Atwasat

السرد الفلسطيني «تحت مجهر» القبة الفلكية

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 15 مارس 2024, 09:41 صباحا
WTV_Frequency

تمكن السرد الفلسطيني، بشكل أو بآخر، من توصيف القضية الفلسطينية إنسانيا وسياسيا، بل الذهاب بعيدا في تفكيك تداخلاتها النفسية والاجتماعية والدينية على خلفية مقاومة أبناء الأرض (الفلسطينيين) للكيان المحتل (إسرائيل)، والإطلالة من داخل هذا الصراع على الأفق العربي والإقليمي، ونظرة كل منهما للقضية، ويبقى عنصر المقاومة أصيلا في نسيج هذا السرد، وقد اختيرت نماذج منه محورا لندوة عن الرواية الفلسطينية، أدارتها الإعلامية فريدة طريبشان، ونظمتها الجمعية الليبية للآداب والفنون في القبة الفلكية حول ثلاثة أعمال، وهي: «الحب والخبز» لآسيا عبدالهادي، و«بينما ينام العالم» لسوزان أبوالهوى، و«مصائر» لربعي المدهون، بمشاركة الكتّاب: رمضان سليم، ورضا بن موسى، ويونس الفنادي.

تفريغ حمولة معرفية وعذابات قاسية
استنطق الكاتب يونس الفنادي في ورقته أسئلة الذاكرة الإنسانية والفلسطينية التي تطرحها رواية «الحب والخبز» للروائية آسيا عبدالهادي، الصادرة 2006، وهي تعيد شريط نكبات العرب في حربهم ضد إسرائيل من حرب 1948 إلى العدوان الثلاثي، ثم حرب النكسة 1967. وقد عملت ذاكرة الكاتبة المليئة بالأحداث المؤلمة على تفريغ حمولتها المعرفية وعذاباتها القاسية وتجربتها الخاصة في روايتها.

- للاطلاع على العدد 434 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وأضاف الفنادي: «الكاتبة إذ تروي كل تلك التفاصيل، فكأنها تسجل مذكراتها الخاصة، لتمارس دورها التوثيقي الوطني في تدوين سيرة حياتها كمواطنة فلسطينية واجهت معاناة حقيقية عاشتها بكل ظروفها الحزينة، ولم تستسلم لهزيمة الذات الإنسانية فيها، في تتابع سردي زمني لقرابة ثماني عشرة سنة منذ حدوث نكبة 1948 حتى حرب 1967، وهذا يؤكد انتماء الرواية إلى الأدب الواقعي».

ويرى الفنادي أن «الحب والخبز» احتضنت صور عدة للآخر بشكله الإيحائي، المادي والمعنوي، الذي يحيلنا إلى فلسطين مثل الوطن والأرض والقرية والبيت، حيث ترمز كلها للمكان الجغرافي الفلسطيني نفسه.

رواية تصور أجيالا متباينة
وتناول الكاتب رمضان سليم في رؤيته النقدية رواية «بينما ينام العالم» للكاتبة الفلسطينية - الأميركية سوزان أبوالهوى، مشيرا إلى أن سوزان صدر لها ديوان شعر لم يترجم، بينما ترجمت لها رواية «بين السماء والزرقة»، والرواية الثالثة «عالم بلا حب» لم تترجم بعد، وهي إلى جانب الشعر والسرد تكتب المقالة السياسية في عدد من الصحف والمجلات الأميركية.

يدخل رمضان سليم إلى عالم «بينما ينام العالم» عبر غلافها في النسخة العربية، الذي يتشابك مع موضوع الرواية، وتجسده صورة مقسومة إلى نصفين.. نصف تقف فيه الفتاة وتتكأ بوجهها على باب خشبي لإحدى المدن الفلسطينية العتيقة. الباب مليء بالجروح، وكأنما هي جراح الفتاة التي بدورها تنظر إلى العالم لعل أحد يأتي لإنقاذها، ولكن دون جدوى. هي صورة من جنين العام 2002.. المأساة التي تتكرر دائما.

وأضاف أن الرواية ترسم فيما يشبه شجرة العائلة حاملة عددا من الأجيال، لذا يمكن تسمية العمل «رواية الأجيال»، بحسب تعبيره، وهي جنس أدبي معروف يذكرنا بأعمال مشابهة مثل «آل بود نبروك» لتوماس مان، وتولستوي في «الحرب والسلام»، و«ثلاثية» نجيب محفوظ.

- للاطلاع على العدد 434 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ويرى رمضان سليم أن الرواية الفلسطينية ذات طابع ملتزم، والكاتب الفلسطيني يضع القضية الفلسطينية في صلب موضوعاته، ولا يستطيع أن يغادرها، وهذا المسار، بحسب وصفه، يقود إلى التركيز على الهوية الفلسطينية، خصوصا أن إسرائيل تحاول أن تسرق التراث الفلسطيني، وتصدره إلى العالم باسمها.

المقارنة والمحاكمة والإنصاف
من جهته، توقف الكاتب رضا بن موسى عند رواية «مصائر.. كونشرتو الهولوكست» للكاتب ربعي المدهون، ويرى في عنوانها حدسا بحدث مهم قد يشكل تحولا أو تغيرا في الحياة، بشرا أو مجتمعا، فالمصير قد يؤدي إلى الخلاص والنجاة أو إلى خراب ودمار، بالإضافة إلى أن مفردة «كونشرتو» مختلفة الدلالة عن غيرها بوضعها المتميز في العنوان كقراءة منغمة. كما توحي به الموسيقى من سمو ورقة تتجلى في البناء والأسلوب. بينما تدفع «الهولوكوست» إلى النظر في الواقع والتاريخ، ماضيا وحاضرا، باتجاه المقارنة والمحاكمة والإنصاف.

وأوضح بن موسى أن الرواية تجرى في عدة مدن فلسطينية وأوروبية وأميركية، ومليئة بشخصيات حقيقية من بيئة واقعية، كما يذكر مؤلفها، لكنها غادرت ملامحها متخلية عن أسمائها وبعض سماتها، لتتمكن من العيش في فضاء متخيل تشبه تفاصيله الحقيقة، وقد تتقاطع بعض أحداثها معها أو تلتقي بها، لتعزيز صدقيتها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قضاء نيويورك يعيد 30 عملا فنيا منهوبا إلى كمبوديا وإندونيسيا
قضاء نيويورك يعيد 30 عملا فنيا منهوبا إلى كمبوديا وإندونيسيا
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا المساعدات (فيديو)
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم