Atwasat

«الدراسات التاريخية» يحتفي بذكرى تأسيس «النهضة النسائية»

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 07 مارس 2024, 01:00 مساء
WTV_Frequency

شهدت قاعة المجاهد بالمركز الليبي للدراسات التاريخية ندوة علمية احتفاء بالذكرى السبعين لتأسيس جمعية النهضة النسائية.

شارك في الندوة التي أقيمت مساء الأربعاء كل من الباحثة والكاتبة أسماء الأسطى، ود.علي محمد رحومة، والناشطون في مجال المجتمع المدني أميمة البصير ومحمد الصغير، ومسؤولين وناشطين في العمل النسوي.

أشارت فتحية البخبخي رئيسة الاتحاد النسائي الليبي في كلمة استهلالية إلى أنه مع استقلال ليبيا في العام 1951 واستقرار الدولة برز العمل النسوي بشكل منظم حيث تأسست جمعية النهضة النسائية في العام 1954 بفضل نخبة من النساء الرائدات على رأسهن السيدة حميدة العنيزي، كما تأسست فروع للجمعية بمدن عديدة منها سبها ودرنة ومصراتة وغيرها.

رفع درجة الوعي المجتمعي 
وأضافت البخبخي أن الجمعية بفروعها ساهمت في رفع درجة الوعي المجتمعي للنساء وتعليمهن وتعزيز قدراتهن في المشاركة السياسية، إذ نالت استحقاق التصويت في انتخابات العام 1964. 
كما ساهمت الجمعية في القضايا الوطنية المحلية والعربية مثل دعم تحرير الجزائر وغيرها.

«آداب طرابلس» تنظم النسخة الأولى لمعرض التأليف النسوي
مهرجان «البندقية» يؤازر القضايا النسوية بتتويجه الفرنسية أودري ديوان
«نجلاء الفيتوري» تشارك بمهرجان «شوفتهن» في تونس

وأوضح د.علي رحومة في ورقته أن ما تتميز به المرأة الليبية في المحافظة على خصوصيتها هو خاصية ورثت عبر الأزمنة، ذلك أن الحوار الطويل بين الإنسان والبيئة الاجتماعية يورث سمات وراثية تنطبع في سلوك الإنسان وشخصيته ومواقفه الحياتية.

وعرض رحومة في سياق حديثه نماذج نسائية من تاريخ المرأة الليبية ذاكرا أسماء كان لها الأثر المجتمعي والمعرفي، فيقدم الفيلسوفة آريتي القورينية في القرن الرابع قبل الميلاد كنموذج للنبوغ العقلي، حيث درست الفلسفة على يد والدها وتفوقت حتى أصبحت أول فيلسوفة يذكرها التاريخ وألفت أكثر من أربعين كتابا. 

كما تحدث رحومة عن أم ماطوس في القرن التاسع الميلادي من جبل نفوسة كنموذج نسائي آخر في الكفاح من أجل طلب العلم بعد أن واجهت معارضة أسرتها لمواصلة تعليمها بسبب بعد المدرسة عن المنول، لكنها تمكنت من تحقيق الشرط المعرفي بل كانت فاعلة أيضا في الحياة المجتمعية بمنطقتها.

وأضاف رحومة علاوة على الأسماء السابقة نماذج نسائية أخرى بارزة ساهمت في رصف الطريق أمام مسيرة العمل الأهلي النسائي الحديث. 

البعد التاريخي في التعليم النسائي 
ومن جانبها تناولت الباحثة أسماء الأسطى البعد التاريخي في التعليم النسائي بليبيا عبر مراحل تاريخ الكيان الليبي، مشيرة إلى أنه في أواخر العهد العثماني كان التعليم يقتصر على مبادئ القراءة والكتابة والعمليات الحسابية والتركيز على مهارات التطريز والخياطة وبعض المعلومات في العناية بالأطفال والبيت، ولم يكن هناك مكاتب «رشدية» أي مدارس للمرحلة الإعدادية والسبب أن المدارس الرشدية للبنات تأخر ظهورها في العاصمة العثمانية إلى العام 1870. 

