في مثل هذا اليوم منذ 8 سنوات رحل عنا الشاعر المذيع محمد محمد علي المطماطي، إثر قصف طال بيته في منطقة بن عاشور بطرابلس. ولد سنة 1936 في المرج ودرس بها المرحلة الابتدائية، ثم واصل دراسته الثانوية في بنغازي، سنة 1953 نال دبلوم التعليم العام، وقام بالتدريس في سلوق 1954، ثم انتقل إلى التدريس بمدارس بنغازي، وبعدما تأسست دار الإذاعة الليبية سنة 1957 التحق بها مذيعا ارتبط المستمعون بصوته الجميل وحسن أدائه، اللذين أكملهما سلامة لغته وقواعدها، ولا غرابة في ذلك، فهو شاعر ومثقف، عرفه المشهد الثقافي الليبي في ذلك الوقت من خلال قصائده التي نشرت في صحيفة «العمل»، التي كان يشرف على صفحة أسبوعية تخصصت في شؤون التعليم والمعلمين الوطنيين والدفاع عن حقوقهم.
كتب عنه المؤرخ الأستاذ سالم الكبتي فقال: «.. وكان لبرنامج المطماطي الشهير وغير المسبوق "من بلادي"، الذي جال فيه بالميكرفون أغلب ربوع ليبيا ما بين عامي 1965-1966، أصداء طيبة لدى المستمعين الذين كانوا ينتظرون هذا البرنامج أسبوعياً الذي عرّف فيه المطماطي بتلك المناطق ونقل فيه ألحانها وتراثها وتاريخها ومشاكلها.. وكانت هناك حلقات مميزة عن غات والطوارق وجبل كاف الجنون وصيد الغزال والأساطير الشعبية..».
من بعد سبتمبر 1969 انتقل إلى وزارة الخارجية وعين سفيرا في ألمانيا الشرقية، ثم سفيراً في بولندا إلى أن تقاعد في أواخر تسعينات القرن الماضي. ورحل عنا يوم 23/8/2011 ليوسد ثرى طرابلس في اليوم نفسه.
تعليقات