في مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات رحل الفنان المطرب الشعبي علي فرج الجهاني، وهو «ولد بحر»، ترعرع وغطس مبكرا في بحر السابري وترويلي والشابي، ولذلك تأثر كثيرا بالبحر، حتى إنه امتهنه.
أجاد اللغة العربية مبكرا، وتعلم اللغتين الإيطالية، ثم الإنجليزية منذ أن أوفد لدورة تدريبية إلى أسكتلندا سنة 1946، ثم إلى ليفربول سنة 1956، ابتدأ مشواره الغنائي شأن جيل الأربعينات والخمسينات بالقصائد والموشحات والمدائح النبوية رفقة والده، وساعدته لغة العربية التي اجادها في الاطلاع على الموشحات الأندلسية، غير أن الغناء الشعبي، و«المرسكاوي» تحديدا جعله يبدع ويبهر في هذا الفن، الذي نظم له معظم أغانيه.
قال عنه الموسيقار حسن عريبي: «... قد ربطتني علاقة طويلة في مدينة بنغازي من أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات، وفي سنة 1957 التقيت بالعديد من الفنانين وكان بينهم الفنان الشعبي علي الجهاني الذي كان يغني من طبقات عالية موسيقيا وبشكل لافت.. والدرجة الصوتية المقامية لهذا الفنان عالية واضحة، والأداء متقن جدا..».
وعلى الرغم من كونه سجل للإذاعة أغنية سنة 1957، لم يواصل مشواره إلا في السبعينات عندما تأججت الموهبة وانتشرت أغانيه التي كان ينظم معظم كلماتها. وهو أيضا ملحن العديد من أغانيه، ويجيد العزف على الناي.
ولقد تأثر بالفن التونسي، خصوصا بالشيخ (العفريت) وقال: «لقد كنت معجبا بالفن التونسي وكنت أحفظ وأردد الكثير من الأغاني الفلكلورية التونسية الشائعة، وأذكر عندما تم اختياري من قِبَل رئيس نقابة العمال لتمثيل ليبيا في دورة بتونس 1957 قمت هناك بلقاءات فنية وأديت الكثير من أغانيهم الجميلة»، والمتابع يلاحظ تأثر مواويله بالموال التونسي، وإن كان قد طوره بما يتقبله السميعة الليبيون.
تناول الكثيرون فنه بالنقد والإعجاب، مبرزين بصمته التي لم يستطع أحد أن يجاريه فيها. وعلى الرغم من شهرته وإبداعه، لا يجد الباحث النقاط المهمة التي يتعين أن تعرّف رموز بلادنا في المجالات كافة، فعلى سبيل المثال، لم أتمكن من معرفة سنة مولده، وإن كنت قد استنتجت من سنة إيفاده إلى أسكتلندا أنه من مواليد مطلع القرن الماضي -افادنا احد من عالته انه من مواليد سنة 1926- ولا المدارس التي تعلم فيها، وإن كانت بعض المقالات عنه تذكر عددا من المدرسين الذين تعلم على أيديهم. إن التعقيب والإضافة سوف تمكننا من تقديم عمل متكامل تستحقه شخصية فنية مبدعة مثل الفنان علي الجهاني الذي اشتهر بلقب «علويكا».
تعليقات