لو ترجمنا تقديم الفنانة بسمة النمري، إلى اللغة الإنجليزية لقلنا: - She is gifted twice- وهي بالفعل منحت موهبتان: أدبية وفنية، فهي كاتبة قصة قصيرة، وأيضا فنانة تشكيلية، غير أن هاتين الموهبتين تتفقان في الرسم، ولكن واحدة بالأحرف والثانية بالألوان. كان بودي أن أكون قد قرأت لها شيئا من قصصها، ولكنني بالتأكيد سأفعل لاحقا.
تشكيل هذه الفنانة الأردنية بديع، ويُقرأ من الاتجاهات كافة،
والألوان تبرز الحال وتصفه بخطوط، كالكلمات، غير أنها تقرأ من الاتجاهات كافة! والأكثر غرابة أن تخصصها رياضيات، وهو تخصص، مثلما أعرف لا تُقبل شهادته في المحاكم اليابانية من بعد تجاوز صاحبه سن الخمسين! ولكنني أجزم أنهم سيقبلون شهادتها في الفن التشكيلي، حيث بمقدورهم قراءته من الاتجاهات كافة وبالمعاني كلها. بل وبنظريات تثبت ذلك!
تحمل درجة البكالوريوس في الرياضيات المعاصرة
الفنانة بسمة النمري حاصلة على درجة البكالوريوس في الرياضيات المعاصرة من الجامعة الأردنية، وهي عضو رابطة الفنانين التشكيليين. خريجة معهد تدريب الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة تخصص تصوير (رسم). وخريجة معهد تدريب الفنون الجميلة تخصص (نحت). شاركت في عدد كبير من المعارض. وإبداعها القصصي متواصل طوال السنوات الماضية منذ سنة 2002.
تشكيل وجوه بسمة النمري يتطلب وقفة بصرية متمهلة ومتعمقة
ولعل تفسير الناقد الدكتور مازن عصفور وتفكيكه للوجوه الإنسانية المرسومة بإتقان في لوحات الفنانة بسمة، يخبرنا وبمهنية ناقد مقتدر أن «ذلك الوجه الإنساني الذي ترسمه بسمة النمري يتطلب بالضرورة وقفة بصرية متمهلة ومتعمقة في الخطاب والشواغل النفسية والاجتماعية والفكرية التي ترمي إليها، حيث التمزق الممتزج بأنوثة معذبة وتلك العلامات والإشارات اللونية والخطية وما تفيض به كذلك من تعبيرات مشهدية صريحة قد تسرد للمشاهد بعضا مما فيها من مكونات نص غائب..». وأعتقد أن أية إضافة لهذه الفقرة تكون في تقديري مجرد حشو لا داعي له. ناهيك أن التشكيل فن يرغم كل مهتم على أن يفككه ويقرأ ألوانه ليصل إلى ما يقنعه بما يريد الفنان الوصول إليه.. والوصول ممهد، وبيسر بالغ لما تريد الفنانة بسمة النمري أن تقوله لقارئ اللوحة وكذلك مشاهدها.
تعليقات