طُرح القصر الشهير الذي أمضت فيه أونغ سان سو تشي، أيقونة الديمقراطية البورمية، سنوات تحت الإقامة الجبرية في رانغون، للبيع الأربعاء بسعر يبدأ بـ150 مليون دولار لكنه لم يجد من يشتريه، على ما أعلنت الدار المنظمة للمزاد.

وتشكِّل الدارة الواسعة ذات الطراز الاستعماري وقطعة الأرض البالغة مساحتها حوالي 7700 متر مربع في شارع راقٍ على ضفاف البحيرة، موضوع صراع مستمر منذ عقود بين السياسية البورمية الحائزة جائزة نوبل، المعتقلة منذ انقلاب عسكري العام 2021، وشقيقها، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وتجمع حشد صغير ضم بشكل رئيسي صحفيين، أمام بوابات العقار المغلقة عند رن الجرس ثلاث مرات إيذانًا بانطلاق المزاد.

-زيادة في مبيعات مزادات الفنون عبر الإنترنت
-مزاد للسيجار الكوبي يجمع نحو 18 مليون يورو

وبعدما أطلق مفوض المزاد الذي كان يرتدي لباسًا تقليديًا، المزايدات بسعر يبدأ من 315 مليار كيات، أو حوالي 150 مليون دولار بسعر الصرف الرسمي، ساد صمت مطبق في الموقع، وقال المفوض «لا أحد شارك في المزايدات»، ثم رن الجرس مجددًا لإغلاق المزاد.

ويستند السعر الباهظ المقترح إلى تقويم قدمه محامو أونغ سان أو، شقيق أونغ سان سو تشي، فيما تباع العقارات المشابهة بالمساحة أو الأهمية عمومًا بحوالي 1 إلى 2 مليون دولار في رانغون.

ويعود تاريخ المبنى المكوّن من طابقين إلى الحقبة الاستعمارية، ويقع في حي محاط بالأشجار بالقرب من السفارة الأميركية، وقد أدى دورًا تاريخيًا في نضال بورما المستمر منذ عقود من أجل الديمقراطية.

لمدة خمسة عشر عامًا تقريبًا، ظلت الزعيمة المدنية السابقة تحت الإقامة الجبرية داخل أسوار الدارة المدمرة من الجيش بعد أن أصبحت معروفة خلال المظاهرات الكبرى ضد المجلس العسكري في ذلك الوقت في العام 1988.

بعد انفصالها عن زوجها وأطفالها في إنجلترا، كانت أونغ سان سو تشي تمضي وقتها في العزف على البيانو وقراءة الروايات البوليسية والتأمل، فيما تنامت شهرتها كزعيمة ديمقراطية.

وكان مئات الأشخاص يتجمعون بانتظام على الرصيف خارج العقار للاستماع إليها وهي تتحدث عن الديمقراطية ومحاربة الحكم العسكري بالوسائل السلمية.

بعد إطلاقها في العام 2010، واصلت العيش في الفيلا، حيث استضافت زعماء أجانب كثيرين، بينهم باراك أوباما، وصحفيون ودبلوماسيون بموازاة الإصلاحات في بورما.

وفي الشهر الماضي، قال نجل سو تشي إن «معنوياتها فولاذية» بعد تلقي رسالة منها، وهي أول رسالة بينهما منذ ثلاث سنوات.

وقادت أونغ سان سو تشي حكومة مدنية، حتى انقلاب فبراير 2021، وهي معتقلة مذاك في أيدي العسكريين.