«بوابة الوسط» تنشر قصيدة للشاعر الليبي محمد المزوغي عن كارثة درنة جراء العاصفة «دانيال»، وما تبعها من انهيار سدي درنة، ما خلف طوفانا أطاح بوسط المدينة، وأودى بحياة الآلاف.

درنة الجرح
أطلقْ دموعك حقا إنهم رحلوا
وخلّفوا حسرةً في القلب تشتعل

أطلق دموعكَ إنّ الحزنَ مرّ بنا
وقد أقام فقل لي كيف أحتملُ

كم كنت تحبسُها في كل نازلةٍ
مخافةَ العذلِ فليعذرْكَ مَنْ عذلوا

لم يخلق الله دمعا كي نخبئهُ
وأيُّ نفعٍ لغيمٍ ليس ينهملُ

يا جرح درنةَ قد أوغلت في كبدي
يا جرحَ درنةَ هل يوما ستندملُ

وهل يرحّبُ بي قيسٌ وإخوتُهُ
وهل يفوح بخورٌ حين نحتفلُ

وهل سينشدُ لي عونٌ مدائحَهُ
وقلبُهُ بنَدِيِّ الحُبِّ يبتهلُ

وهل بأشرفَ تزدادُ النُّهى شرفا
إذ قولُهُ بحبيب الله متصلُ

يا ياسمين بلادي عد فبعدك كم
ضجّت من الشوكِ هذي الدورُ والسُّبُلُ

ليت الحكومات والنواب ما خلقوا
وليت إذ خلقوا عن أرضنا ارتحلوا

الكاذبون علينا كلما خطبوا
والمزمعون فسادا كلما سعلوا

والناهبون من الأموال أكثرَها
وليت ما نهبوا مثل الذي بذلوا

دمُ الضحايا أمام الله يلعنكم
يا كُلّ من سرقوا
يا كُلَّ من قتلوا

قد وحدت شعبنا الآلامُ فانتبهوا
إذا توحّدَ شعبٌ زُلزلَ الجبلُ

يا درنةَ الحُبِّ يا أرضَ الصحابةِ لن
تكوني إلا كما تَشتَاقُكِ المُقَلُ

غدا نقول لكلِّ الموجعاتِ كفى
فقلبُ درنةَ بالأفراح منشغلُ

لولا اليقينُ بأن نلقى أحبتنا
ما كان يزهر في أحداقنا الأملُ.