ارتفعت أحجام الطلب على الشحن الجوي وسط توقعات بزيادة كبيرة في التكلفة، في ظل هجمات الحوثيين التي استهدفت سفن الشحن في البحر الأحمر، وما ترتب عليها من تحويل مسار السفن إلى طرق أطول وأكثر تكلفة.

وتركزت الزيادة الأخيرة في أحجام الشحن الجوي على البضائع المتجهة نحو أوروبا، إذ تتجنب المزيد من الشركات الرحلات الأطول عبر طريق رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، وذلك وفقاً لبيانات منصة «Xeneta» لقياس أسعار الشحن البحري والجوي.

وقال رئيس مكتب الشحن الجوي لدى المنصة، نيال فان دي، إن «الشحن الجوي يميل لأن يكون أكثر هدوءً في الأسبوع الأخير من ديسمبر والأسبوع الأول من الشهر الجاري»، كما نقلت شبكة «سي إن بي سي».

وأضاف: «لكن البيانات الأخيرة والمعلومات المستمدة من العملاء تجعل تلك الفترة مختلفة. كما بدأت التحدث خلال الأسبوعين الماضيين مع الشركات، ووجدت أن تجار التجزئة قد بدأوا التفكير في الشحن الجوي كطريقة لإيصال منتجاتهم بشكل مباشر إلى عملائهم».

تجدد موجة التضخم
وشدد فان دي على أن أزمة البحر الأحمر رفعت المخاوف المتعلقة بتجدد موجة التضخم في سلاسل الإمدادات، لكنه أشار إلى أن الشيء الأكثر إلحاحاً هو القفزة في أحجام الشحن.

ومن منظور الشحن الجوي، فإن الرحلات ممتلئة بمتوسط 93%، ومن المحتمل أن ترتفع أسعار الشحن الجوي بأكثر من 10% في حال استمرار الزيادة الحالية في الطلب.

بينما حذر مسؤول منصة «Xeneta» من أنه في حالة استمرار أزمة البحر الأحمر سيزداد عدد الشركات التي تشعر بالتوتر.

- شركة شحن «إن واي كيه» اليابانية تعلق مرور سفنها بالبحر الأحمر
- «وول ستريت جورنال»: «شل» تعلق مرور سفنها عبر البحر الأحمر خشية تعرضها لهجمات

وعلى صعيد الأسعار، قالت محللة البيانات لدى «Xeneta»، إميلي ستوسبول، إنها لم تصل إلى أي مستوى قريب من المسجل خلال أزمة «كورونا»، لكن أزمة البحر الأحمر أدت إلى زيادة أسرع للأسعار، ما أدى إلى اضطرابات أكبر مما كانت عليه خلال الأشهر الأولى من الجائحة.

مديرو اللوجستيات يفضلون قناة السويس
ويستغرق الإبحار في طريق رأس الرجاء الصالح ما يتراوح ما بين أسبوع واثنين مقارنة بالبحر الأحمر وقناة السويس. كما أن طريق أوروبا أطول من أميركا عندما يتعلق الأمر باستخدام الطرق البديلة للبحر الأحمر، وهو ما يؤدي إلى الاتجاه نحو الشحن الجوي.

ويفضل مديرو اللوجستيات قناة السويس، لأنها أسرع طريق من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا والساحل الشرقي لأميركا.

ويعبر 28% من تجارة الحاويات في العالم عبر قناة السويس/البحر الأحمر. ووفقاً لبيانات «بنك أوف أميركا»، فإن 30% من السلع في تلك الحاويات هي أثاث وملابس وسلع منزلية.