رغم رحيل عميد الأدب العربي طه حسين عن عالمنا قبل أكثر من 40 عامًا، إلا أن الجدل بشأنه لا ينقطع في القاهرة.
فأخيرًا اشتعل جدل أدبي في مصر عن «إسلام طه حسين»، إذ انتقد الباحث المصري عمار علي حسن ما ما قاله الكاتب الدكتور محمد عمارة في كتابه «طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار بالإسلام»، بشأن ما سماه «مرحلة الإياب الفِكرى الصريح والحاسم إلى أحضان العروبة والإسلام».
وفي هذا الصدد يقول عمارة إن الأديب الكبير الراحل تراجع في الفترة ما بين العامي 1952-1960 عن أفكاره التي لا يمكن وصفها بأنها «تراجع عن الإسلام».
ونشر موقع «اليوم السابع» عن عمارة أن طه حسين: «أوصى طه حسين أن يُحفَر على القبر الذى دُفن فيه الدعاء النبوى (اللهمَّ لك الحمد، أنت نور السَّموات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد، أنت قيُّوم السموات والأرض، ولك الحمد، أنت ربُّ السموات والأرض ومن فيهنَّ، أنت الحقُّ، ووعدك الحقُّ، والجَنَّة حقّ، والنار حقّ، والساعة حقّ، والنبيُّون حقّ، اللهمَّ لك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، وبك آمنتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفرْ لى ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنتَ إلهى لا إله إلَّا أنتَ)».
ويرد حسن بأن عمارة «انتهى متطرفًا لذا يريد أن يصبح الجميع مثله متطرفين».
عمار علي حسن: كلام فارغ
وأضاف: «إنه بالمجمل فإن كلام عمارة هو كلام فارغ بسبب أن طه حسين لم يتخل عن إسلامه فى أى لحظة، وظل طيلة الوقت يقدم نفسه باعتباره أزهريًا وتعليمًا حديثًا فى الوقت ذاته، وعندما كتب فى الإسلاميات مع العقاد وهيكل لم يكن ذلك تراجعًا عن أفكارهم التنويرية بل أعادوا كتابة تاريخ المسلمين بطريقة استخدموا فيها مناهج العلم الحديث بطريقة أكثر علمية واحترامًا».
وتابع: «لو أن محمد عمارة قرأ مقدمة كتاب (الشيخان) ما كان له أن يجرؤ على مثل هذا القول، فعمارة كان أيديولوجيًا فى ظل ماركسيته، وبعد أن أصبح جزءًا من تيار الإسلام السياسى ظل أيديولوجيًا أيضًا، وآراؤه تفتقد العلمية، وكتاباته دائمًا فى الهامش وليست فى المتن، وهو يطلق هذه الأفكار ليدين تيارًا فكريًا آخر ويخدم مسار الجماعات الدينية التى تسعى إلى تحصين سلطتها».
تعليقات