Atwasat

المسلّحون في بورما يحاولون انتزاع التفوق الجوي من العسكريين

القاهرة - بوابة الوسط السبت 30 ديسمبر 2023, 04:35 مساء
WTV_Frequency

تعدّ مجموعة من المسلّحين البورميين طائرات مسيّرة، لاستهداف قاعدة عسكرية، في أحدث فصول سلسلة الهجمات بقنابل جوية يدوية الصنع، تشكّل منعطفا في الحرب ضدّ المجلس العسكري الحاكم. 

وتحلّق طائرة من طراز «بومبر 8»، تنقل حمولة متفجّرة بزنة 6 كيلوغرامات، فوق الأشجار، وهدفها هو «موقع عسكري على بُعد أربعة كيلومترات»، على ما يقول رئيس قسم المسيّرات، سو ذويا زاوو، وهو يسجّل الإحداثيات على هاتفه. ويؤكد الشاب أن «الهدف في مرمانا»، وفقا لوكالة «فرانس برس».

انتزاع تفوق المجلس العسكري الحاكم
بعد بضع دقائق، تبلغ الطائرة المسيّرة موقعها، وتلقي بحمولتها المتفجرة بكبسة زرّ. ولم يسجّل الفريق سوى تفجيرين، لأن واحدة من القنابل لم تنفجر. غير أن المسيّرات الثلاث عادت سالمة.

وتسعى هذه المجموعة المسلّحة بواسطة هذه الهجمات إلى انتزاع تفوق المجلس العسكري الحاكم في المجال الجوي، حيث تحلّق طائراته ومروحياته الروسية والصينية.

ويقول سو ذويا زاوو من قوّات الدفاع عن شعب ماندالاي: «في وجه سعي طيّاري الجيش المتحكمين بالطائرات القتالية إلى مهاجمتنا، نحاول غزو السماء».

ويشير إلى أن شباب الجيل المولود بين 1997 و2010، أو ما يعرف بالجيل «زد»، هم الذين يتولّون صناعة المسيّرات في مجموعته.

وأقرّ رئيس المجلس العسكري الحاكم في بورما، مين أونغ هلاينغ، بأن حواجز المسيّرات أجبرت الجيش على الانسحاب من عدّة جبهات.

واستخدم تحالف المجموعات المسلّحة للأقليات الإتنية في بورما المتحاربة مع الجيش 25 ألف قنبلة جوية خلال هجومه الأخير، حسبما صرّح الشهر الماضي.

ويقرّ سو ذويا زاوو بأن هذه المسيّرات مداها محدود، ما يجعل كلّ هجوم محفوفا بالمخاطر. وقال: «نحن في منطقة الخطر، ويمكن للعسكريين استهدافنا في أيّ وقت».

غير أن هذه الهجمات قد تسببت في الأسابيع الأخيرة بطرد الجيش من عدّة مواقع له في أنحاء مختلفة من البلد، بعدما استهدفت مطارات، وأودت بحياة مسؤول رفيع المستوى بالقرب من الحدود مع الصين.

وفي ورشة لصناعة القنابل اليدوية مخبّئة في التلال الواقعة شمال ولاية شان، يعلو هدير محركات مولّدات كهرباء التي تعمل بالديزل إلى جانب أدوات كهربائية وأسلاك ملفوفة وأنابيب من البلاستيك.

-  اشتباكات جديدة بين الجيش وجماعات مسلحة في بورما
-  بورما على شفير الهاوية.. 18 مليون نسمة بحاجة لمساعدات

بينما يسخّن البارود على النار قبل سكبه في أوعية بلاستيكية مع متفجرات متشظية.

نشأت وحدة المسيّرات التابعة لقوّات الدفاع عن شعب ماندالاي، التي تستخدم أيضا طابعات ثلاثية الأبعاد في إنتاج نماذج أولية، بمبادرة من طلاب يدرسون الهندسة. وهي تضمّ حاليا في صفوفها أكثر من خمسين عضوا، ثلثهم تقريبا من النساء، بحسب سوو ذويا زاوو.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ألقت المجموعة مئات القنابل اليدوية الصنع في ولاية شان، بحسب سوو ذويا زاوو. وقد تحالفت وحدته مع مجموعات مسلّحة من الأقليات الإتنية في المنطقة، لشنّ عمليات مشتركة.

ويرى محللون في هذه المعادلة أكبر تحدٍّ يواجهه الجيش البورمي منذ إطاحته العام 2021 بحكومة أونغ سان سو تشي، المنتخبة ديمقراطيا.

عصر المسيّرات
عند حلول الليل، ألقى مسؤول في جيش تانغ للتحرير الوطني قنابل على مصنع للشاي، كانت قوات من الجيش تحتله بالقرب من مدينة نامهسان في ولاية شان.

وبعد عدّة ضربات، استعاد مقاتلو جيش تانغ للتحرير الوطني السيطرة على شوارع نامهسان التي نهشها الرصاص، وهي آخر مدينة تسقط بين أيدي التحالف.

جيش تانغ للتحرير الوطني من المجموعات المسلّحة المتعددة للأقليات الإتنية في بورما التي تحارب الجيش منذ عقود، للحصول على حكم ذاتي والسيطرة على الموارد.

ويقول الناطق باسم جيش تانغ للتحرير الوطني، تار ايك كياو: «عندما أطلقنا ثورتنا، كنا نستخدم أسلحة نارية يدوية الصنع. ويمكن القول اليوم إنه عصر المسيّرات».

ويؤكد جيش تانغ للتحرير الوطني أنه لا يخضع لإملاءات أيّ بلد أجنبي، لكن من دون كشف كيفية تزوّده بالمسيّرات والذخائر.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جنوب أفريقيا تتوقع إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو خلال الأسبوع الجاري
جنوب أفريقيا تتوقع إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو خلال الأسبوع الجاري
غوتيريس يحذر من «تصعيد لا يحتمل» حال هجوم إسرائيلي على رفح
غوتيريس يحذر من «تصعيد لا يحتمل» حال هجوم إسرائيلي على رفح
جامعة كولومبيا تهدد بـ«طرد» الطلاب المعتصمين بأحد مبانيها دعمًا لغزة
جامعة كولومبيا تهدد بـ«طرد» الطلاب المعتصمين بأحد مبانيها دعمًا ...
بريطانيا ترحل إلى رواندا طالب لجوء في أول عملية من نوعها
بريطانيا ترحل إلى رواندا طالب لجوء في أول عملية من نوعها
شرطة نيويورك تفض اعتصام طلاب داعمين لغزة داخل مبنى بجامعة كولمبيا
شرطة نيويورك تفض اعتصام طلاب داعمين لغزة داخل مبنى بجامعة كولمبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم