على الرغم من سخونة الأحداث المتسارعة على الساحة العربية بوجه عام، واحتدام الحرب الأهلية في سورية تحديدًا، يبحث الكاتب السوري رافي وهبي جاهدًا عن الحب والحالات الإنسانية أثناء الأزمة السورية في أول مسلسل عربي مشترك بعنوان "حلاوة الروح".

المسلسل من إخراج التونسي شوقي الماجري، ويجري تصويره في بيروت، على أن ينتقل لاحقًا إلى القاهرة ودبي.

ويشارك في بطولته من سورية الفنان غسان مسعود ومكسيم خليل ورافي وهبي ونسرين طافش، ومن مصر خالد صالح، إلى جانب اللبنانية رولا حمادة، والفلسطينية فرح بسيسو وممثلون عرب آخرون.

وتجري وقائع أحداث المسلسل على هامش الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في سورية، والتي تحولت إلى حرب طاحنة لكن القصة الأساسية للمسلسل هي "قصة حب".

وأكد مؤلف العمل أنهم في هذا العمل محايدون، ليس الحياد السلبي بمعنى الصمت إنما الحياد الإيجابي، مشيرًا إلى أن ما يحدث أليم ومعقد جدًا، وهو تداخل محلي إقليمي دولي، ولكنهم في هذا العمل غير معنيين بتفسيره أو تحليله أو الإجابة عنه، فقصتهم الاجتماعية هي قصة الحب، وعلاقات الشخصيات مع بعضها تسير ضمن هذه البيئة، وما حرصوا عليه في العمل ألا يكونوا محرضين.

وأضاف الكاتب وهبي في مؤتمر صحفي لفريق العمل أمس الجمعة، أن المسلسل عمل عربي لأول مرة يتناول مجمل الأحداث على مستوى الشخصيات، لكن المحور الأساسي هو الموضوع السوري.

"أول مرة سمعت عبارة حلاوة الروح كانت من والدتي، أشعر أن البلد يعيش حالة مشابهة تحتاج إلى إرادة قوية وعزم وشيء من الله كي يستطيع أن يخرج من الأزمة"، هكذا قال الكاتب.

وعن تشابه اسم المسلسل مع فيلم هيفاء وهبي الجديد، أكد رافي أن عنوان المسلسل يعني له الكثير لأنه جزء من الحكاية.

ومن جانبها أكدت منتجة العمل رولا تلج، أن هذا أول إنتاج لها ووصفته بأنه تجربة فريدة وصعبة وممتعة وتجمع الكثير من العناصر المميزة.

وعرض في المؤتمر الصحفي ملخص عن المشاهد التي تم تصويرها حتى الآن، وهي ثلث المسلسل تقريبًا، كما قال المخرج الماجري: إنه تم استقدام ديكورات ضخمة عوضًا عن التصوير في سورية.

وأضاف أنه من أكثر الناس الذين يخافون من الأحداث التي ما زالت مستمرة، فعندما قامت في تونس الأحداث، وأنا تونسي رفضت أن أقوم بعمل عن هذا الموضوع، لأن هناك الكثير من الأسرار غير مكتملة، لكن في هذا العمل تم تجاوز هذه الإشكالية لأنه لا يوجد في العمل حكم على مرحلة معينة، وإنما يوجد معايشة لحالات إنسانية حاضرة فقط، ولا يوجد أي حكم للأسباب الحقيقية للأحداث التي تحدث في الوطن العربي.

وأضاف الماجري، الذي أخرج مسلسلي "الاجتياح ونابليون والمحروسة": "نحن قلقون على طاقتنا الإنسانية كحب وألا يكسرنا هذا الواقع، لدرجة أننا لم نعد نستطيع أن نخلق أبطالاً يحبون، نحن ذهبنا إلى سورية لكي نخلق بطلاً يحب، هذا المفهوم مثلاً يهمني في هذا الظرف العربي".

"عملي يحتوي على سياسة، ولكن تركيزي على القضايا الإنسانية" جاء ذلك على لسان الفنان المصري خالد صالح بطل المسلسل؛ حيث قال: "قد يكون لنا وجهة نظر هنا أو هناك، ولكن يوجد وجع عربي، وكان العصب الملتهب الذي تم اللعب عليه في سورية، إنما أنا أعمل على هذا العصب لأنه سيمس لبنان ومصر وتونس، لا أستطيع أن أنفي طول الوقت أن عملي بعيد عن السياسة ولكنه يركز على الحب".