Atwasat

إياد شطناوي لـ «بوابة الوسط»: عرض «حرير آدم» ينصف المرأة

القاهرة - بوابة الوسط: أسماء بن سعيد الإثنين 18 مايو 2015, 11:16 صباحا
WTV_Frequency

يشارك المخرج الأردني إياد شطناوي في فعاليات مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي، والذي تجرى فعالياته حاليًا بالعاصمة الأردنية عمّان، بمسرحية «حرير آدم».

للمخرج عدد من الأعمال منها «عيون عليا» و «مخاوي الذيب» و«رأس غليص» و«نساء من البادية» و«سلسلة الحكي إلنا»، وغيرها من الأعمال، إضافة إلى تجارب مسرحية عدة مع فرقة المسرح الحر.

على هامش المهرجان التقت «بوابة الوسط» شطناوي، فتحدث عن فكرة المسرحية التي عرضت في افتتاح المهرجان، وغيرها من التفصيلات المهمة.

يقول شطناوي: «فكرة النص في البداية كانت لي وطرحتها على أروى وهي مؤلفة أفلام قصيرة وسينمائية وتعتبر هذه تجربتها الأولى في مجال الكتابة المسرحية، وفعلاً بدأنا معًا قبل ستة أشهر البحث في قضايا المرأة خاصة في مجتمعاتنا العربية بوجه عام، وبزغت فكرة النص حين علمي بواقعة حقيقية لفتاة اغتصبها طبيبها المعالج بعد تخديرها، الكارثة أن أهلها زوجوهما حتى يتستروا على ما اعتبروه فضيحة في حق الأسرة بالكامل، وللعلم أخيرًا صدر قانون في الأردن رقم 308، والذي يقول فحواه إنه يتوقف ملاحقة المغتصب إذا تزوج ضحيته، مما يعني أن الفتاة بعد ما كانت ضحية أصبحت مذنبة وباتت تغتصب كل يوم بغطاء اجتماعي هو الزواج».

ويواصل: «بعد أن بدأنا كتابة النص جاءتنا فكرة أخرى وهو التطرق لقضايا أخرى عن المرأة والعنف ضدها، فتطرقنا لأبناء السفاح أو ما يعرف بالقطاء، وهم عبارة عن نفس بشرية ولدوا بلا أي ذنب نتيجة خطأ اثنين في لحظة ما فيتم معاقبتهم العمر كله بأن يتم تسجيلهم في البطاقة الثبوتية بصفة لقيط وينظر له المجتمع كافة نظرة دونية، وكأنه هو المجرم، أيضًا تطرقنا لقضية الميراث الذي تحرم المرأة منه في بعض الدول العربية بحجة حمايته من قبل الأخوة الذكور وهو حق أصيل لها شرعًا وقانونًا، القضية الرابعة والأخيرة هي قضية التحرش الجنسي التي أصبحت ظاهرة في كل مجتمعاتنا العربية تقريبًا، فقمنا بصياغة كل هذه القصص بشكل درامي».

وعن كون القضايا التي تطرق لها في المسرحية تتصف بالجرأة ولاسيما أن البعض سوف يعتبرها ضد ما جاء واضحًا وصريحًا في القرآن الكريم، خاصة بما يتعلق بجزئية أبناء السفاح ونسبهم والميراث قال: «أنا جريء في أعمالي، وتطرقت لهذا الموضوع من ناحية دينية، فأساسًا الدين معاملة، والدين الإسلامي و الأديان كافة جاءت لأنسنة البشر، الجميل في العرض أن الأدوار كافة قامت بها أربع نساء وتقمصن حتى الأدوار الذكورية الموجودة في النص، لتوضيح رد فعل الأنثى من الفعل الذكوري المسيء، وأيضًا طرحت فكرة أن المرأة يطالها جزء من الاتهام لأنها لو سلمنا بأنها نصف المجتمع يعني بأنها مسؤولة عن تربية النصف الآخر، وهي من ترسخ في أبنائها فكرة تفضيل الذكر عن الأنثى ومنحه حقوقًا ليست له في الأساس».

شطناوي: تعمدت أن أتبع التقطيع السينمائي، وهو الدخول في قصة ثم الخروج منها والدخول في قصة ـخرى وهكذا، حتى أوضح أن حالتنا غير مكتملة

وبشأن فكرة التقطيع السينمائي الذي استخدمه في العرض أوضح قائلاً: «تعمدت أن أتبع التقطيع السينمائي، وهو الدخول في قصة ثم الخروج منها والدخول في قصة ـخرى وهكذا، حتى أوضح أن حالتنا غير مكتملة، فأحيانًا نصل للوجع ونتوقف باسم العيب والتقاليد والأعراف التي تحكم مجتمعاتنا وإن كانت غير معلنة».

وردًا على سؤال يقول إن في الأردن قانونًا معروفًا بقضايا الشرف، أو فورة الدم كما تسمونها، والذي يجيز للأب أو الأخ أو الزوج قتل الابنة أو الأخت أو الزوجة لو اتهمت أو كانت موضع شبهة بأنها زانية، مع أنه في الأساس ممكن أن تكون ضحية لحالة اغتصاب وضحية، لماذا لم تتناوله كإحدى القضايا المهمة والمثيرة للجدل والتي تعد انتهاكًا سافرًا لحق المرأة، قال: «شخصيًا أنا ضد هذا القانون، ولكن لأن هناك قضايا كثيرة تهم المرأة فتطرقنا لبعضها فقط ، وممكن أن يكون هناك عمل آخر يتطرق لهذه الجزئية بعينها».

وعن شخصيات النساء الأربع في العرض أضاف: «قضية التحرش كانت من خلال صحفية صاحبت زميلها أثناء تغطية حدث ما يتم انهيار نفق ويسد المَخَرج، فيستغل الزميل الفرصة ويحاول التحرش بها، ومع هذا يتم معاقبتها هي وإبعادها عن عملها ويتم احتجازها لحمايتها من أهلها مع أنها غير مذنبة، أما قضية اللقطاء أو أبناء السفاح فكانت من خلال مساومة رجل فتاة من هذه الفئة بعد عقد اتفاق على أن يوفر لها بطاقة ثبوتية في حال الزواج بها، وكانت المفاجأة عندما وجدها عذراء، لأنه يعتقد بأن كل من لا أب أو أم لهم هم بلا أخلاق ولقمة سائغة لأي كان، وقضية الميراث كانت من خلال فتاة استولى أخوها علي إرثها الشرعي، وطردها من المنزل فكان بإمكانها أن تصبح بائعة هوى إلا أنها حافظت على نفسها ومارست بيع العلكة في الشارع وعاشت بشرف مع هذا تم جزها في السجن بتهمة ممارسة مهنة دون ترخيص، أما آخر قضية فهي فتاة تغتصب وبدل أن يعاقب المجرم تزوج له فيسقط أي حق قضائي في ملاحقتها، وكنت تطرقت لهذه الجزئية في بداية حديثنا والتي اقتبست منها فكرة المسرحية».

في العام 1975 قدمت فاتن حمامة فيلم بعنوان «أريد حلاً» يحكي عن قانون نشوز الزوجة والذي بموجبه لا تستطيع الطلاق من زوجها، فقام القضاء المصري بإلغاء هذا القانون، حاليًا هل نستطيع بالفن تغيير بعض القوانين في مجتمعاتنا العربية ونواجه التطرف والإرهاب؟ ردًا على هذا السؤال قال: «طبعًا إيماننا بالفن ورسالته السامية الذي يتبناها، والفعل ورد الفعل بين الممثل والمتفرج وهو المتلقي، نستطيع إيصال رسالتنا وتسليط الضوء على القضايا المهمة في المجتمع، وأن نواجه التطرف والإرهاب».

وختم بقوله: «نص مسرحية (حرير آدم) لأروى أبو طير، إعداد زيد خليل بطولة أريج دبابنة و نهى سمارى وسارة حلمي و رسمية عبدو، التأليف الموسيقي جوزيف مرديان السينوغرافيا محمد المرعشلي، المسرحية من إنتاج المركز الثقافي الملكي بوزارة الثقافة الأردنية، بالتعاون مع المسرح الحر الذي أنا أحد أعضائه، وفي العام 2014 ضمن فعاليات المسرح الأردني في دورته 22 تحصل العمل على أفضل إنتاج و نتائج أفضل عرض بشهادة الجميع».

إياد شطناوي لـ «بوابة الوسط»: عرض «حرير آدم» ينصف المرأة
إياد شطناوي لـ «بوابة الوسط»: عرض «حرير آدم» ينصف المرأة
إياد شطناوي لـ «بوابة الوسط»: عرض «حرير آدم» ينصف المرأة
إياد شطناوي لـ «بوابة الوسط»: عرض «حرير آدم» ينصف المرأة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مركز السينما العربية يعلن أسماء الفائزين بـ«جوائز النقاد»
مركز السينما العربية يعلن أسماء الفائزين بـ«جوائز النقاد»
تركمانستان تدشن أحد أكبر التماثيل لأشهر شعرائها
تركمانستان تدشن أحد أكبر التماثيل لأشهر شعرائها
اعتماد «مدرسة الهضبة الخضراء المركزية» بطرابلس معلما تاريخيا
اعتماد «مدرسة الهضبة الخضراء المركزية» بطرابلس معلما تاريخيا
فرع قديم ومدفون لنهر النيل يكشف لغز بناء الأهرامات (دراسة)
فرع قديم ومدفون لنهر النيل يكشف لغز بناء الأهرامات (دراسة)
تعرف على ترتيب الأفلام المتصدرة شباك تذاكر هوليوود
تعرف على ترتيب الأفلام المتصدرة شباك تذاكر هوليوود
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم