أثار وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر موجة جدل بعد دعوته إلى تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا للمساعدة في إنهاء الحرب، مما يشير إلى موقف تعارضه الغالبية العظمى من الأوكرانيين مع دخول الحرب شهرها الرابع، فيما قالت الخارجية الأميركية إن الأمر متروك للحكومة الأوكرانية هي التي تقرر كيف ومتى يجب أن تنتهي هذه الحرب.
وحث كيسنجر، الذي كان يتحدث في مؤتمر بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، الولايات المتحدة والغرب على عدم السعي إلى «هزيمة محرجة لروسيا في أوكرانيا»، محذرًا من أن ذلك «قد يؤدي إلى تفاقم عدم استقرار أوروبا على المدى الطويل»، وفق جريدة «واشنطن بوست» الأميركية.
وحض كيسنجر الغرب أيضًا على إجبار أوكرانيا على قبول المفاوضات «بالوضع الراهن»، مشيرًا إلى أن الدول الغربية يجب أن تتذكر أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا وألا تنجرف «في مزاج اللحظة».
ودعا الوزير الأميركي الأسبق، إلى بدء المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن «تؤدي إلى اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة». وقال «من الناحية المثالية، يجب أن يكون خط التقسيم هو العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل ذلك». وحذر كيسنجر من «الاستمرار في الحرب بعد تلك النقطة لن يكون حول حرية أوكرانيا، ولكن حرب جديدة ضد روسيا نفسها».
رد الخارجية الأميركية على كسينجر
في المقابل، أعربت الخارجية الأميركية عن اعتقادها بأن كييف هي من يجب أن تحدد إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، وذلك ردًا على دعوة هنري كيسنجر لضمان وضع أوكرانيا المحايد وتقديم كييف تنازلات.
وقال رئيس الخدمة الصحفية بوزارة الخارجية نيد برايس، يوم الثلاثاء في إحاطة دورية للصحفيين: «ليس للولايات المتحدة أن تقرر كيف ومتى يجب أن تنتهي هذه الحرب. الأمر متروك للحكومة الأوكرانية، التي تمثل الشعب الأوكراني، لتقرر كيف ومتى يجب أن تنتهي هذه الحرب».
وتابع برايس: «مهمتنا هي دعم الشركاء الأوكرانيين، للتأكد من أن موقفهم على طاولة المفاوضات قوي بقدر الإمكان». وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت أخيراً قانوناً بشأن تخصيص أكثر من 40 مليار دولار لمواصلة تقديم المساعدة لأوكرانيا. لذلك، يمكن لواشنطن الآن توسيع المساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية لكييف، حسبما ذكر الدبلوماسي.
وشدد برايس في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة ستواصل تشديد نظام العقوبات ضد روسيا إذا واصلت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع هذا الشهر أن 82% من الأوكرانيين ليسوا مستعدين للتخلي عن أي من أراضي أوكرانيا، حتى لو كان ذلك يعني أن الحرب ستستمر. يعتقد 10 في المئة فقط أن التنازل عن الأرض يستحق ذلك لإنهاء الغزو، بينما لم يحسم أمره 8 في المئة، بحسب الاستطلاع الذي أجري بين 13 مايو والأربعاء الماضي.
ولم تشمل العينة سكان المناطق التي لم تكن تحت سيطرة السلطات الأوكرانية قبل 24 فبراير - مثل شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول وبعض مناطق منطقتي دونيتسك ولوهانسك. كما لم يشمل الاستطلاع المواطنين الذين سافروا إلى الخارج بعد 24 فبراير.
تعليقات