فاجأ الأمير تشارلز الجمهور، السبت، بصعوده على خشبة المسرح ليؤدي دور «هاملت» إلى جانب ممثلين بريطانيين خلال عرض في مسقط رأس شكسبير، حيث أحيا آلاف المعجبين ذكرى مرور 400 سنة على وفاة المسرحي البريطاني الشهير.
وشكَّل العرض، الذي نظمه مسرح «رويال شكسبير ثياتر» في ستراتفورد في وسط إنجلترا واستعاد المشاهد الأشهر في مسرحيات الكاتب البريطاني، ذروة فعاليات التي تخللتها مسرحيات في الشارع وعروض راقصة وحفلات موسيقية وألعاب نارية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وكان ولي العهد البريطاني يحضر العرض وهو بعنوان «شكسبير لايف» في القاعة عندما اعتلى المسرح خلال مشهد مكرس لكيفية تلاوة العبارة الشهيرة «أكون أو لا أكون».
وسأل تشارلز: «هل يمكنني أن أقول شيئًا؟» قبل أن ينطلق مع الممثلين جوديت دنش وهيلين ميرين وإيان ماكيلين وبنيديكت كامبرباتش وجوزف فاينز، في حين كان العرض ينقَل مباشرة عبر التلفزيون الإنجليزي وفي دور سينما أوروبية عدة.
وقال المدير الفني لفرقة غريغوري دوران: «كنت على ثقة أنه سيقبل بذلك، لكنني أردت أن يكون الأمر ممتعًا أيضًا».
ووضع الأمير أيضًا إكليلاً من الزهر على قبر الكاتب المسرحي البريطاني في كنيسة «الثالوث الأقدس»، وقال معلقًا: «هذا يذكرنا بالتأكيد بأننا كلنا سنموت».
واجتازت أمام نحو عشرة آلاف متفرج مسيرة مسرحية البلدة الواقعة في الريف البريطاني لتنتهي قرب كنيسة «الثالوث الأقدس»، حيث قبر الكاتب.
وكانت المدينة باشرت احتفالاتها تكريمًا لذكرى المسرحي الشهير على أنغام الجاز التي عزفتها فرقت أتت من نيو أورلينز في الولايات المتحدة.
وقالت مونيكا إيفانز التي أدت السبت دور آن هاثواي زوجة شكسبير في شوارع المدينة، «كان يفهم الإنسان، انتصاراته وخيباته، تطلعاته العميقة ومشاعره. لقد أدرك كل شيء».
وفي لندن زار الرئيس الأميركي باراك أوباما، السبت في اليوم الثالث لزيارته في بريطانيا، مسرح وليام شكسبير التاريخي في لندن «ذي غلوب»، وحضر عرضًا خاصًّا نظِّم له من قبل فرقة شكسبير المسرحية في هذا المسرح الدائري في الهواء الطلق الذي أُعيد بناؤه في العام 1996 بعدما أتى عليه حريق العام 1613 عندما كانت تعرض فيه إحدى آخر مسرحيات وليام شكسبير.
وقال أوباما في ختام العرض بعدما صفق بحرارة لأفراد الفرقة في المسرح القائم على الضفة الجنوبية لنهر تيمز: «دعوني أصافح الجميع. كان العرض رائعًا، ما كنت أريده أن ينتهي».
وتمكن الزوار من اكتشاف صف الدراسة الذي ارتاده شكسبير، وهو يقع في مدرسة إدوارد السادس في مبنى تاريخي شيِّد بين العامين 1418 و1420.
فهنا بين الجدران الأربعة لقاعة صغيرة تم ترميمها بكلفة 1.8 مليون جنيه استرليني (2.6 مليون دولار) يعتقد بأن المسرحي الشهير تلقى دروسه بين العامين 1571 و1578 في اللغة الإنجليزية والموسيقى والتعليم الديني واللغة اللاتينية.
وقال بينيت كار مدير المدرسة: «عندما أكون بمفردي في هذه القاعة أشعر بقشعريرة».
لكن تبقى كثير من تفاصيل طفولة شكسبير غير مؤكد لغياب الوثائق الكافية، لذا لا تزال أجزاء كبيرة من حياته لغزًا، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتشهد العاصمة البريطانية أيضًا فعاليات تكريم لشكسبير من بينها معرض مجاني على ضفة نهر تيمز الجنوبية بعنوان «ذي كومبليت وولك» التي تضم 37 فيلمًا قصيرًا من عشر دقائق حول كل من مسرحيات شكسبير.
وفي بولندا شكَّل 400 نادب ونادبة مسيرة جنائزية رمزية وصولاً إلى مسرح شكسبير في غدانسك على بحر البلطيق، في حين سار أشخاص في الدنمرك يرتدون ملابس عائدة لحقبة شكسبير قبالة قصر كرونبورغ.
تعليقات