آي ويوي الفنان الصيني المعاصر الذي قدّم أعمالاً فنية في مجالات مختلفة، منها النحت والعمارة والتصوير والسينما والنقد الاجتماعي والسياسي والثقافي، والذي قضى سنوات يدافع عن الحرية في أشد الظروف في ظل محاولات الحكومة الصينية لمنعه من التعبير، افتتح معرضًا هذا الأسبوع في سجن «الكاتراز» وهو عبارة عن جزيرة في خليج مدينة سان فرانسيسكو الأميركية.

لم تتوقف نشاطات ويوي الفنية منذ اعتقاله سنة 2011 في مطار بكين، حيث احتجز من قبل السلطات الصينية لأكثر من شهرين دون توجيه أي تهمة رسمية ضده بحجة ارتكاب ما سمته جرائم اقتصادية، وها هو اليوم يقدم أعماله في أحد أكثر السجون شهرة، سجن «الكاتراز» وهو سجن فيدرالي أميركي مشيد فوق جزيرة تدعى الصخرة، أغلق العام 1963 وحول لاحقًا إلى مزار سياحي، وترجع شهرة هذا السجن إلى الأساطير التي نسجت حوله، ومما ساعد على إذكاء الخيال بخصوصها الكتب والأفلام التي كان هذا السجن محورها، ولكن يعتبر هذا المعرض هو الأول من نوعه؛ فلم يفتح «الكاتراز» أبوابه لعرض هذا النوع من الفن المعاصر سابقًا.

فسجن «الكاتراز» غير معد فنيًا لافتتاح مثل هذا النوع من المعارض، وما جعل الأمر أكثر صعوبة هو غياب الفنان آي ويوي نفسه عن المعرض؛ في ظل منع السلطات الصينية له من مغادرة بكين، مما يدل على وجود الكثير من العقبات التي واجهت القائمين على هذا المعرض.

من ضمن القطع التي تم عرضها هيكل لمنحوتة على شكل التنين الصيني كتب على أحد أطرافها الملونة بقوس قزح بعض الاقتباسات المشهورة منها لنيلسون مانديلا «طريقنا نحو الحرية لا رجعة فيه»، وإدوارد سنودن «الخصوصية هي جزء من الحرية، وهذا لم أتعلمه من بلدي»، وتم عرض لوحة أرضية تشبه السجادة تحمل صور أكثر من 175 من سجناء الرأي حول العالم منهم مانديلا، وسنودن، وتشيلسي مانينغ، ولم ينس أيضًا السجناء السياسيين الأقل شهرة مثل أنييس يويمانا نكوسي الصحفي الرواندي الذي سجن لمدة أربع سنوات، وصورة للكاتب ليو شياو بو الحائز على جائزة نوبل، وغيرهم.