Atwasat

«أبوصوة» يحاضر عن الهوية الوطنية في طرابلس

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الأربعاء 09 يناير 2019, 10:27 صباحا
alwasat radio

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون الثلاثاء، بدارالفقيه حسن، محاضرة للباحث محمود أبوصوة، تناول فيها مفهوم الهوية الوطنية بأبعادها التاريخية منطلقًا من إطارها المكاني.

وأوضح الباحث في ورقته التي حملت عنوان «الهوية الليبية بين السذاجة والوهم»، أن 17 فبراير فتحت باب الاجتهاد على مصراعيه فيما يخص الهوية وجعل جميع الأطراف تلجأ إلى خطاب ماضوي، هدفه إعادة الحياة لهوية إثنية أوعرقية أو مذهبية أو مكانية على أساس ثنائية وظيفتها تضخيم الذات بعينها وتحقير غيرها من الذوات.

وأكد أن هذه الأطراف لم تكتف باستحضار الماضي انطلاقًا من تلك الثنائية بل وسعت منذ التغيير إلى إنتاج ثنائية داعمة، ثنائية المهمش ونقيضه ظهرت مؤشراتها في المشهد المكاني. 

ويطرح بوصوة سؤاله وفق هذه الرؤية بالقول «من المؤكد أن إثنيات بعينها ومناطق محددة تضررت أكثر من غيرها من سياسة التهميش التي مارسها النظام السابق ولكن ماذا عن سياسة الآباء المؤسسين؟ بمعنى هل حالة التهميش مثلاً كانت سابقة للنظام الجمهوري – الجماهيري، أم أنها كانت من مبتكراته؟».

ويجيب الباحث بأن معظم الأعراق والإثنيات والمناطق تعرضت للتهميش منذ الاستقلال وللانتقام أحيانًا منذ انقلاب 69، مشيرًا إلى أنه من السهل عزو الظاهرة بالكامل للأنظمة ولكن ماذا عن دور المجتمع؟.

ويرى من ذلك أن المجتمع الليبي ومنذ الاستقلال روض على العزوف ولأسباب عدة على المشاركة في إدارة البلاد، لذا فإن الجميع باستثناء الأشرار بحسب تعبيره يدفعون اليوم ثمن لا مبالاتهم، و«الكارثة أن لا مبالاتنا جعلتنا لا نتنازع على أبسط الحقوق وحسب بل ننظر إلى الأشرار كمنقذين، مستشهدًا بمقولة أفلاطون «أن الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمها الأشرار».

ويضيف المحاضر إلى أن المشكل سواء تعلق الأمر بالهوية أو بغيرها هو الانطلاق من أفكار مسبقة، وهو ما وقع فيه العارفون وغير العارفين على السواء، من ذلك فإننا وفي سياق تعاملنا مع الهوية يتعمد معظمنا تضخيم ذاته وتحقير ذات غيره والعملية الأخيرة يمكن عزوها إلى أسباب كثيرة أهمها استسهال الأفكار المسبقة فضلاً عن عدم الرغبة في معرفة الحقيقة.

ويخلص الباحث إلى التنويه بأننا لم ننجز الكثير فيما يتعلق بمفهوم الدولة الوطنية برغم كثرة الكتابات حوله وبقينا مستندين في ذلك على ما ينجزه الغرب في مرحلتين من تاريخه، الأولى التي اعتبر فيها الدولة الأمة حتمية تاريخية، والثانية في تراجعه عن هذه الفكرة بعد الحرب العالمية الثانية، وفي الحالتين رفضنا التعرف على ديناميات الحراك الداخلي وهو ما جعلنا ننجرف أكثر نحو تبعية شاملة قررنا مواجهتها.

«أبوصوة» يحاضر عن الهوية الوطنية في طرابلس (سالم أبوديب)
«أبوصوة» يحاضر عن الهوية الوطنية في طرابلس (سالم أبوديب)
«أبوصوة» يحاضر عن الهوية الوطنية في طرابلس (سالم أبوديب)
«أبوصوة» يحاضر عن الهوية الوطنية في طرابلس (سالم أبوديب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اتهام زعيم عصابة سابق بقتل مغني الراب الأميركي توباك شاكور قبل 27 عاما
اتهام زعيم عصابة سابق بقتل مغني الراب الأميركي توباك شاكور قبل 27...
الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للترجمة
الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للترجمة
«أوبرا البنادق» للتنديد بعنف الأسلحة في واشنطن
«أوبرا البنادق» للتنديد بعنف الأسلحة في واشنطن
معرض بريطاني يعيد الحياة لدمى «سبيتينغ إيمدج» الساخرة
معرض بريطاني يعيد الحياة لدمى «سبيتينغ إيمدج» الساخرة
الاتحاد الدولي للممثلين يتضامن مع نقابة «ساغ-أفترا» الأميركية
الاتحاد الدولي للممثلين يتضامن مع نقابة «ساغ-أفترا» الأميركية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم