أعلن الجيش الأوكراني الإثنين عزمه على «تعزيز» مواقعه في باخموت حيث تحتدم المعارك شرق البلاد، نافيا التكهنات بشأن انسحابٍ أمام القوات الروسية التي تحاول محاصرة هذه المدينة الرمز.

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي شكا فيه رئيس مجموعة فاغنر الروسية العسكرية يفغيني بريغوجين، مجددًا من نقص الذخيرة لرجاله الذين هم في الخطوط الأولى في هذه المعركة المستمرة منذ الصيف الماضي، بحسب «فرانس برس».

وبعيدا عن الانكفاء في حين تنتشر شائعات عن انسحاب منذ أسبوع،أعرب قادة القوات المسلحة الأوكرانية «عن تأييدهم لمواصلة العملية الدفاعية وتعزيز مواقعنا في باخموت» خلال اجتماع الإثنين مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بحسب الرئاسة الأوكرانية.

 الجيش الأوكراني «ينفذ على الأرجح انسحابًا تكتيكيًا محدودًا»
من جهته، اعتبر معهد الأبحاث الأميركي لدراسة الحرب مساء الأحد أن الجيش الأوكراني «ينفذ على الأرجح انسحابًا تكتيكيًا محدودًا» في باخموت. وأصبحت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفا قبل الحرب، رمزا للقتال بين الروس والأوكرانيين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبدها كلا الجانبين.

-  المعهد الأميركي لدراسة الحرب: القوات الأوكرانية بدأت تنفيذ انسحاب محدود من باخموت
-  أوكرانيا تعلن إسقاط 13 طائرة مسيرة روسية متفجرة ليلا

تقدمت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة في شمال وجنوب المدينة، وقطعت ثلاثة من طرق الإمداد الأربعة للقوات الأوكرانية، ولم يتبق سوى منفذ واحد هو الطريق المؤدي إلى الغرب باتجاه تشاسيف.

«شبه محاصرين»
بالقرب من تشاسيف يار، يروي جندي أوكراني جالس في آليته القتالية BMP-2 ظهرت عليه علامات التعب لوكالة فرانس برس إنه أمضى شهرًا في باخموت وعليه تصليح دبابته.

وقال الجندي الذي طلب عدم ذكر اسمه «باخموت ستسقط. أصبحنا شبه محاصرين. تنسحب الوحدات تدريجيا ضمن مجموعات صغيرة». وأضاف أن السبيل الوحيد لمغادرة باخموت هو عبر مسارات ترابية، وفي حال علقت المدرعات فيها «ستصبح هدفا لنيران المدفعية الروسية».

على الرغم من تهديد المحاصرة والأهمية الاستراتيجية المحدودة للمدينة، يواصل الأوكرانيون الدفاع بشراسة عن باخموت حيث زار الرئيس زيلينسكي في ديسمبر وتعهد بالصمود «لأطول فترة ممكنة».

بينما يشكك بعض المحللين في جدوى تمسك الأوكرانيين بهذه المدينة المدمرة، قال معهد الأبحاث الأميركي لدراسة الحرب في مذكرة إن الدفاع عن باخموت لا يزال «منطقيا من الناحية الاستراتيجية» لأن هذه العملية «تواصل استنفاد القوات والمعدات الروسية».

فاغنر ينتقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو
على الجانب الروسي، اتهم رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين للمرة الثانية في أقل من أسبوعين، الجيش الروسي بعدم إرسال ذخيرة كافية لرجاله. وأشار إلى سببين محتملين للتأخير «البيروقراطية المعتادة أو الخيانة».

والشهر الماضي، ضاعف بريغوجين الانتقادات الشديدة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف متهِمًا إياهما بالرغبة في القضاء على فاغنر برفضهما تسليم المرتزقة ما يحتاجونه للقتال.

والدليل على أن التوترات مستمرة، تحذير بريغوجين في مقطع فيديو نُشر خلال عطلة نهاية الأسبوع للجيش الروسي قائلًا «إذا انسحبت فاغنر الآن من باخموت فإن الجبهة بأكملها ستنهار».