وتطرقت الأسطى إلى جمعية الهلال العثمانية كأول جمعية يمكن أن يؤرخ من خلالها بحسب تعبيرها حيث ضمت في نشاطها الرجال والنساء، وقامت بعديد الأعمال منها بناء سدود لوادي المجينين، وتوسعت في نشاطها إقليميا بدعم مشاريع إسلامية وساهمت في مشروع سكة الحجاز، كما أظهرت اهتمامها بجيرانها من الدول عندما حدث زلزال في صقلية. 
وقالت الأسطى أن تهالك الوثائق لم يمكنها من معرفة أعضاء الجمعية التي تأسست بطرابلس العام 1908 بصورة دقيقة، لكنها تشير إلى عدد 17 سيدة من ضمن الكادر مع العلم أنهن لسن ليبيات. 

وأشارت الأسطى إلى أهمية دور مكتب الفنون والصنائع الذي افتتح في العام 1904 قسما للبنات وعمل على إحضار نساء حرفيات ليعلمن البنات صناعة السجاد، ومهارات الخط وفنونه إلى غير ذلك من المجالات، الا أن هذه المرحلة لم تنتج نساء تألقن فيما بعد، والسبب من وجهة نظرها أن البنات هن عثمانيات غادرن البلاد مع بداية الاحتلال الإيطالي. 

وتوقفت الأسطى عند مرحلة الاستعمار الإيطالي وكيف كانت المرأة الليبية توثق في كتاباتها وأبياتها الشعرية الكثير من معاناتها فقد الأبناء والزوج والسجن والمنفى وهو موثق في جهاد المرأة في تلك المرحلة. 

وشهدت البلاد مع دخول مرحلة الانتداب البريطاني إقبال خجول من المعلمات في سلك التعليم، كما ظهرت مسألة الجدال بين الحجاب والسفور للمرأة، وكانت الدعوة إلى السفور في مصر قد لاقت صداها في ليبيا ورفع رأيتها الراحل محمد فريد سيالة الذي سمي بمحرر المرأة. 

افتقار ثقافة التوثيق
وركزت الباحثة أميمة البصير على مسألة افتقار الجمعيات النسائية في ليبيا لثقافة التوثيق مسلطة الضوء على تجربة جمعية نجمة الهلال وجمعية النهضة الحديثة وتتبع مسار التسجيل المستند في مسألة الإسم وتاريخ الميلاد كنموذج لغياب دقة التوثيق وذلك للاستفادة من تلك الأخطاء في العمل النسائي الحالي.

وذكر الناشط المدني محمد الصغير في مشاركته أنه لايوجد دولة في العالم خالية من المجتمع المدني، كما لايوجد مجتمع مدني ليس غايته بناء الدولة وهذه تعد مشكلة في ليبيا حيث تعتقد السلطة أن المجتمع المدني سيقوضها وهنا يقدم الصغير جملة من تعريفات فلاسفة ومفكرين مثل عزمي بشارة، وهيجل، وابن خلدون لمفهوم المجتمع المدني وكيف يمثل مرتكزا رئيسيا في المجال الخدمي بين المواطن والدولة، منوها إلى أن القطاع المدني في ليبيا لا يحظى باهتمام الدولة على امتداد عهودها السياسية رغم أهميته الاقتصادية.

الناشطة المدنية أميمة البصير.
الناشطة المدنية أميمة البصير.
جانب من الحضور.
جانب من الحضور.
الدكتور علي رحومة.
الدكتور علي رحومة.
فتحية البخبخي رئيس الاتحاد النسائي الليبي.
فتحية البخبخي رئيس الاتحاد النسائي الليبي.
الباحثة أسماء الأسطى.
الباحثة أسماء الأسطى.
الناشط المدني محمد الصغير.
الناشط المدني محمد الصغير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد: الحلقة الخامسة من برنامج «كولاج» بعنوان «اشتياق»
شاهد: الحلقة الخامسة من برنامج «كولاج» بعنوان «اشتياق»
قضاء نيويورك يعيد 30 عملا فنيا منهوبا إلى كمبوديا وإندونيسيا
قضاء نيويورك يعيد 30 عملا فنيا منهوبا إلى كمبوديا وإندونيسيا
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم