مرض تعفن الدم أو الإنتان هو التهاب يصيب الدم، إذ تنتشر حاملات المرض إلى الدم ثم إلى الأعضاء الداخلية للجسم، وعلى الرغم من أن نظام المناعة في الجسم كفيل بالدفاع عنه ضد الالتهابات، لكن المرض يمكن أن يصيب كبار السن، خاصة بعد العمليات الجراحية التي تؤدي غالبًا إلى ضعف جهاز المناعة، حسبما ذكر موقع «دويتشه فيله».
ويصاب عشرات الآلاف في ألمانيا سنويًا بهذا المرض، الذي يقتل كل عام نحو ستين ألف شخص في ألمانيا وحدها، وفي حالة الإصابة بالمرض فإن كل ساعة مصيرية بالنسبة لحياة المريض، فلو تم العلاج بعد الإصابة بالمرض مباشرة ستصل نسبة النجاة منه إلى 80%، أما إذا تأخر ست ساعات بعد الإصابة فستنقص النسبة لتصل إلى 30% فقط.
ويمكن للمرض أن يصيب مرضى السرطان مثلاً، الذين يخضعون لعلاجات تضعف لديهم جهاز المناعة، والمرض عادة لا يصيب الجسم بكامله بل أجهزة معينة منه، مثل الرئة التي يمكن التغلب على الالتهاب فيها من خلال استعمال المضادات الحيوية، كما أن المرضى الذين يعانون ضعف المناعة معرضون لانتشار الإصابة في أجسامهم بسرعة، الأمر الذي يتطلب علاجًا سريعًا وفعالاً للقضاء عليه منذ البدء.
فبعض حالات تعفن الدم تكون محددة بمنطقة معينة من جسم الإنسان، أما البعض الآخر فيمكن أن يبدأ مع فشل الكليتين، ثم التهاب رئوي وحتى التهاب الكبد، ثم يصاب الجسم بصدمة تؤدي إلى فشل في عمل الأعضاء الأخرى، حسبما يقول الدكتور فرانك مارتن برونكهورست من مستشفى «يانا» الجامعي.
ولكن لماذا أصيب المريض رولف تيل بتعفن الدم؟ لا توجد إجابة محددة عن السبب، فربما يرجع ذلك إلى إحدى الإبر الكثيرة التي حقنت في كتفه خلال العملية، أو ربما بسبب دم ملوث زود به، أو ربما بكتيريا من داخل المستشفى، لكنه كان على الرغم من ذلك محظوظًا؛ إذ إن أكثر من 50% من المصابين بتعفن الدم لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بعد العمليات أو الجراحات أو التعرض لعلاجات معينة تضعف الجهاز المناعي.
تعليقات