Atwasat

تونس ترقمن أرشيف جرائدها التاريخية لصون تراث فريد

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 01 أغسطس 2022, 05:09 مساء
WTV_Frequency

تتنقل حسناء القابسي في الطابق السفلى لمبنى المكتبة الوطنية بالعاصمة تونس بين رفوف عليها طبعات جرائد ودوريات تعود للقرن التاسع عشر وتجمع نسخا منها لرقمنتها في حملة تهدف لحفظ هذا التراث الفريد من مراجع ووثائق.

تكشف القابسي القيمة على المكتبة لوكالة «فرانس برس» وهي تشهر نسخة غلب عليها الإصفرار من جريدة «الحاضرة» المطبوعة بالعربية تعود للعام 1885 «هذه الأرصدة شاهدة على حضارة تاريخية هامة عاشتها البلاد». وتؤكد «هذا مخزن لحفظ الذاكرة التونسية».

تضم المكتبة الوطنية في تونس، وهي هيئة حكومية، جرائد نُشر بعضها منذ قرن ونصف القرن من الزمن بلغات متعددة منها العربية والإيطالية والمالطية والإسبانية والفرنسية.

وتشكل هذه الجرائد جزءا من مجموعة تضم 16 ألف طبعة نشرت بمئات الآلاف من النسخ وتعمل المؤسسة على رقمنتها بهدف الحفاظ عليها كلها.

وطُبعت غالبيتها باللغة العربية وتعود أقدمها لمنتصف القرن التاسع عشر عندما كانت تونس تحت حكم العثمانيين.

ومنذ إرساء نظام الحماية الفرنسية في تونس بالعام 1881، بدأت تصدر مطبوعات باللغة الفرنسية وأخرى بالعبرية والإيطالية والإسبانية والمالطية بمبادرة من الأوروبيين الذين اختاروا البلد موطنا لهم.

تتحول القابسي لغرفة أخرى في المبنى وتتصفح نسخة من الجريدة العبرية «لا فوا ديسراييل» (صوت إسرائيل) التي أطلقت في عشرينات القرن الماضي من قبل الجالية اليهودية في تونس التي كانت تضم نحو 100 ألف فرد حتى فترة استقلال البلاد في العام 1956. وعلى طاولة بالقرب منها نسخة من جريدة «لونيونيه» (الوحدة) تعود للعام 1886، وهي من منشورات الجالية الإيطالية التي كانت تعد أكثر من 130 ألف شخص قبل الاستقلال. وفي الغرفة المجاورة، يقوم تقنيون باختيار نسخ وتمريرها عبر آلة المسح الإلكتروني التي جلبت خصيصا من الخارج لإنجاز هذا المشروع.

تونس التنوع
في مايو الماضي، نزلت المكتبة الوطنية النسخ الرقمية لهذه الجرائد على الإنترنت لإتاحتها للباحثين والراغبين في الاطلاع عليها ولتفادي لمسها وتصفحها كثيرا بالأيدي.

وتقول مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة «أريد التسريع في عمليات الرقمنة وخصوصا في ما يتعلق بالدوريات لأنها كانت مهددة بالإتلاف وبعضها لا يوجد منه نسخ في أماكن أخرى».

وتعكف بن سلامة منذ توليها مهامها في العام 2015 على التسريع في تنفيذ برنامج بتمويل يقدر جزئيا بثلاثة ملايين دينار (حوالي مليون يورو). وهي شكلت لهذا الغرض فريقا من 20 شخصا يعملون على هذا المشروع، وأعطت الأولوية للجرائد والدوريات لأنها في حالة «سيئة» ويمكن أن تتفتت.

وتؤكد المديرة «تمثل هذه الدوريات بلغاتها العديدة تونس المتنوعة التي لم تعد توجد، تونس الفرنسية والإيطالية والمالطية واليهودية».

وغادر الكثير من أفراد هذه الجاليات تونس بعد استقلال البلاد.

ويعتبر المؤرخ عبدالستار عمامو بدوره أن هذا الأرشيف فريد من نوعه في المنطقة من حيث تنوعه و«غداة الاستقلال كان يتواجد ثلاثة ملايين تونسي فقط، ولكن كان هناك تنوع كبير على مستوى الصحافة والنشر».

ويرى أن تونس كانت «موزاييك جميلة جدا ومتنوعة مختلفة جدا عن باقي الدول العربية الإسلامية الأخرى».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا المساعدات (فيديو)
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا...
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم