في مثل هذا اليوم الثامن عشر من يونيو، منذ اثنتين وثلاثين عام رحل عنا الأستاذ احمد يوسف بورحيل. ولد عام 1927 بالجبل الأخضر، في (زاوية ام ركبه) القريبة من حدود ليبيا الشرقية. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الابيار الداخلية، ثم في مدرسة بنغازي الثانوية، ومن بعدها مدرسة حلوان بمصر ثم بكلية الحقوق بجامعة القاهرة التي تخرج فيها سنة 1959.
عاد الى بنغازي وعمل في مصلحة المطبوعات والنشر، ثم مارس مهنة محرر عقود الى ما بعد سقوط الملكية. خلال العهد الملكي عرف بقناعاته ومبادئه التي تنادي بحرية الرأي وضرورة النهوض بالوطن والمواطن وبسبب أرائه التقدمية منع من الترشح لانتخابات البرلمان عام 1964. رفض من البداية ثورة العسكر، ورفض عرضا لمنصب وزارة العدل في حكومة محمود المغربي في سبتمبر 1969، مؤسسا رائه على قناعة وطنيه، وعدم معرفة هوية قادة الحركة وضرورة عودتهم الى ثكناتهم، وضرورة قيام الدولة المدنية بدستورها وديمقراطيتها.
اعتقل مطلع 1970 مع الأستاذ عبد المولى دغمان رئيس الجامعة في ذلك الوقت بتهمة توزيع مناشير مناوئة للنظام وحكمت عليهما محكمه عسكريه خاصه في 15/7/1972، بالسجن . كانت المنشورات تنتقد بشجاعة ووطنية حكم العسكر واعتباره خطوة يضيع بسببها الوطن والمواطن. واجها بشجاعة التعذيب والتحقيق معهما، وكذلك الاهانات اثناء المحكمة. افرج عن أحمد بورحيل عقب وفاة شقيقه الاكبر محمد، من بعد فترة قضاها في السجن، ولكنه لم يستكن بل تواصلت مواقفه الشجاعة، إلى إن توفى بجنيف يوم السبت 18يونيو 1988 ودفن في بنغازي يوم 24 يونيو 1988. وقد رثاه الشاعر معتوق الرقعي بقصيدة يقول مطلعها:
(رحيلك رحل يا بورحيل وعدى* ونيس كنت لنا في الرخاء والشدة)
تعليقات