Atwasat

«استفتاء تسيبراس» رهان محفوف بالمخاطر خسره سلفه باباندريو

القاهرة - بوابة الوسط السبت 27 يونيو 2015, 08:28 مساء
WTV_Frequency

الاستفتاء الذي دعا رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إلى إجرائه لإخراج بلاده من مأزق مفاوضاتها مع دائنيها هو رهان محفوف بالمخاطر ولا سيما أن سلفه جورج باباندريو حاول في 2011 أن يلعب بهذه الورقة لكنها أطاحت حكومته.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن قبل أربعة أعوام، في خضم الأزمة المالية التي كانت أثينا تتخبط فيها، توصلت الحكومة اليونانية برئاسة الاشتراكي جورج باباندريو إلى اتفاق مع شركائها الأوروبيين ينص خصوصًا على شطب 100 مليار يورو من ديونها ومنحها قروضًا جديدة، وذلك مقابل إقرارها إجراءات تقشف صارمة.

ولكن لم تكد تمر أربعة أيام على هذا الاتفاق حتى فاجأ باباندريو الجميع بالدعوة إلى إجراء استفتاء عام على هذا الاتفاق. وقال يومها: «هل يريد اليونانيون إقرار الاتفاق الجديد أم إنهم يريدون رفضه؟ إذا كان اليونانيون لا يريدونه فهو لن يمر».

يومها كان لتسيبراس موقف يتناقض تمامًا مع موقفه اليوم، فهو وصف دعوة باباندريو لإجراء استفتاء بأنه «مناورة من الحكومة لكسب الوقت»

وهذه الدعوة كانت كفيلة بإحداث زلزال سياسي في اليونان وصلت ارتداداته إلى أنحاء أوروبا كافة، ولا سيما أن احتمال رفض اليونانيين لهذا الاتفاق كانت تهدد بإغراق البلاد في وهدة الإفلاس وبإخراجها تاليًا من منطقة اليورو. أما مهندسا خطة المساعدة، وهما الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد أكدا عزمهما على تطبيق تلك الخطة.

ويومها واجهت دعوة باباندريو معارضة حتى من أوساط حزبه، فالعديد من وزرائه لم يتوانوا عن إعلان رفضهم إجراء الاستفتاء، بينما دعا أركان في حزبه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وعلى الرغم من عودته عن قراره وتخليه عن فكرة الاستفتاء، إلا أن باباندريو اضطر مع ذلك إلى الاستقالة لتتسلم السلطة محله حكومة تكنوقراط.

ويومها كان لتسيبراس موقف يتناقض تمامًا مع موقفه اليوم، فهو وصف دعوة باباندريو لإجراء استفتاء بأنه «مناورة من الحكومة لكسب الوقت»، مضيفًا: «إذا أجرى رئيس وزرائنا استفتاء ووضع الشعب أمام معضلة اليورو والإجراءات (التقشفية) أو خروج اليونان من منطقة اليورو فإن الاقتصاد سينهار وبلادنا ستفلس حتى قبل أن نذهب إلى صناديق الاقتراع. هذا لن يكون استفتاء بل لعبة خطرة على بلادنا».

ولكن اليوم انقلبت الأدوار، فها هو باباندريو يتهم رئيس الوزراء اليساري المتطرف بأنه «يلقي على عاتق الشعب اليوناني مسؤولية الفشل التام لحكومته في التفاوض»، مشددًا على أن لا شيء يجمع بين الاستفتاء الذي دعا هو إليه في 2011 وذاك الذي يدعو إليه تسيبراس اليوم.

وهذا ليس طبق الانتقام الوحيد الذي تناوله باباندريو، ففي مايو انتقم رئيس الوزراء السابق من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي أعرب يومها عن تأييده لفكرة تنظيم استفتاءات عامة في فرنسا. وكتب باباندريو في تغريدة يومها «برافو نيكولا، يا لها من فكرة رائعة!»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وكان تسيبراس لمح في أبريل إلى إمكان الدعوة إلى إجراء استفتاء. وقال يومها في مقابلة تلفزيونية: «إذا وجدت نفسي أمام اتفاق يتجاوز حدود (ولايتي) لن يكون أمامي خيار آخر، الشعب سيقرر».

ويعود آخر استفتاء عام أجري في اليونان إلى 1974 حين قال اليونانيون نعم لإلغاء الملكية بعد ديكتاتورية الجنرالات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ميناء
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ...
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم