للوقوف على المشاركة الليبية ضمن الدورة الثالثة لمونديال الإذاعة والتلفزيون في القاهرة «بوابة الوسط» كان لها وقفة مع نائب رئيس مجلس الإدارة لاتحاد المنتجين العرب شمال أفريقيا، الإعلامي عز الدين عبدالكريم الذي حظي بتكريم موازٍ لتكريمات اتحاد المنتجين العرب له، لكن من قبل اتحاد المنتجين العراقيين هذه المرة.

في البداية ماذا عن المشاركة الليبية ضمن الدورة الثالثة لمونديال الإذاعة والتلفزيون المقام حاليًّا في القاهرة؟

مشاركة ليبيا هذه السنة بكل صدق تأثرت بالأحداث التي تمر بها البلاد، الأمر الذي جعلها مختلفة عن مشاركة السنة الماضية، هذه السنة الظروف والمعاناة التي يعيشها الليبيون في شرق البلاد وغربها أثرت سلبيًا على تفعيل الإنتاج الفني والإعلامي، بالتالي جاءت المشاركات قليلة، من ناحية أخرى أصر على وجود ليبيا بشكل أو بآخر بغض النظر عن كمية المشاركات أو حجمها، وفي هذه السنة استطعنا الوجود بالحضور الشخصي، وعبر مشاركات محدودة وهي عودة شركات «إبداع الليبية» من مدينة بنغازي للمشاركة بمسلسل إذاعي ديني جديد، بعنوان «رايات الحق» يتعرض لفترة من فترات التاريخ الإسلامي، وهذا المسلسل يدخل ضمن إطار الإنتاج المشترك بين مجموعة من الفنانين الليبيين وفنانين عرب، إذ يقوم ببطولته نقيب الفنانين المصريين الفنان أشرف عبدالغفور، الطريف في هذا العمل هو بعد أن تم التعارف بيني وبين القائمين على شركة «إبداع الليبية» في دورة المهرجان الماضية، كان إصرارهم على مشاركتي في هذا العمل الدرامي، فحاولت دعمهم باستجابتي دعوتهم مشاركتي، وقمت بدور الراوي، فكانت فرصة بالنسبة لي لاستعادة علاقتي بالدراما والمسرح التي ابتعدت عنها عقودًا.

المسلسل الآخر، حاولت التواصل مع إذاعة طرابلس المحلية، من خلال السيدة فريدة طريبشان بصفتها مدير الإذاعة، فرحبت بفكرة المشاركة، خاصة أنها تعني كثيرًا من حيث تجدد المشاركين الليبيين في المونديال، فكانت مشاركتهم بوفد رسمي إلى جانب عمل اعتبر أن له مدلولاً استثنائيًا وتكريمًا لجهود أحد إعلاميينا الليبيين الكبار، وهو الأستاذ الهادي حقيق من خلال برنامج «الكلام الزين».

أيضا هناك الفنانة خدوجة صبري مشاركة بعمل مسرحي متلفز بعنوان «حكاية طرابلسية»، وهذه إضافة جميلة جدًا، من جانبي أعتبر أن الغاية والغرض بما نقوم به هو الوجود الليبي بأي شكل من الأشكال، سواء بالحضور الشخصي أو بالأعمال، لنعلن أننا على الرغم من الداء والأعداء موجودون.

من خلال ما أسلفت هل تعتقد أن الفن ممكن أن يقف في وجه التطرف المنتشر ويواجهه؟

هناك كثير ممن لا يعلمون بأن الفن هو حالة من الثورة الدائمة، ضد ما يمنع التطور والتقدم، والفنان هو ثائر طوال الوقت في أي عهد سياسي كان، الأديب ثائر، المثقف بوجه عام هو ثائر ضد أي شيء يمنع أن تخلق أسس حضارية في أي بلاد، سواء كانت هذه الموانع ذات بعد اجتماعي أو ثقافي أو سياسي، الفن يجب أن يواجه هذه الموانع ويقومها، لا نقول يحاربها، لكننا نقول إعادة صياغة العقل المنتج لكل ما هو مهلك في تركيبة المجتمع، وبالتالي الفن بكل تأكيد يمكنه مواجهة التطرف المرفوض في أي شيء، لأنه يخاطب الوجدان والعقل ليس بصيغة إلزامية، ولكن بصيغة تثقيفية تحاول أن تجدد صورة الحياة أمام كل من يحاول العبث بمستلزماتها.

خلال هذا المونديال تم تكريمك من قبل اتحاد المنتجين في العراق، كيف جاء هذا التكريم؟

أولاً هذا التكريم كان مقررًا له منذ زمن في إطار مهرجان البرامج الرمضانية على مستوى الوطن العربي في العراق، وكان من المفترض وجودي في العراق، لكن نظرًا للظروف الصعبة التي نعيشها في ليبيا، كصعوبة السفر وغيرها، منعتني من الوجود في بغداد، لذلك قرر الأخوة في اتحاد المنتجين العراقيين أن يختاروا بعض الشخصيات العربية لتكريمها، وحظيت بشرف أن أكون أحد هذه الشخصيات المكرمة، من خلال حفل صغير تم التحضير له بإدارة أخوة من اتحاد المنتجين العراقيين، وأخوة من الشقيقة مصر، وتم من خلاله توزيع القلادات الذهبية للدور الذي يحاول بعض الفنانين القيام به لتفعيل العلاقات العربية - العربية، وللتأكيد على دور الفنان الذي يجب أن يكون بعيدًا عن تفاعلات السياسة، وهدفه ترسيخ الأسس الحضارية.