ندد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، بالإجراءات المتخذة ضد شركة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم» في أوروبا على خلفية الحرب في أوكرانيا وحذر من إجراءات انتقامية محتملة.

وقال بوتين خلال اجتماع متلفز مع مسؤولين إن «الوضع في قطاع الطاقة يزداد سوءا نتيجة إجراءات قاسية غير مرتبطة بالسوق، بما فيها الضغط الإداري على شركتنا غازبروم في بعض الدول الأوروبية»، محذرا من أن التهديدات في أوروبا بتأميم الاصول الروسية «سيف ذو حدين»، وفق «فرانس برس».

ألمانيا  تشرف على فرع الشركة
وأعلنت ألمانيا، أمس الإثنين، أنها ستتولى الإشراف موقتا على الفرع الألماني لشركة «غازبروم» الروسية نظرا «لأهميتها في تزويد ألمانيا بالطاقة» و«لعدم تعريض منشآت قطاع الطاقة في ألمانيا لقرارات تعسفية من قبل الكرملين»، حسبما أعلن وزير الاقتصاد روبرت هابيك.

-  ألمانيا تعتبر من المستحيل الاستغناء عن الغاز الروسي في «الوقت الراهن»
-  ألمانيا تفعّل خطة طارئة لضمان إمدادها بالغاز

وستصبح الوكالة الفدرالية للشبكات، التابعة لوزارة الاقتصاد الألمانية، المسؤولة عن «غازبروم جيرمانيا» حتى 30 سبتمبر، بعدما كانت شركة «غازبروم» المالك الوحيد له. غير أن المجموعة الروسية كانت أعلنت، الجمعة، «انسحابها» من هذا الفرع، من دون أن توضح على الفور هوية المسؤول الجديد عنه، ما تسبب بغموض حول مصير هذا الفرع في ظل نزاع حول الغاز الروسي، وفق «فرانس برس».

ألمانيا لا يمكنها الاستغناء عن إمدادات الغاز الروسي 
وقال وزير المال الألماني، كريستيان ليندنر، الإثنين، إن ألمانيا لا يمكنها الاستغناء عن إمدادات الغاز الروسي «في الوقت الراهن»، مضيفا أن العقوبات المفروضة على موسكو في هذا القطاع ستضر الاتحاد الأوروبي أكثر من روسيا.

وأوضح ليندنر، في لوكسمبورغ قبل اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، «يجب أن نبحث في فرض عقوبات صارمة، لكن في الوقت الراهن، لا يمكن استبدال إمدادات الغاز الروسي»، مؤكدا أن قطعها «سيضرنا أكثر من روسيا».

مداهمة «غازبروم- ألمانيا»
وداهم محققون من الاتحاد الأوروبي، متخصصون في مكافحة الاحتكار، مكاتب «غازبروم» في ألمانيا، وفق ما أعلنت مصادر الخميس الماضي، للاشتباه بأن مجموعة الطاقة الروسية العملاقة عملت على رفع الأسعار في أوروبا بشكل غير قانوني.

وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان، نقلته وكالة «فرانس برس»، أن فرقها نفّذت الثلاثاء عمليات تفتيش لم تكن معلنة مسبقا «في مقار عدة شركات في ألمانيا تنشط في الإمداد والنقل والتخزين للغاز الطبيعي». وذكر مصدران مطلعان على القضية لوكالة «فرانس برس» أن الهدف الرئيسي للعملية كان «غازبروم»، شركة الغاز الحكومية العملاقة المتهمة بالتسبب بأزمة طاقة في الاتحاد الأوروبي.

وبناءً على تقرير نشرته «بلومبيرغ»، زار مسؤولون مكاتب شركات من بينها «غازبروم جيرمانيا»، و«وينغاز»، اللتان توفران نحو 20% من الإمدادات في السوق الألمانية.

الغاز قضية خلافية في حرب روسيا على أوكرانيا
وتنظر المفوضية حاليا في الاتهامات بأن «غازبروم» ضغطت على عملائها الأوروبيين عبر الحد من الإمدادات، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. ويعتمد الاتحاد الأوروبي بشدة على «غازبروم»، إذ توفر روسيا نحو 40% من إمداداته من الغاز، خصوصا لألمانيا وإيطاليا وعدة دول في شرق أوروبا.

وتحولت مسألة تدفق الغاز إلى قضية خلافية في حرب أوكرانيا، إذ دعت كييف الأوروبيين للتخلي عن الإمدادات الروسية لمعاقبة الكرملين على الهجوم. لكن الاتحاد الأوروبي، وبقيادة ألمانيا، امتنع عن فرض حظر على استيراد الطاقة من روسيا خشية تداعيات ذلك على اقتصادات دوله، خصوصا أن المصانع قد تواجه خطر الإغلاق لمدة قصيرة إذا توقفت الإمدادات فجأة.

ورفعت ألمانيا والنمسا مستوى التأهب، الأربعاء، بموجب خططهما الطارئة للغاز خشية قطع روسيا الإمدادات. ونظرا للتوترات، أعلن الاتحاد الأوروبي خططا لخفض وارداته من الغاز الروسي بثلثين هذا العام.