تسلط المخاوف من تباطؤ اقتصادي يغذيه تراجع الطلب نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين منذ أسابيع الضوء على منظمة الدول المصدرة النفط «أوبك» التي تبيع القسم الأكبر من إنتاجها إلى ثاني اقتصاد في العالم.
وقالت مجموعة الأبحاث جي بي سي إنيرجي للطاقة إن «الصين باتت أكثر أهمية بالنسبة للدول المصدرة النفط في السنوات الأخيرة»، بحسب «فرانس برس». في المجموع تستورد الصين أكثر من ثلثي كمية نفطها الخام من دول المنظمة وروسيا. وفي أعقاب تراجع الأسعار تعقد أوبك وحليفها الرئيسي المنتج النفط روسيا اجتماعات هذا الأسبوع لمناقشة الوضع.
صعوبات قائمة
وفي مؤشر واضح على الصعوبات القائمة، أعلنت الوفود المجتمعة في فيينا أن المحادثات ستتواصل الخميس. لكنه ليس اجتماعا رسميا حول الإنتاج، كما كانت الحال في ديسمبر عندما مددت «أوبك» وحلفاؤها اتفاقها الساري للحد من إنتاج النفط لدفع الأسعار إلى الارتفاع.
وتعد المملكة العربية السعودية وروسيا أكبر مصدّرين للنفط الخام إلى الصين. لكن «أوبك» عموما ستتأثر جدا بتراجع الطلب الصيني على النفط. ورغم تحسن أسعار النفط بقوة الأربعاء، إلا أنها انخفضت كثيرا بشكل إجمالي في الأسبوعين الماضيين وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الصين.
وأثار هبوط الأسعار تساؤلات في «أوبك» التي يضخ أعضاؤها وعددها 13 دولة، قرابة ثلث النفط الخام العالمي، وتسعى للحفاظ على العائدات بوجه طلب صيني أضعف.
ضغوط البيع
والصين «ثاني أكبر دول العالم استهلاكا للنفط وتمثل 13% من الطلب العالمي للخام» وفق يوجياو لي المحلل لدى مجموعة الأبحاث «وود ماكينزي». وقال المحلل «بصفتها اقتصادا سريع النمو فإن أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على النفط يأتي من الصين».
وتابع «من دون إمدادات محلية كافية فإن اعتماد الصين على النفط يستمر في الارتفاع وهو ما يجعل الصين واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لأوبك». وأعلنت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع أن تأثير الفيروس على طلب النفط «محدود للغاية» و«مدفوع بالعوامل النفسية والنظرة التشاؤمية التي يتبناها بعض المتداولين في السوق».
ومع ذلك ووفقا لمجموعة جي بي سي إنيرجي فإن «أوبك وحلفاءها أمامهم حقيقة خيار واحد فقط، وهو الإعلان عن مزيد من خفض الإمدادات، وإلا فإن... سعر (النفط) على الأرجح سيسجل مزيدا من التراجع» في غياب تطور كبير في احتواء الفيروس.
خفض محتمل
وفي انتظار خفض محتمل في إنتاج «أوبك»، أفادت «بلومبرغ» عن زيادة الاهتمام بالطلب على ناقلات نفط تقوم بتخزين الخام وسط تراجع أنشطة منشآت التكرير. وهبطت أسعار النفط بنسبة 15 % تقريبا منذ مطلع العام بعد انخفاض عقود برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس المتوسط المرجعيين ما دون 55 دولارا و50 دولارا على التوالي للبرميل هذا الأسبوع، في أدنى مستويات لهما في خلال 13 شهرا.
وقال المحلل لدى افاتريد، نعيم إسلام، الأربعاء إن «الأسعار تتعرض لضغوط بيع هائلة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في وقت يشعر المستثمرون بالقلق إزاء الطلب على النفط». وأضاف «يسود ترقب على نطاق واسع بأن الواردات الصينية من النفط التي بلغت نحو 11 مليون برميل في اليوم مطلع هذا الشهر، ستشهد تراجعاً ملحوظا». وتابع «نعتقد أن هذا الرقم تراجع إلى 7 ملايين برميل يوميا».
تعليقات