Atwasat

نقص السكر يؤرق التونسيين قبل عيد الفطر

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 02 أبريل 2024, 11:56 صباحا
WTV_Frequency

اضطُرت لمياء (58 عاما) إلى التخلي عن إعداد حلوى العيد هذا العام بعد أن سئمت النقص المستمر في العديد من المواد الغذائية الأساسية، قائلة «لم أفكر يوماً أننا سنقف في طوابير للحصول على السكر في تونس».

خلال الأسبوع الأخير من شهر الصيام، تقوم عديد العائلات التونسية بصنع الحلويات التقليدية مثل «المقروض» (كعكة السميد المحشوة بالتمر) و«كعك الورقة» (كعك محشو باللوز) أو حتى «البشكوتو» (البسكويت)؛ وجميعها يمثل السكر عنصرًا أساسيًا فيها.

قهوة تونس المُرّة
وتقول لمياء بوراوي، وهي ربة منزل أجرت وكالة «فرانس برس» مقابلة معها أثناء انتظارها داخل مركز تجاري في وسط مدينة تونس، «لقد حُرمنا هذا العام من هذه المتعة لأننا لا نستطيع الحصول على كمية كافية من السكر». وتضيف بعد أن تمكنت من الحصول على كمية ضئيلة منه «على الأقل لن نتناول قهوة مُرّة بمثل مرارة حياتنا اليومية».

في تونس، تحتكر السلطات عمليات بيع المواد الغذائية الأساسية المدعومة، لكن نقص السيولة في الخزانة العامة يؤدي بانتظام إلى النقص في مواد أساسية مثل السكر والسميد والدقيق وزيت الطهي وفي بعض الأحيان الحليب والأرز. ووفقا للخبراء الاقتصاديين، فإن الدولة المثقلة بالديون (حوالي 80% من الناتج المحلي الإجمالي)، تفضل سداد ديونها الخارجية على حساب شراء المواد الأساسية التي تحصل عليها بكميات غالبا ما تكون ضئيلة.

وأعلنت السلطات نهاية الأسبوع الفائت أن عمليات التوزيع ستعود لنسقها الاعتيادي وأن مصنع السكر الوحيد في البلاد سيستأنف نشاطه الاثنين. وفي الوقت الحالي يقتصر بيع السكر المدعوم على كيلوغرام أو كيلوغرامين للشخص الواحد، ولا تتم عملية البيع إلا مرة واحدة في الأسبوع في المركز التجاري الذي زارته وكالة «فرانس برس.»

والجمعة، أثناء انضمامه إلى طابور طويل يضم عشرات آخرين داخل مركز التسوق، تساءل رجل في الستين من عمره «كل هؤلاء الناس من أجل السكر؟ إنه أمر لا يصدق».

التونسيون في طوابير الطحين
يقول سامي وهو في الأربعينيات من عمره بنبرة متهكمة «يوم للوقوف في طوابير للحصول على الطحين، ويوم للسميد، ويوم آخر للسكر، الدولة أعدت لنا برنامجًا جيدًا للترويح عن أنفسنا». تناديه زوجته وقد جاء معها للوقوف في الطابور والحصول على ضعف الكمية المسموح بها «هيا، أسرع».

- البنك الدولي يتوقع تراجع الاقتصاد التونسي 3.4% بحلول 2030 
- مؤشرات على انزلاق تونس إلى أزمة اقتصادية
- تونس: انطلاق استفتاء حاسم على دستور جديد يثير خلافات

 

تتساءل حسناء، الأربعينية، «بقيت 35 دقيقة أنتظر دوري، كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟». فيجيبها شاب في الثلاثين من عمره «الحمد لله، نحن في وضع أفضل من إخواننا في غزة الذين يموتون من الجوع».

ويمثل نقص كميات السكر هاجسا لأصحاب محلات صنع الحلويات، خاصة في الفترة التي تسبق عيد الفطر في نهاية شهر رمضان المبارك. ويقول شكري بوعجيلة، وهو عامل في محل للحلويات في وسط المدينة متخصص في الكعك التقليدي، لوكالة فرانس برس «كل عملنا يعتمد على السكر، إذا كان لدينا سكر يمكننا أن نعمل، وإلا فلن نتمكن من فعل أي شيء».

وبالإضافة إلى ندرة السكر فإن غلاء المعيشة الذي يؤثر على القدرة الشرائية للتونسيين دفع إلى تقليص الكميات المنتجة في المحلات. ويتابع بوعجيلة «معظم العملاء يشترون 200 غرام أو 500 غرام من الكعك. لم تكن الحال هكذا في السنوات السابقة».

وتعاني تونس، التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة ثلثهم تحت خط الفقر، منذ عامين من ارتفاع معدلات التضخم (من 8 إلى 10% في المتوسط سنويا) مع تضاعف أسعار المواد الغذائية ثلاث مرات في كثير من الأحيان. وتقول نايلة التي وقفت في الطابور مازحة «السكر ضار بالصحة»، موضحة أنها اعتادت أن تستغني عنه في كثير من الأحيان.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
استقرار التضخم في ألمانيا خلال أبريل
استقرار التضخم في ألمانيا خلال أبريل
«تيسلا» تحصل على ضوء أخضر في الصين خلال زيارة إيلون ماسك
«تيسلا» تحصل على ضوء أخضر في الصين خلال زيارة إيلون ماسك
«مجموعة السبع» تقترب من اتفاق للتخلي عن الفحم
«مجموعة السبع» تقترب من اتفاق للتخلي عن الفحم
صعود الأسهم الآسيوية.. والين يتذبذب بعد بداية أسبوع متقلبة
صعود الأسهم الآسيوية.. والين يتذبذب بعد بداية أسبوع متقلبة
أسعار النفط تعاود الارتفاع: خام برنت بـ88.45 دولار
أسعار النفط تعاود الارتفاع: خام برنت بـ88.45 دولار
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم