Atwasat

الأطفال السود يحتمون بالفن ضد الرصاص

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 10 فبراير 2016, 12:48 مساء
WTV_Frequency

يؤمن مسؤولو جمعية تعنى بالفتيان السود في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية بالفن، خصوصًا الرسم، وسيلة لمواجهة العنف.

ويقول جامار (9 سنوات) الذي يقصد يوميًّا مقر هذه المؤسسة المعروفة باسم «لايف بيسز تو ماستربيسز» (إل بي تي إم) في حي «وورد 7» السكني إنه يشعر بالأمان في هذه المؤسسة، مضيفًا بصوت خافت: «ثمة عمليات إطلاق نار كثيرة (في الحي). أفضِّل المجيء إلى هنا لإنجاز فروضي. الوضع ليس آمنًا عند جدتي»، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء.

ويقيم في حي «وورد 7» نحو 70 ألف شخص، 95 % منهم سود مع معدل بطالة يتخطى ضعف المعدل الوطني.

ويرغب جامار في أن يصبح إطفائيًّا أو شرطيًّا عندما يكبر وهو من بين 140 طفلاً ومراهقًا أسود تراوح أعمارهم بين 3 و17 سنة يقصدون يوميًّا مقر المؤسسة بعد ساعات المدرسة.

وأنشئت هذه المؤسسة غير الربحية العام 1996 لتوفير ملاذ للفتيان المقيمين في شرق العاصمة الفدرالية واشنطن، حيث تسجل أعلى معدلات جرائم القتل في البلاد خصوصًا جراء النشاط الكبير للعصابات.

ويوضح المدير التنفيذي للمؤسسة، سيلفون مالكولم، أن هذه الجمعية تكرس جهودها في سبيل «تنمية قدرات الشباب السود بواسطة الفن».

ويقول: «هنا يشعرون بالأمان في بيئة حاضنة لهم»، ما يتعارض مع حياتهم الأسرية التي غالبًا ما تكون ضمن عائلات مفككة واعتادوا على المداهمات الليلية للشرطة على مساكنهم أو لدى جيرانهم، إضافة إلى أصوات صافرات الإنذار وأزيز الرصاص الناجم عن تبادل إطلاق النار.

ويلفت مالكولم إلى وجود حالات لأطفال يعانون مستويات أعلى من العنف، إذ أن أحد هؤلاء «المتدربين»، كما يسمون في الجمعية، كان يلعب مع رفاق له عندما شاهد جده يقتَل على يد رجال وصلوا على متن عربة قبل أن يلوذوا سريعًا بالفرار.

كذلك يستذكر جامار عثوره على سلاح ناري متروك في ممر مجاور لمنزله. أما مايكل (11 عامًا) فغالبًا ما يسمع إطلاق نار، ما يبقيه في حالة قلق «من القتل إذا ما أطلقوا النار علي».

يمثل البرنامج الفني «لايف بيسز» بالنسبة لهؤلاء الأطفال ما يشبه المتنفس

ويمثل البرنامج الفني «لايف بيسز» بالنسبة لهؤلاء الأطفال ما يشبه المتنفس وهو يتوزع على أربع مراحل تشمل اختيار الموضوع بعد المناقشة والتأمل وتأليف الشبكة المستقبلية والإنجاز المشترك للعمل الفني ثم عرضه، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

ويتم تقديم هذه الأعمال المشتركة في معارض خصوصًا في حي «تشايناتاون» الزاخر بالنشاطات الثقافية، حيث تعرض ما بين خمسين إلى ثمانين لوحة بعضها يجد مَن يشتريها. وفي السنة الماضية حصدت الجمعية 22 ألف دولار.

نجاح بنسبة 100%
كذلك فإن بعض الأعمال الأخرى تقدم على سبيل الإعارة لمكتبات ومستشفيات أطفال أو تأجر كما الحال حاليًّا في مقر مصرف «كابيتال وان». ويشير مالكولم إلى أن «رؤية أعمالهم معروضة في أماكن أخرى أمر مفرح للغاية بالنسبة إليهم».

هذه الأعمال الجماعية المصنوعة بواسطة الألوان المجسمة (غواش) هي في الواقع أشبه بفسيفساء تمت حياكة أجزائها المختلفة لتتناغم في ما بينها. كذلك أمام الفتية فرصة رسم أعمال فردية لهم.

ويؤكد جامار، الذي يرتاد المؤسسة منذ أربع سنوات: «إننا نستمتع في (لايف بيسز). نحن نأكل ونقرأ ونرسم. نقوم بأمور جميلة»، في حين يصف زميله مايكل هذه الجمعية بأنها «أشبه بمنزلنا الثاني» لافتًا إلى أنه يحب الأطعمة والأنشطة الفنية لهذه الجمعية التي يرتاد حصصها منذ خمس سنوات.

ترمي هذه الجمعية إلى فتح آفاق جديدة لهؤلاء الفتية على العالم الخارجي

وترمي هذه الجمعية إلى فتح آفاق جديدة لهؤلاء الفتية على العالم الخارجي مع مداخلات خارجية ورحلات إلى خارج حي «وورد 7».

وفي حي لا تتعدى نسبة الشباب الحائزين فيه على شهادة الثانوية العامة 33 %، بلغت نسبة النجاح لدى المتدربين في «لايف بيسز» 100 % خلال السنوات الخمس الأخيرة. كما يواصل بعضهم تحصيلهم العلمي في الجامعات أو المعاهد المهنية. وإضافة إلى الأطفال الـ140، يشارك نحو 25 فتى بين سن 14 و17 عامًا بمعدل مرة أسبوعيًّا في حصص للتحضير للجامعة، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

كذلك تتكفل الجمعية سنويًّا بما بين 10 إلى 15 بالغًا شابًا لتدريبهم على مهنة المدرس المساعد بغية «تغيير الوضع في مهنة» 60 % من العاملين فيها هم من النساء البيض، في حين أن 2 % فقط هم من الرجال السود، وفق والدرون.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جاستن وهيلي بيبر ينتظران طفلاً
جاستن وهيلي بيبر ينتظران طفلاً
انطلاق الدورة 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة ليبية
انطلاق الدورة 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة ليبية
يعتبرها علم الأعصاب مستحيلة.. فنانة ترسم 10 لوحات بيديها وقدميها في وقت واحد
يعتبرها علم الأعصاب مستحيلة.. فنانة ترسم 10 لوحات بيديها وقدميها ...
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم