استضافت مكتبة الفرجاني، بحي الأندلس، الأربعاء، على مدار فترتي الصباح والمساء، الكاتبين منصور بوشناف وجمعة بوكليب في حفل توقيع روايتي «الكلب الذهبي» و«نهارات لندنية»، الصادرتين عن دار الفرجاني للنشر.
كانت الأجواء أكثر من رائعة بحضور زوار المكتبة الذين يطلبون توقيع الكاتبين والتقاط صور تذكارية معهما، وكذلك الأصدقاء من المشهد الثقافي من أدباء وشعراء وصحفيين، كما أتاحت الفرصة للحديث مع كل من أسامة الفرجاني مدير مكتبة الفرجاني بحي الأندلس، وغسان الفرجاني مدير فرع المكتبة بلندن عن أهم المنشورات التي أصدرتها الدار في الفترة الأخيرة بالنسختين العربية والإنجليزية، إضافة للصعوبات التي يواجهها الناشر الليبي وما يخص مستقبل صناعة الكتاب على المستويين المحلي والعربي.
الإرث الليبي
وتتناول «الكلب الذهبي» مسارًا فلسفيًا للهوية المتأرجحة بين الصحراء والبحر والمدينة وتخومها، وتعالج جزءًا من الشرخ الثقافي الذي يلقي بظلاله على الواقع الليبي ككيان بأبعاده التاريخية والاجتماعية: يقول النص «الإرث الليبي من حكايات «بر الكلب»، و«نساء الاكاكوس»، وحتى تاريخ هيردوت الليبي، وحمار أبوليوس الذهبي، واضحة وحاسمة. «التحوّل يصيب الذكر وتظل النساء نساء».. في هذه القصة، ثمة ذكر كلب وامرأة شقراء في الأربعين من عمرها، أرملة وحيدة، بحيرة رائقة، بينما بطل القصة وحين ينتصب على قائمتيه الخلفيتين يبدو كرجال لوحات الاكاكوس، برأس وذيل وهيئة كلب، عمود ريح يتلوّى مهتاجًا عطشًا أمام البحيرة الرائقة».
تحولات الذاكرة
وتحكي «نهارات لندنية» شغفًا آخر بتحولات الذاكرة بين ضفتين تطل في الأولى على إرثها القديم بينما تحاول في الثانية صياغة لغة مغايرة لكنها تظل معلقة في المسافة الحرجة، جراح الماضي وضبابية اللحظي. يقول النص: «فوق الجسر، الممتد أشبه بقوس على نهر التايمز، تمهلت في سيري، ثم توقفت، سرح بصري في النهر، تحتي، يمتد كثعبان مائي أسطوري، غارقًا في الصمت، مسبل العينين، مسترخيًا، تتسكع بتكاسل فوقه، غيوم سماء رمادية، كالحة وباردة كحيرتي، تمطر برتابة مطر مترددًا، كترددي، وأنا أهم، ذات يوم، بقطع مسافة بين منفى وبلاد أنكرتني».
تعليقات