Atwasat

النويصري يحاضر عن الثقافة في زمن «كورونا»

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الخميس 19 أغسطس 2021, 12:35 مساء
WTV_Frequency

نظَّمت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، الأربعاء، بقاعة بلد الطيوب الكائنة بمقرها، محاضرة ألقاها الشاعر والكاتب رامز النويصري بعنوان «الثقافة في زمن الكورونا».

وتطرق وكيل الوزارة السيد خيري الراندي في حديث استهلالي حول التحديات التي فرضتها الجائحة والإجراءات المترتبة عن الإغلاق والحجر، خصوصًا وأن القطاع الثقافي كان الأكثر تضرُّرًا بحكم اعتماده على الاتصال المباشر مع الجمهور؛ لكن يظل الاستمرار لازمًا كأداة مهمة لتعزيز المحافظة على معادلة الشرط الثقافي في البناء المعرفي والحفاظ على الهوية والنهوض بالذاكرة الجمعية للمستوى المطلوب.

أسس أولية
وتناول الشاعر رامز النويصري في عرضه المصور الأسس الأولية في مسارات العمل الثقافي منطلقًا من نماذج لتعريفات دالة على تلك الأسس، كما نرى عند سابير الذي حاول وضع مفهوم شامل للثقافة عبر نقاط ثلاث تنهض الأولى على أنها أي صفة يتّصف بها الإنسان يكون مصدرها الإرث الاجتماعي، فيما تراها الثانية مجموعة من الأفكار والمعلومات والخبرات التي تنتشر في مجتمع ما بسبب التأييد الاجتماعي لها، ويكون أساسها التراث، وتخلص الثالثة في كونها مجموعة من الأفكار التي تدور حول الحياة والاتجاهات العامة ومظاهر الحضارة التي يتميّز بها شعب ما، وتكُسبه مكانة خاصة في العالم.

وساق المحاضر رؤية «ليزلي هوايت» للثقافة على أنهّا وسيلة تساعد الأفراد على تنظيم معتقداتهم، وقيمهم، ومعارفهم، وجميع الأشياء التي تعلمّوها في حياتهم، والذي يُشكلّ في النهاية أنماط سلوكهم.

ويصل النويصري من مدخله إلى أن وجوب إدراك أن كل البرامج التي تم العمل عليها خلال فترات الحظر التي فرضتها الكثير من الدول، هي برامج ثقافية في الأساس، وإن كانت اتخذت؛ أكثر من شكل، أو وجهة، أو مجال، وهذا ما يعكس الدور المهم للثقافة في المجتمع، بغض النظر عما تقوم به المؤسسة أو المؤسسات المناط بها الاطلاع بهذا الدور.

وأشار أن فيروس «كورونا» وضع المؤسسات الثقافية عالميًّا، أمام تحدٍ كبير للاستمرار في ممارسة عملها، والقيام بدورها المناط بها، كما نبه الفرد على أهمية هذا القطاع، بعد أن غابت عنه، الفعاليات خاصة؛ المسرح، الموسيقى، السينما، وبذا نتج عن ذلك سؤال وهو كيف يمكن تحقيق عمل ثقافي، في زمن كورونا؛ زمن الحظر والعزلة؟

جوانب إيجابية
وكان لشبكة الإنترنت الاجابة بشكل عام، عبر منصات التواصل وبرامج تطبيقات الاتصال التي ساهمت بشكل كبير في استمرار العمل الثقافي، بتحويل فعالياته، لأحداث افتراضية من خلال الاتصال الشبكي، بداية من الأمسيات الشعرية إلى المهرجانات ومعارض الكتب!

وألمح المحاضر إلى أن التباعد والحجر المنزلي، كان له جانب إيجابي ثقافيًّا، من خلال التوظيف الأمثل لإمكانيات شبكة الإنترنت؛ حيث تزايدت وتيرة الأنشطة والفعاليات المقامة، وتوجه الكثير من المؤسسات الثقافية إلى القنوات الإعلامية لممارسة دورها التثقيفي، وكنتيجة لذلك ارتفاع نسب مشاهدتها.

تجربتان
وتابع بالقول أن هذه التجربة أوضحت قصور المؤسسات الحكومية في عدم مواكبتها للتقنيات الحديثة وغياب مرونتها في التعاطي مع وسائل الإعلام الحديثة واكتفائها بالمراقبة عن المشاركة، وكذا فقر خزانة الأفكار للمؤسسات الدولة، بالإضافة للطبيعة الروتينية والراديكالية للقرار في المؤسسات الحكومية.

وفي مقابل ذلك، عكست قدرة العمل الفردي والمؤسسات الخاصة أو الأهلية والجماعية على تقديم عمل ثقافي حقيقي ومميز وواسع بسبب المرونة الكبيرة، وسهولة الوصول للمنصات والتطبيقات، عدا أن غالبية التطبيقات والمنصات مجانية، بالتالي لا موانع اقتصادية من الاستمرار، كذلك الإيمان بجدوى ما يقدم، إضافة إلى الشغف بالعمل الثقافي، الشعور بالمسؤولية، تلبية الحاجة وسد قصور المؤسسة الحكومية.

خيري الراندي وكيل وزارة الثقافة (بوابة الوسط)
خيري الراندي وكيل وزارة الثقافة (بوابة الوسط)
جانب من حضور المحاضرة (بوابة الوسط)
جانب من حضور المحاضرة (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
زوجة بول أوستر تأسف لنشر خبر وفاته
زوجة بول أوستر تأسف لنشر خبر وفاته
«خواطر متشابكة».. الكاتبة آسيا قاسم توقع أول أعمالها
«خواطر متشابكة».. الكاتبة آسيا قاسم توقع أول أعمالها
وفاة فرانك ستيلا أحد أبرز أسماء الفن التبسيطي
وفاة فرانك ستيلا أحد أبرز أسماء الفن التبسيطي
مادونا تلهب ريو دي جانيرو في حفلة وُصفت بـ«الأضخم»
مادونا تلهب ريو دي جانيرو في حفلة وُصفت بـ«الأضخم»
بحضور فناني ليبيا.. توقيع كتاب «كواليس الكوافي للمسرح العام ببنغازي»
بحضور فناني ليبيا.. توقيع كتاب «كواليس الكوافي للمسرح العام ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم