رأى المفكر التونسي المولدي الأحمر، أن مصطلح الكولونيالية «يعرفنا بجوهر الهدف الاستعماري»، موضحا أن مصطلح الاستعمار «مشحون بمعنى إيجابي كتعمير الأرض مثلا»، بينما الكولونيالية بمعناها الدقيق تعني «إعادة صياغة الموارد بما يخدم مصالحه فقط».
وتوقف الدكتور المولدي الأحمر عند الخلفيات البحثية للفكرة وجغرافيتها المعرفية وسياق انبثاقها، كما تناول الدوائر الفكرية والبحثية كانت الحاضنة لانبثاق سؤال المعرفة الاستعمارية والهويات، منها دائرة لقائه بالمعرفة الكولونيالية والتي كانت مغاربية بالدرجة الأولى حيث عمل (فوكس) بحسب تعبيره على المنطقة المحيطة بصفاقس مسنودة بالأرشيف والببلوغرافيا، كذلك الحقل الليبي كدائرة تشكلت أسئلتها في الحقل التونسي تبحث في مفهوم القبيلة والدولة إلخ..
رؤية المفكر المولدي الأحمر طرحها أمس الأربعاء خلال جلسة حوارية نظمها المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس حول كتابه الجديد المعنون بـ«أعمال مؤتمر المعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية»، بحضور كل من: الدكتور محمد الطاهر الجراري، والدكتور الطيب البهلول، والأستاذ خليفة محمد الدويبي، وأدارها الأستاذ علي الهازل، حيث تباينت الملاحظات بين ما يتعلق بالمعرفة الاستعمارية وأهدافها على المجتمعات العربية والمغاربية خاصة والأخرى المعنية بتحديدها وإيجاد آليات وأساليب علمية لمواجهتها وبين تلك المتعلقة بالأطر التنظيمية كآلية اختيار البحوث وغيرها.
- ذاكرة ليبيا التاريخية في خطر.. القصة الكاملة لنزاع «الأوقاف» و«مركز المحفوظات»
- داخلية الوفاق: تأمين مقر مركز الدراسات التاريخية بعد تعرضه لهجوم
والدكتور المولدي الأحمر هو أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس، ودرس بالجامعات الليبية والقطرية، كما نشر عديد الكتب حول المجتمعين البدوي والفلاحي التونسي، وأصول الدولة الحديثة والزعامة في ليبيا، والمعرفة الاستعمارية، والثورة في تونس وليبيا. كما ترجم دراسة مارسيل موس الشهيرة في الهبة من الفرنسية إلى العربية، إضافة إلى نشره عديد البحوث في مجلات متخصصة تونسية وعربية وعالمية.
تعليقات