جَمْع من تواصل اجتماعي فني - Innate Art Community - عرَّف الأعمال الفنية ذاتية التعلم، في نطاق الفن التشكيلي الذي يهتم ويلتزم بالبساطة في الأداء والاسترسال في خيال الصورة بـ«الفن الفطري»؛ ويعد الفنان التشكيلي محمد العارف عبية، أحد رواد هذا الأسلوب في المشهد التشكيلي الليبي، إن لم يكن رائده، في ليبيا، فهو من مواليد طرابلس سنة 1944 ورحل عنها يوم 5/2/2016
تجربة التناغم والانسجام مع الذات
بدأ مشواره الفني بالرسم الصحفي الساخر، ثم اهتم بالتشكيل متخذا من الموروث الشعبي الليبي موضوعا لإبداعه، فأبهر المتابعين والنقاد، فوصفوا أعماله بالفطرة الفنية. قال عنه الناقد الفنان التشكيلي عدنان معيتيق «إن في لوحاته تتداخل الأسلوبية فتعتريك لمحة من عفوية الأداء في أغلبها، وما أن تمعن النظر حتى تدرك أنك أمام تجربة فنية عميقة، مدركة لما تفعل فائقة الحساسية مع محيطها وعلاقتها مع الآخر من تناول وتعدد وزخم مواضيعها، فهي لا تتكرر». وقال الأستاذ منصور بوشناف عن أعماله إنها تتميز بالبساطة والعفوية وهي التي تمكنها من «خلق التواصل مع المتلقين بشكل عام بغض النظر عن مستواهم الثقافي، إنها تجربة لا تستلب في الموروث ولا تستلب في الإنتاج الأوروبي، إنها تجربة التناغم والانسجام مع الذات ومع العصر الجاري».
فن الموروث الشعبي
شارك العارف في عديد المعارض المحلية والدولية، فعرَّف العالم مفردات ذاكرتنا الشعبية ومن ثقافتنا الليبية كالحنة، والبخور، وتفاصيل عمارتنا من شبابيك وأبواب، وأقواس بلادنا، والغول والعنقاء وأبوزيد الهلالي والخميسة والحويتة والقرين! قصص مصورة على طريقته بأسلوب سرد الجدات في روايات الغول والعنقاء وأبوزيد الهلالي، أبرز أيضا «موسم الترحال، راسما طيورا مهاجرة تستريح في شرفة موصدة. حمرة تعتري وجه عذراء، وعيون مدينة كاملة بأسوارها يحرسها طائر خرافي، وفارس وجواد. سحب الخريف وسقوط المطر، الخميسة والحويتة، ومفردات من الذاكرة الشعبية.. »، وباختصار شديد لم يترك لي الناقد الذي أشرت والأستاذ منصور بوشناف ما يضاف إلى إبداع هذا الفنان الذي رحل وما زال في جرابه ألونا لم تبهجنا.
تعليقات