نظم مجمع اللغة العربية بطرابلس، أمس السبت، محاضرة علمية بعنوان «اللغة العربية واللغات الأوروبية، جدلية العلاقة بين القرآن واللغة»، للباحث والمترجم وعضو مجمع اللغة العربية د.عمر لطفي العالم، في إطار البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2023، أدارها وقدمها د. الصدّيق بشير نصر، بحضور لفيف من المثقفين والمهتمين.

تناول د. عمر لطفي العالم موضوع العلاقة بين القرآن الكريم واللغة العربية، وذلك من خلال تسليط الضوء على الجدلية التي نشأت بين هذين المفهومين، والتي تعود إلى بدايات ظهور الإسلام، وفقا لموقع «طيوب».

في البداية، أشار الدكتور العالم إلى أن العلاقة بين القرآن واللغة هي علاقة وثيقة، وذلك لأن القرآن هو كلام الله تعالى، وقد نزل باللغة العربية، ولذلك فإن اللغة العربية هي اللغة التي اختارها الله تعالى لحمل رسالة الإسلام.

- مجمع اللغة العربية بطرابلس يناقش آثار العالم الأصولي د. فاتح محمد زقلام
- «تعريب العلوم» محور مؤتمر «مجمع العربية» بالقاهرة
- تطوير يواجه أسئلة الحداثة.. «مجمع العربية» يناقش رسم السياسة اللغوية في ليبيا

وأضاف عضو مجمع اللغة العربية «في الوقت نفسه، فإن هناك بعض الاختلافات بين القرآن واللغة العربية، وذلك لأن القرآن هو كلام الله تعالى، وهو يتميز بالإعجاز والبلاغة، بينما اللغة العربية هي لغة بشرية، وهي تتطور وتتغير بمرور الزمن».

وتابع «بناءً على ذلك، فقد نشأت جدلية بين القرآن واللغة، فهناك من يرى أن القرآن هو مصدر اللغة العربية، وأنه يمثل النموذج الأمثل للغة العربية، وهناك من يرى أن القرآن هو وحي منزل، وأن اللغة العربية هي لغة طبيعية، وأنها تتطور بمرور الزمن».

وناقش الدكتور العالم هذه الجدلية من خلال تناوله لعدد من القضايا، منها: وحدة الدين واللغة لدى العرب، وأشار إلى أن العرب كانوا يتحدثون لهجات مختلفة، ولكنهم كانوا يشتركون في الدين الواحد، وكان القرآن الكريم هو الذي يجمعهم تحت راية واحدة.

حقيقة القراءات القرآنية
وأضح العالم أن القراءات القرآنية تدل على أن القرآن الكريم هو وحي منزل، وأنه يتميز بالفصاحة والبلاغة، وأن اللغة العربية هي لغة قادرة على حمل هذا الوحي.

وأشار إلى أن المنهج العلمي في دراسة اللغة العربية يتطلب النظر إلى اللغة العربية بوصفها لغة طبيعية، وأنها تتطور بمرور الزمن.

وفي ختام محاضرته، أكد على أهمية دراسة العلاقة بين القرآن واللغة، وذلك من أجل فهم القرآن الكريم بشكل صحيح، ولتطوير اللغة العربية بشكل سليم.

 د. عمر لطفي العالم
هو باحث ومترجم في مجال الدراسات الاستشراقية متحصل على درجتيّ الليسانس والماجستير في اللغة العربية والأدب من جامعة بيروت العربية، وعلى درجة الدكتوراه في الدين المقارن بألمانيا، ترجم العديد من المؤلفات وصدرت له عدة أعمال منها، المستشرقون والقرآن - نقد لمناهج المستشرقين حول القرآن، والإنسان مخلوق لا مصادفة.