Atwasat

أحياء جوهانسبرغ تستعيد حياتها باللوحات الجدارية

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 13 نوفمبر 2022, 04:35 مساء
WTV_Frequency

ينجز الفنان «دي بونغز» بألوانه الزاهية إحدى لوحاته الجدارية العملاقة التي أصبحت جانبًا بارزًا من مدينة جوهانسبرغ، في جنوب أفريقيا.

ويمثل الفنان، واسمه الحقيقي بونغاني مهلاثي (32 عامًا)، وجهًا لحركة فنية انتشرت منذ سنوات عدة على مبانٍ وسط المدينة. وأصبح للوحاته الجدارية التي تشكل رسوم «بورتريه» بالأبيض والأسود مع خلفيات غالبًا ما تكون مستوحاة من الأقمشة الأفريقية التقليدية، قيمة تجارية حاليًا.

- فنانة عراقية تلون رمادية بغداد بالجداريات

أما أحدث الأعمال التي ينجزها راهنًا فهي طلبية يبلغ سعرها بضعة آلاف من الدولارات تعود لإحدى أكبر منصات البث التدفقي المتخصصة في الموسيقى بالعالم. ويتولى الفنان رسم أربعة فنانين محليين على اللوحة بينهم مغنية الأفرو سول سيمفيوي ومغنية الأمبيانو نوبوله على أحد جدران جوهانسبرغ التي تضم في الوقت نفسه حانات عصرية ومستودعات مدمَّرة، وفق «فرانس برس».

وسبق لـ«دي بونغز» أن رسم سلسلة من اللوحات تخليدًا لفنانين متوفين من جنوب أفريقيا على الركائز الخرسانية الضخمة للطريق السريع في حيّ نيوتاون الثقافي.

الفن أحدث تغييرًا
ويقول الفنان إن «الفن أحدث تغييرًا في المنطقة وبدل نظرة الأشخاص إلى المدينة، فأصبحوا حاليًا يرون فيها مدينة مشرقة بينما كانت تفتقر سابقًا إلى الطابع الحيوي وكانت مخيفة نوعًا ما».

ويشتهر الفنان المتحدر من بلدة موهلاكينغ غرب جوهانسبرغ، بلوحاته الجدارية الضخمة التي تشكل رسومات «بورتريه» لأطفال أُنجزت في أحيائهم الفقيرة الواقعة في ضواحي المدينة.

ويشير إلى أن هذا المشهد الجديد «يمنح الناس الثقة ويجعلهم يرون أنفسهم من منظور مختلف عن حياتهم اليومية الصعبة».

إعادة الحياة إلى وسط المدينة
وكان المركز التاريخي للمدينة التي تضم ستة ملايين نسمة شهد مرحلة من الانهيار والإهمال خلال ثمانينيات القرن الفائت، بداية حين فُرضت عقوبات دولية على نظام الفصل العنصري الذي كان معتمدًا آنذاك، ثم عقب انتخاب نيلسون مانديلا رئيسًا للبلاد العام 1994 وما تلاه من فرار مجموعات من مواطني جنوب أفريقيا البيض إلى الضواحي الثرية التي كانت محمية بجدران عالية، آخذين معهم أعمالهم التجارية.

وأصبحت مبانٍ عدة خالية فيما أُغلقت فنادق من دون المس بأثاثها.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تولى عدد من رجال الأعمال استثمار هذه العقارات الشاغرة، فجرى تحويل طوابق كاملة كانت تشكل مكاتب في السابق إلى شقق سكنية في وسط المدينة الذي ينتظر منذ سنوات إعادة إعماره.

أبراج مهجورة
وحُوّلت أبراج كانت مهجورة إلى مساكن منخفضة الإيجار، فيما أعادت الفنانة هانلي كوتزي الألوان إلى واجهة إحداها مع رسمها امرأة على مساحة 166 مترًا مربعًا، مستخدمة أكثر من ألفي طبق وصحن صغير ووعاء.

وتقول كوتزي إن «المدينة تشكل مكانًا جامدًا مليئًا بالمباني الخرسانية المتداخلة، فيما يُدخل الفن إليها منظرًا لطيفًا أو مشاهد تأملية».

واستوحي شعر المرأة المرسومة من تسريحات الشعر التقليدية التي أدخلت إليها نساء جنوب أفريقيا طابعًا عصريًا.

باراك أوباما
وترك الأميركي شيفرد فاري المعروف بلوحته التي تجسّد الرئيس السابق باراك أوباما مع كلمة «هوب» («أمل»)، بصماته بدوره في المدينة، مع رسمه نيسلون مانديلا على مبنى مؤلف من عشر طبقات يبرز في المدينة، في مهمة أسندها إليه آدام ليفي، وهو عامل في مجال التطوير العقاري من جنوب أفريقيا.

ويرى رجل الأعمال أن هذه اللوحات الفنية تمنح الأشخاص بصورة تلقائية «شعوراً بأنهم ذوو قيمة ويلقون اهتمامًا»، وتظهر أن «هناك آلية ما وراء الكواليس تبدي اهتمامًا» بالحي، ما قد يُحدث رغبة لدى الأشخاص في إنجازها. ويقول «بهذه الطريقة ينطلق بناء ثقافة ما».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم