Atwasat

شابة أفغانية تمارس التزلج رغم نظرة المجتمع الرافضة

القاهرة - بوابة الوسط السبت 10 ديسمبر 2016, 09:52 مساء
WTV_Frequency

كانت معصومة تتعرض بانتظام لرشق بالحجارة عندما كانت تمارس رياضة التزلج التي تعتبر غير مناسبة للفتيات في أفغانستان، إلا أن النظرة بدأت تتبدل بفضل داعمين غير متوقعين هم رجال دين ينادون بحقوق المرأة.

ولطالما أثارت معصومة حسني البالغة 18 عامًا المواقف الغاضبة من المارة عند تزلجها على منحدرات باميان في وسط أفغانستان، لأنهم غير معتادين على رؤية شابة من دون حجاب ترتدي بزة تزلج ضيقة.

وتروي الشابة أمام الحضور المبهور خلال عرض قدمته في جامعة كابول بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: «لا يسمح للفتيات بممارسة الرياضة، الفتيات خلقن للقيام بالأعمال المنزلية مثل الطبخ والتنظيف هذا ما كان يقوله الناس»، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وتضيف: «كان بعض الأشخاص يضربون أشقائي ويشتمون والدتي معتبرين أن عليها أن تشعر بالعار لأنها تسمح لفتيات بالتزلج، كنت ابكي من جراء ذلك».

إلا أن هذه الشابة القصيرة القامة صمدت خصوصًا بفضل خطب أسبوعية لرجال دين لهم نفوذهم في هذا الوادي الذي يعاني من الفقر.

تتعرض بانتظام لرشق بالحجارة عندما كانت تمارس رياضة التزلج التي تعتبر غير مناسبة للفتيات في أفغانستان

ففي إطار مشروع يهدف إلى الترويج للمساواة بين الرجل والمرأة، درب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 400 رجل دين في أفغانستان على تأييد حقوق المرأة في خطبهم.

وترفع هذه الخطب الوعي بحقوق المرأة الاقتصادية منها والاجتماعية ما يؤدي أحيانًا إلى نقاشات مفيدة مثل كيفية تشجيع الدين الإسلامي على الرياضة، ويقول دوغلاس كيه مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان إن رجال الدين لهم تأثير كبير في المجتمع الأفغاني ولا سيما في المناطق النائية حيث تتعرض النساء لأكبر الانتهاكات.

ويؤكد: «من خلال العمل مع هؤلاء العناصر الأساسيين في المجتمع الأفغاني تمكنا من الترويج لفكرة أن للرجال والنساء الحقوق نفسها».

أين النساء
الملا عبدالرحمن رضواني مدير الشؤون الدينية في باميان هو أحد هؤلاء رجال الدين الذين دربوا على إعادة النظر بالطابع الذكوري المهيمن على البلاد.

وقال في خطبة صورها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ألقاها في مسجد يكتظ بالرجال: «يمكن لأي فرد في المجتمع أن يحوز شهادة أن يصبح معلمًا ومهندسًا أو طبيبًا، على الجميع أن يحصلوا على الفرص نفسها داخل المنزل وخارجه أكانوا فتيات أو صبيانًا».

وتؤكد معصومة أن هذه الخطبة غيرت موقف السكان منها.

وتوضح: «قبل ذلك كان الناس يهزأون بي، أما الآن يقول لي الكثير من الناس إنهم فخورون بي، الكثير من الفتيات والنساء يأتين لمشاهدتنا نتزلج وهذا الأمر كان يصعب تصوره قبل سنوات قليلة».

وقد تحسن وضع المرأة في أفغانستان منذ سقوط نظام حركة طالبان في العام 2001 إلا أنها لا تزال غائبة عن الحياة العامة ما دفع إلى استحداث وسم (هاشتاغ) عبر شبكات التواصل الاجتماعي #أين_النساء.

ولا تزال المعاملة التمييزية والعنف والانتهاكات منتشرة كثيرًا في حق المرأة ولا سيما الزيجات القسرية والتفاوت في فرص التعليم.

وفي باميان الأهدأ بين الولايات الأفغانية نظمت عدة مسابقات رياضية في السنوات الأخيرة كان آخرها ماراثون دولي مختلط في نوفمبر.

وباتت هذه الأحداث رمزًا للحرية في بلد محافظ حيث ينظر بارتياب إلى ممارسة المرأة للرياضة بشكل علني.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سعيد حامد يوثق حرب طرابلس وواشنطن.. وتاريخ الصحافة الليبية
سعيد حامد يوثق حرب طرابلس وواشنطن.. وتاريخ الصحافة الليبية
متحف رينا صوفيا يغير اسم أنشطة انتقدتها السفارة الإسرائيلية
متحف رينا صوفيا يغير اسم أنشطة انتقدتها السفارة الإسرائيلية
مسابقة للواقع الافتراضي بمهرجان «كان»
مسابقة للواقع الافتراضي بمهرجان «كان»
عرض مسرحية «عم تبحث» في الخمس
عرض مسرحية «عم تبحث» في الخمس
«كوبولا» يتلقى آراء متباينة حول أحدث أفلامه في «كان» (فيديو)
«كوبولا» يتلقى آراء متباينة حول أحدث أفلامه في «كان» (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم