في مثل هذا اليوم منذ أربع عشرة سنة رحل عنا الكوميدي عبدالرزاق بن نعسان، أو (الحاج) مثلما كان يسمي نفسه في تلك المسلسلات الكوميدية، مع رفيقيه بالنور وقطيط ،التي أمتعت جيل الستينات، وعالجت الكثير من المشاكل الاجتماعية. وُلد الفنان عبدالرزاق بن نعسان سنة 1930 بالمدينة القديمة عند كوشة الصفار، زنقة شداخ بطرابلس. تتلمذ، شأنه شأن جيله، على يد مشايخ أجلاء في الكتاتيب، ثم مدارس المدينة القديمة.
أحب الفن مبكرًا، ودخل مجال التمثيل مبكرًا، فكان من الرعيل الأول لحركة الفن في ليبيا، إذ ساهم في تأسيس فرقة «الشروق» للتمثيل سنة 1949، عندما كان مقر الإذاعة في الصمعة الحمراء، وكان أحد عازفيها، بالعزف على آلة البتارية.
وتعلم فن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وترك لنا مكتبة عامرة من إنتاجه في مجال التوثيق والتسجيل لأحداث مهمة في تاريخنا. واستمر يعمل في الإذاعة: ممثلاً ومؤلفًا ومخرجًا ورائدًا من رواد المونولوج.
كثيرة هي أعماله الفنية، فعلى سبيل المثال سجل للإذاعة أعمالاً ناجحة منها: «عيشة الفلاح» و«ثلاثة في دكان» و«قطيط في إجازة» و«دقات البندير» و«عود كبريت»، والكثير مما يصعب حصره، تمامًا مثل الأعمال المرئية، التي نذكر منها على سبيل المثال: «من كل شي شوي» و«صندوق العجب» و«عائلة دردنو» و«قالوها» و«ع الطاير» و«بنات مختار»، كل هذه الأعمال ناهيك عن عدد من المسرحيات.
كان من أبرز ممثلي وفناني جيله. أقعده المرض في مستشفيات ألمانيا، إلى أن وافته المنية يوم 7/12/2005.
تعليقات