Atwasat

نقص القمح يثير مخاوف في العالم العربي بعد غزو روسيا لأوكرانيا

القاهرة - بوابة الوسط السبت 26 فبراير 2022, 05:43 مساء
WTV_Frequency

في وقت يستعر النزاع في أوكرانيا بعد الغزو الروسي، قد يجد المصريون واللبنانيون واليمنيون ومواطنون من دول عربية أخرى، صعوبة في توفير الخبز على طاولة الطعام كون روسيا وأوكرانيا أول موردي القمح بالنسبة لهم. 

وحذر معهد الشرق الأوسط للأبحاث من أنه «إذا عطلت الحرب إمدادات القمح» للعالم العربي الذي يعتمد بشدة على الواردات لتوفير غذائه، «قد تؤدي الأزمة إلى تظاهرات جديدة وعدم استقرار في دول عدة»، وفق «فرانس برس». 

السودان أول المتضررين
ويبدو أن السودان الذي يعاني تراجعًا في احتياطاته النقدية منذ توقف المساعدات الدولية ردًّا على الانقلاب العسكري في أكتوبر، سيكون أول المتضررين. فعندما اندلعت الحرب، كان الرجل الثاني في السودان في زيارة لموسكو من أجل البحث في المبادلات التجارية مع روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم.

ولم ينسَ الجنرالات الذين يسيطرون على الحكم في السودان أن واحدًا منهم، الرئيس السابق عمر البشير، سقط في 2019 بعد احتجاجات أشعلها ارتفاع سعر الخبز ثلاثة أضعاف.

-  الحرب في أوكرانيا تدفع القمح لتسجيل سعر «غير مسبوق» بالبورصات الأوروبية
-  كيف تهدد الحرب في أوكرانيا مصادر غذاء الليبيين؟

ويأسف الموظف في العاصمة اليمنية صنعاء، وليد صلاح، الذي يتأخر راتبه بانتظام، لتحول الخبز الى سلعة فاخرة بالنسبة لملايين اليمنيين الذين يعانون الجوع في بلد نخرته الحرب. ويوضح: «الناس حاليًّا بالكاد يستطيعون توفير الغذاء الأساسي، وأعتقد أن الحرب الروسية-الأوكرانية ستلقي بظلالها على الشعب اليمني وستزيد الطين بلة».

تجويع 12.4 مليون سوري 
ويقول المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي الموجود أيضًا في اليمن، ديفيد بيسلي، «كنا نظن أننا وصلنا إلى القاع، لكن لا، الحال أسوأ (...) نحن نحصل على نصف طلباتنا من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، سيكون لهذه الحرب تأثير مأساوي»، وفق الوكالة الفرنسية.

ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، تتسبب حرب أخرى في سورية في تجويع 12.4 مليون سوري. بينما كان هذا البلد مكتفيًا ذاتيًّا من القمح حتى العام 2011، تاريخ اندلاع النزاع فيه. اضطر، بعد سنوات من الحرب التي ساعدت فيها روسيا النظام عسكريًّا، «إلى شراء 1.5 مليون طن من القمح في العام 2021، معظمها من موسكو» ، وفقًا للموقع المتخصص «ذي سيريا ريبورت». وتقول دمشق إنها تعمل الآن على توزيع المخزونات لاستخدامها على مدى شهرين.

الشحنة تحتاج 25 يومًا من الولايات المتحدة
أما في لبنان المجاور، حيث أدى انهيار النظام المصرفي إلى إفقار 80% من السكان وانفجار مرفأ بيروت إلى تدمير مخازن القمح، فالمخزون أقل.

وقال ممثل مستوردي القمح في لبنان، أحمد حطيط، «لدينا خمس بواخر في البحر حاليًا محملة بالقمح، جميعها من أوكرانيا. المخزون الحالي بالإضافة إلى البواخر الخمس يكفي لشهر ونصف».

وأضاف: «لبنان يستورد بين 600 و650 ألف طن سنويًّا، ثمانون في المئة منها من أوكرانيا»، عبر بواخر تصل لبنان خلال سبعة أيام. أما «البديل عن أوكرانيا فهو الولايات المتحدة، إلا أن الفرق يكمن في أن الشحنة تحتاج إلى 25 يومًا من الولايات المتحدة. لبنان قد يدخل في أزمة».

تونس تستورد 60% من القمح من أوكرانيا وروسيا
وفي المغرب العربي، حيث يعتبر القمح أساسيًّا لصناعة الخبز أو الكسكس، قررت الحكومة المغربية زيادة مخصصات دعم الطحين إلى 350 مليون يورو، وعلقت الرسوم الجمركية على استيراد القمح. 

لكن تونس غير قادرة على فعل ذلك. ففي ديسمبر، رفضت البواخر تفريغ حمولتها من القمح لعدم دفع ثمنها، وفق ما ذكر الإعلام في تونس، حيث يتزايد الدين مع ذوبان احتياطات العملات الأجنبية.

وتستورد تونس 60% من القمح من أوكرانيا وروسيا، ولديها مخزون يكفي حتى يونيو، كما أكد عبد الحليم قاسمي من وزارة الزراعة. في الجزائر، ثاني مستهلك للقمح في أفريقيا وخامس مستورد للحبوب في العالم، يكفي المخزون ستة أشهر على الأقل. 

مصر.. مخزونًا استراتيجي يكفي تسعة أشهر
وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم وثاني أكبر مستورد من روسيا، واشترت 3.5 مليون طن من القمح حتى منتصف يناير، وفقًا لشركة «إس آند إس غلوبال».

وحتى بعد أن بدأت القاهرة في السنوات الأخيرة، بشراء القمح من موردين آخرين، لا سيما من رومانيا، فقد استوردت في العام 2021، نحو 50% من القمح من روسيا و30% من أوكرانيا.  وأكدت الحكومة أن لديها «مخزونًا استراتيجيًّا يكفي الدولة فترة تقرب من تسعة أشهر» لتغذية 103 ملايين نسمة، يتلقى 70% منهم خمسة أرغفة خبز مدعومة.

لكنها أضافت: «لن نستطيع شراء القمح بالسعر الذي كنا نحصل عليه قبل الأزمة الروسية-الأوكرانية»، خصوصًا أن أسعار القمح بلغت أعلى مستوى في شيكاغو منذ 14 عامًا، إذ وصلت إلى 344 يورو للطن. 

وبعد خفض وزن الرغيف المدعوم، تفكر الحكومة الآن في زيادة سعره. ففي العام 1977، فعل الرئيس أنور السادات ذلك، وعلى الفور اندلعت «انتفاضة الخبز»، ولم تتوقف حتى عاد السعر القديم.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تغريم «كوانتاس الأسترالية» 66 مليون دولار بسبب فضيحة «رحلات الأشباح»
تغريم «كوانتاس الأسترالية» 66 مليون دولار بسبب فضيحة «رحلات ...
الرئيس الفرنسي يؤكد لنظيره الصيني أهمية وجود «قواعد عادلة للجميع» في التجارة
الرئيس الفرنسي يؤكد لنظيره الصيني أهمية وجود «قواعد عادلة للجميع»...
النفط يرتفع بعد قصف إسرائيلي لرفح.. خام برنت بـ83.56 دولار
النفط يرتفع بعد قصف إسرائيلي لرفح.. خام برنت بـ83.56 دولار
«أمازون» تستثمر 9 مليارات دولار في سنغافورة
«أمازون» تستثمر 9 مليارات دولار في سنغافورة
%14,5 تراجعا في أرباح «أرامكو» السعودية خلال الربع الأول من 2024
%14,5 تراجعا في أرباح «أرامكو» السعودية خلال الربع الأول من 2024
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم