نظم المركز الليبي للدراسات الثقافية، الإثنين، بدار حسن الفقيه، ندوة بعنوان «الفكرة الموسيقية وتنويعاتها المحلية»، بمشاركة بحاثين تناولوا السمات المحلية للموسيقى وشواهدها التراثية وكذا اثرها في تنمية الذائقة الفكرية والجمالية.

وتناول الدكتور عبدالمنعم بن حامد في مداخلة مسجلة، ثلاث نقاط رئيسة، وهي ولادة الفكرة الموسيقية وتطورها، ومكون الفكرة، وقيادتها، وبالوقوف على أولى النقاط يلمح المحاضر إلى أن بيتهوفن مثلا كان في نهاية حياته أصم ومع ذلك استمر في التأليف، لكونه يمتلك ما نمسيه الاستماع الداخلي، وما كان يحتاجه فقط ورقة وقلم ليؤلف البنايات الموسيقية التي يسمعها بداخله، إضافة إلى أن خبرة المؤلف الموسيقي تمكنه من تحديد الخطوط العريضة للعمل قبل انتقاله لمرحلة استخدام الآلة، كما أن المهمة الأصعب تكمن في تطوير العمل الفني ووضعه في قالب أصلي وفعال.

وأوضح بن حامد فيما يتعلق بالنقطة الثانية أنّ الفكرة تتكون من بضع نغمات تأتي بشكل غير متوقع أو تتم صياغتها من خلال إيقاع ما، ويلحق في النقطة الأخيرة أن قيادتها أي الفكرة لا تخضع لتصور كامل لها منذ البداية؛ فالملحنون الكبار يتوصلون إلى قيادة الفكرة تدريجا دون ارتسام دائرة شاملة لها مسبقا.

وتطرق الدكتور ناصر ناجي، نقيب نقابة المهن الموسيقية طرابلس، إلى دور أغاني الأطفال التراثية في المناهج الدراسية مستشهدا بحصيلة ما جمعه من ذاكرة الرواة لبعض الأغاني.

وبين في ورقته أبعاد الأغنية الليبية في الحقل الثقافي عبر الفلكلور والحياة الاجتماعية، كون الفن يرتبط دائما بالظروف الاجتماعية ويتطور وفقا لقوانينها، كما أكد أن الأشكال الفنية لا تنشأ عن وعي فردي فقط، وإنما تعبير عن نظرة يحددها المجتمع تجاه العالم.

أسئلة
توقف الباحث بشير الغريب، عضو هيئة التدريس في المعهد العالي لتقنيات الفنون، عند الأسئلة التي تراود المتلقى أو الجمهور، وشغفه لمعرفة كيف يكتب المؤلف نوتته، مرجعا ذلك ربما لقدرات خاصة، ويصنع من خياله هالة تتصور إيقاعا مختلفا لطقوس الموسيقِي وعالمه، لكنه في الواقع يعيش حياتنا العادية، وعملا روتينيا شبيها بعادات الأكل والنوم.

وأضاف أنه من المستحيل على المستمع العادي تكوين فكرة كاملة عن الموسيقى دون الدخول إلى حد ما في خفايا الإيقاع والطابع الصوتي، وهو ما يستلزم تتبع الدراسات المختصة في هذا المجال.

وعرج الغريب في مشاركته عند الأسس والبدايات التي ساهمت في تعريفنا بالموسيقى كآلة كونت فيما بعد عالمها ومجالها الواسع عبر الاستمرار والابتكار.

وتحدث المفتش التربوي علي أبوجراد، في مداخلة له عن أهمية وجود نصوص للأطفال بالمدارس، معلقا: «إننا نفتقر لذلك وما هو موجود، لا ينتمي في سياقه النصي والموسيقي لثقافتنا وبيئتنا الاجتماعية».

الشاعر صالح قادربوه مدير المركز (بوابة الوسط)

الدكتور ناصر ناجي (بوابة الوسط)

المفتش التربوي على أبو جراد (بوابة الوسط)

الباحث بشير الغريب (بوابة الوسط)

الدكتور عبد المنعم بن حامد في مداخلة مسجلة (بوابة الوسط)