهرت مواقع تتبع الرحلات الجوية طائرة شحن أميركية من طراز «سي-17» كانت في طريقها إلى العاصمة النيجرية (نيامي)، الجمعة، حيث جرى تأكيد أن هذه الرحلة كانت لسحب المعدات العسكرية وبعض الأفراد. ويوجد جزء كبير من الجيش والمعدات الأميركية في نيامي فيما يعرف بـ«القاعدة 101».
انسحاب أميركي من النيجر
وقد توصلت الولايات المتحدة والنيجر، الشهر الماضي، إلى اتفاق بشأن سحب القوات الأميركية من البلاد، يمنح واشنطن فترة أربعة أشهر لسحب ما يصل إلى ألف جندي والمعدات العسكرية. وكانت النيجر مركزا رئيسيا لعمليات مكافحة الإرهاب في أفريقيا، ومنها انطلقت عمليات أميركية استهدفت المجموعات المتشددة في المنطقة.
- الاتحاد الأوروبي يُنهي مهمته العسكرية في النيجر قبل 30 يونيو
- مع ترتيبات مماثلة بليبيا.. روسيا تستعد لنشر الفيلق الأفريقي في دولة جوار
وفي أعقاب الانقلاب العسكري، يوليو الماضي، دعا المجلس العسكري، في وقت سابق من هذا العام، إلى انسحاب القوات الأميركية من البلاد، وهي عملية معقدة بسبب الحاجة إلى إزالة المعدات العسكرية الحساسة.
كما اضطرت الولايات المتحدة إلى انتظار موافقة المجلس العسكري النيجري على تصاريح الطيران، لسحب الأفراد والمعدات، وهو الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي فقط.
روسيا تعزز وجودها في النيجر
ومع استعداد القوات الأميركية لمغادرة النيجر، وصلت قوات روسية البلاد، واستقرت في القاعدة العسكرية نفسها التي استخدمتها القوات الأميركية، وهو ما أثار مخاوف متنامية بشأن توجه المجلس العسكري في نيامي إلى توثيق العلاقات مع الكرملين.
وتعمل روسيا على تعزيز وجودها العسكري في القارة الأفريقية. وخلال الأسبوع الماضي، زار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بوركينا فاسو، وأعلن عزم بلاده زيادة عدد المدربين العسكريين العاملين في البلاد.
وفي أوائل شهر مارس، حذر رئيس القيادة الأميركية في أفريقيا الجنرال مايكل لانغلي، في كلمة أمام الكونغرس، من أن روسيا تعمل بقوة على توسيع موطئ قدمها بين الدول الأفريقية، مما يترك العديد منها «عند نقطة التحول» للوقوع تحت نفوذها.
تعليقات